السكاكري النصاب يعيد نشر ‘زابوره’ ظانا أن للمغاربة ذاكرة الأسماك
يرى رويل مارك جيريشت، ضابط كبير سابق في إدارة العمليات بوكالة الاستخبارات الأمريكية (سي آي إي)، بناء على الخبرة التي راكمها في العمل بدول الشرق الأوسط، أن رياح الثورة ستعبر الحدود الجزائرية، رغم كل الاحتياطات التي يتخذها جنرالات الجزائر، كما أكد في هذا المقال أن موعد انفجار بركان الجزائر الخامد من التسعينيات يبقى مسألة وقت.
هل اقترب موعد انفجار البركان الجزائري؟
تسبب موت القذافي في موجة من الفرح عبر أرجاء ليبيا، لكنه مبعث للقلق كذلك، حيث يخشى البعض أن يضع المجلس الانتقالي يده على السلطة بصفة دائمة، فيما يتخوف آخرون من المد الإسلامي، بالإضافة إلى احتمال انقسام البلد إلى ثلاثة أجزاء.
ما وقع في ليبيا من شأنه أن يهز أركان الدولة الجزائرية، خصوصا أن الجيش الجزائري صار مرعبا من فكرة أن تعبر روح الثورة الحدود الجزائرية، بالإضافة إلى أن بلد المليون شهيد صارت محاطة بدول في طور التحول كتونس والمغرب، الذي يضع ملكه محمد السادس أسس أول ملكية برلمانية بالشرق الأوسط.
يذكر أن الجزائر عاشت على إيقاع الحرب الأهلية حين قررت السلطات الجزائرية إلغاء الانتخابات التي فازت بها الجبهة الإسلامية للإنقاذ، وهي الحرب التي راح ضحيتها الآلاف، بل كانت سببا في محو العديد من القرى من خريطة البلد. هذه الحرب وذكرياتها الأليمة ساعدت على إبعاد الجزائر شيئا ما من رياح الربيع العربي، هذا الأخير الذي أخرج إلى الوجود شبابا يتطلعون إلى حياة أفضل. ورغم أن الاقتصاد الجزائري قد تحسن منذ سنوات التسعينيات إلا أنه وقف عاجزا عن القضاء على مشكل البطالة، وهو ما يؤكده المؤرخ الجزائري محمد حربي، الذي يعيش في منفاه بباريس، حيث يقول ” ليس للنظام الجزائري ما يقدمه للأمد البعيد، فهو لا يهتم بحال الجزائر والجزائريين وعما سيؤولون إليه خلال عشرين سنة”. ليس هناك ما يعجب بالجزائر سوى صناعة الغاز والبترول، فقد هاجر الآلاف هربا من الفقر والملل ووحشية المصالح الأمنية.
محاولة يائسة
خلال العشر سنوات الماضية، عمل النظام الجزائري بجهد كبير لخلق انطباع خاطئ بأنه يحظى بشعبية كبيرة، لكن آلاف الجزائريين الذين تظاهروا بعد أحداث تونس ومصر يقدمون لمتتبعي الشأن الجزائري أحاسيس أخرى. وإذا ما اندلعت أحداث بالجزائر، فإن ذلك سيعود بشكل يعود لكره المدافعين عن الديمقراطية للديكتاتورية العسكرية أكثر من خوفهم من الإسلاميين. ومن المعلوم أن الإسلاميين ربحوا العديد من النقاط خلال الثورات العربية، حيث، وعلى سبيل المثال، انتشر ارتداء الحجاب بتونس بشكل كبير حتى داخل الأحياء الراقية.
بركان خامد
إن ما يعيشه العالم العربي من أحداث ومخاوف من صعود نجم الإسلاميين يجعل جنرالات الجزائر يعيشون على أعصابهم، فإن ساعدت انتخابات تونس ومصر على تقوية شوكة الإسلاميين، فمن المتوقع أن يساعد جنرالات الجزائر،بشكل سري، على خلق البلبلة في ليبيا لإنشاء منطقة ضد انتشار الحكومات الشعبية التي أتت بها الثورات. وفي حال نشوب ثورة بالجزائر، سيزداد معها غضب الشعب الجزائري على الولايات المتحدة الأمريكية، بعد أن حلت مكان فرنسا في المخيلة الشعبية الجزائرية كرمز للديكتاتورية والتسلط.
لكن تجدر الإشارة إلى التعاون الوثيق بين الولايات المتحدة الأمريكية في مجال محاربة الإرهاب، خصوصا أن الرئيس الجزائري بوتفليقة يلعب بهذه الورقة لتبرير القمع السياسي وانتهاكات حقوق الإنسان فوق التراب الجزائري، وهو ما يجعل المسؤولين الأمريكيين يدعمون هذا النظام ويثيرون غضب الشعب الجزائري في نفس الوقت.
لطالما شكلت الجزائر، منذ بداية التسعينيات، بركانا خامدا مستعدا للانفجار مرة أخرى، ولعل الثورات بكل من تونس وليبيا تجعل هذا اليوم يقترب أكثر فأكثر.
ترجمة نبيل الصديقي عن موقع moroccoboard