عشرات اللاعبين الهولنديين من أصل مغربي يشاركون في البطولة. أعداد قليلة منهم تتمكن من الولوج إلى القسم الممتاز، لكن الواصلين للقمة قليلون جدا. لماذا؟ صحيفة ألخمين داخبلاد الهولندية المتخصصة في الرياضة طرحت هذا التساؤل وحاولت تجميع عناصر الإجابة في هذا المقال.
يصنعون الفرجة ولكن
على سبيل المقارنة، يعتبر اللاعبون المغاربة أكثر حضورا من الأتراك في ميادين كرة القدم الهولندية ويوصفون في وسائل الإعلام بصانعي الفرجة، إلا أن أداءهم لا يتطور ليبلغ مستوى القمة الأوربية. إبراهيم أفلاي كان قريبا منها حينما انتقل إلى الفريق الكتلاني برشلونة، إلا أنه هو أيضا لم يفلح في انتزاع مكانه وسط العمالقة أمثال ميسي وكسافي وإنييستا، بالإضافة إلى الإصابة التي أبعدته عن الميدان لشهور.
مثال آخر هو اللاعب منير الحمداوي الذي لمع نجمه في أندية هولندية قبل أن ينتقل إلى نادي آياكس المشهور. مع هذا النادي كان الحمداوي في بداية موسم الانتقال غزير التهديف، إلا أنه تراجع مستواه بعد خلافه مع مدربه فرانك دي بور الذي لم يتأخر في إبعاد الحمداوي نهائيا من الفريق الممتاز وأنزله للفريق الثاني، الأمر الذي أثار غضب الحمداوي أكثر وامتنع عن اللعب بدواعي المرض. استمر وضع الحمداوي غامضا حتى انتقل إلى فريق فيورنتينا الإيطالي الصيف الماضي دون أن يتمكن من إثبات اسمه كهداف.
عقلية
ألخمين داخبلاد بحثت عن التعليل لدى الكاتب المغربي علي الداودي الذي يهتم بسلوك الشباب المغاربة وخاصة أولئك الذين يعيشون على هامش المجتمع. عمل الداودي مرشدا روحيا للشباب المغاربة المحكوم عليهم بالسجن، ويعمل حاليا مرشدا روحيا للمسلمين العاملين في الجيش الهولندي. يرجع السيد الداودي سبب عدم وصول اللاعبين المغاربة إلى القمة إلى “الثقافة الجماعية” للمغاربة”. وعلى سبيل المثال إذا خاطب المدرب لاعبا من أصل مغربي: “أنت يا فاشل، مرر الكرة”، يعتبر لاعب مثل الحمداوي ذلك إهانة موجهة له شخصيا.
أما اللاعب السابق لأياكس نور الدين بوخاري، فيرى أن المسألة تعود إلى “الإرادة”. ويضيف بخاري في تصريح للصحيفة المذكورة: “نحن كلاعبين مغاربة لدينا مهارات، لكن الموهبة فقط غير كافية. يجب أن تتوفر أيضا عقلية جيدة وهذا ما ينقص الشباب المغاربة الذين يمارسون كرة القدم”.
خطوات أولى
يوصف اللاعبون المغاربة الشباب عموما بسرعة الغضب، الأمر الذي يقف حجر عثرة في طريق مشوارهم الرياضي. من أين تأتي هذه الطاقة الغاضبة؟ يرى السيد الداودي أن التربية لها دور في ذلك. ففي البيت “لا يتعود الطفل على تلقي نقد بناء ولا وسطية في النقد، إما خطأ أو صواب ولا مجال لإطراء: حمار! أنت لن تصير أي شيء”!
وينصح الداودي اللاعبين الشباب أن يتقبلوا النقد من المدربين، كما يدعو جامعة كرة القدم إلى تشجيع المدربين من ثقافات مختلفة على العمل في مجال ما يزال محتكرا من طرف الهولنديين البيض. وهذا ما فعله نادي آياكس حينما عين سعيد والي مدربا لفريق ب1، كما أن الدولي السابق محمد علاش أصبح منذ سنتين مديرا تقنيا لدى جامعة كرة القدم قبل أن ينتقل للتدريب في نادي فيتيسا.
مثل هذه الخطوات هي البداية، لكن هل تكفي؟
الأنظار تتركز في الوقت الراهن على اللاعب الشاب آدم ماهر الذي انتقل هذا الموسم من نادي AZ إلى نادي بي إس في. فهل يكسر هذا اللاعب القاعدة ويبلغ القمة؟