ذكرى المسيرة الخضراء: ملحمة خالدة في مسار تحقيق الوحدة الترابية
وياتي هذا القرار الاميركي استجابة لطلب قدمته وزارة الخارجية لارسال المزيد من العسكريين لتعزيز امن السفارة الاميركية وغيرها من المنشآت في العراق، حيث سيطر تنظيم الدولة الاسلامية على مناطق شاسعة في شمال البلاد وغربها.
وصدر الاعلان عن مسؤولين في البيت الابيض والبنتاغون بعد ساعات من بث تنظيم الدولة الاسلامية المتطرف شريط فيديو يظهر قطع رأس صحافي اميركي ثان هو ستيفن سوتلوف بيد جهادي يتكلم الانكليزية بلكنة بريطانية.
وشن تنظيم الدولة الاسلامية هجوما خاطفا في 9 يونيو مكنه من اجتياح مساحات واسعة من العراق واعلان اقامة “الخلافة الاسلامية” على الاراضي التي يسيطر عليها في سوريا والعراق.
وتشن الولايات المتحدة منذ الثامن من اب/اغسطس حملة ضربات جوية على اهداف لتنظيم الدولة الاسلامية في العراق تتركز بصورة خاصة في محيط سد الموصل شمال البلاد ونشرت واشنطن حتى الان مئات العسكريين لضمان امن دبلوماسييها في بغداد.
واعلن البيت الابيض في بيان ان “الرئيس أجاز لوزارة الدفاع تلبية طلب وزارة الخارجية ارسال حوالى 350 عسكريا اميركيا اضافيا لحماية منشآتنا الدبلوماسية وطواقمنا في بغداد”.
وأضاف البيان “سوف نواصل ايضا دعم الحكومة العراقية في جهودها الرامية لمكافحة تنظيم الدولة الاسلامية الذي يشكل تهديدا ليس فقط للعراق وانما للشرق الاوسط برمته ولموظفي الولايات المتحدة ومصالحها في هذه المنطقة”.
واكد البيان ان الرئيس اوباما الذي وصل اليوم الاربعاء الى استونيا في طريقه الى ويلز للمشاركة قمة لحلف شمال الاطلسي “سيتشاور هذا الاسبوع مع الحلفاء في حلف شمال الاطلسي بشأن الاجراءات الاضافية الواجب اتخاذها ضد تنظيم الدولة الاسلامية وبشأن تشكيل تحالف دولي واسع لتنفيذ استراتيجية شاملة لحماية شعبنا ودعم شركائنا في المعركة ضد الدولة الاسلامية”.
من جهته قال المتحدث باسم البنتاغون الكولونيل جون كيربي انه بارسال هؤلاء الجنود ال350 الى بغداد سيرتفع عدد العسكريين الذين تم ارسالهم منذ 15 يونيو الى العراق لتعزيز امن المقرات الدبلوماسية الاميركية في هذا البلد الى حوالي 820 جنديا يضاف اليهم 300 عسكري ارسلوا بمثابة “مستشارين” لقوات الامن العراقية ليرتفع العديد الاجمالي للوجود العسكري الاميركي في العراق الى الف عسكري.
وبموجب قرار اوباما، سيتم ارسال حوالى 400 عسكري الى بغداد فيما يخرج 55 جنديا منتشرون في هذا البلد في اطار عمليات نقل دورية، بحسب المسؤولين.
واوضح المتحدث باسم البنتاغون ان القوات الاضافية ستاتي من قواعد في الشرق الاوسط وستتضمن وحدة مركزية، وفرقا طبية، وفرق ارتباط جوي وعددا من المروحيات.
وقال كيربي في بيان ان هذا الانتشار يهدف الى “ضمان وجود امني اقوى ومستديم لمساعدة وزارة الخارجية على مواصلة مهمتها الاساسية”.
ولم يصدر الاعلان عن ارسال هذه القوات الاضافية في مؤتمر صحافي في البيت الابيض او البنتاغون بل في رسائل الكترونية الى الصحافيين، بدون اثارة ضجة اعلامية كبيرة.
وانتخب اوباما عام 2008 بعدما قطع وعدا بوضع حد للحرب الاميركية في العراق وركز حملته لانتخابات 2012 على استكمال سحب القوات الاميركية من هذا البلد الذي انجز عام 2011.
غير ان التقدم الكاسح للدولة الاسلامية والمجازر التي ارتكبها التنظيم ولا سيما بحق الاقليتين المسيحية والايزيدية دفعت اوباما المتحفظ على العودة الى خوض عمليات عسكرية، الى ارسال قوات واصدار اوامر بشن ضربات جوية لوقف تقدم المتطرفين.
وشددت ادارة اوباما على ان التدخل العسكري الاميركي محصور في حماية الموظفين الاميركيين ودعم الجهود الانسانية لحماية المدنيين ومساعدة القوات العراقية في معاركها ضد الدولة الاسلامية.
غير ان منتقدي اوباما يعتبرون انه تاخر كثيرا للرد على تهديدات جهاديي الدولة الاسلامية.