سنة 2024: التزام قوي ودور فاعل للمغرب داخل مجلس السلم والأمن التابع للاتحاد الإفريقي
الدفاع عن المصالح العليا للوطن مسؤولية الجميع، والكل مطالب بالانخراط في هذه العملية المقدسة وعلى رأسها الوحدة الترابية، وهذا ما ركز عليه خطاب العرش، الذي وجهه الملك محمد السادس إلى الأمة (الأربعاء 30 يوليوز 2014)، إذ قال جلالة الملك: “كما نحرص على مواصلة انخراط كل القوى الحية للبلاد، في الدفاع عن المصالح العليا للوطن، وفي مقدمتها الوحدة الترابية، التي تظل أسبقية الأسبقيات.
فقضية الصحراء، كما سبق أن أكدت أكثر من مرة، هي قضية كل المغاربة، وأمانة في أعناقنا جميعا”.
وبما أن قضية الصحراء تبقى قضية كل المغاربة، فقد أكد جلالة الملك بالقول: ” وفي هذا الإطار، نجدد الدعوة لمواصلة اليقظة والتعبئة الجماعية، واتخاذ المبادرات اللازمة، لاستباق مناورات الخصوم، فلا مجال للانتظار أو التواكل، ولردود الفعل”.
وذكّر جلالة الملك بأهمية الحكم الذاتي بأقاليم المغرب الجنوبية، مشيرا في هذا الصدد بالقول: “كما نؤكد التزامنا بمبادرتنا بتخويل أقاليمنا الجنوبية حكما ذاتيا، وهي المبادرة التي أكد مجلس الأمن مرة أخرى، في قراره الأخير، جديتها ومصداقيتها”.
غير أن المغرب لن يبقى منتظرا جدية الأطراف الأخرى للسعي إلى إيجاد حل سياسي دائم، وهذا ما أكده خطاب العرش بوضوح، حيث قال جلالة الملك: “غير أننا لن نرهن مستقبل المنطقة، بل سنواصل أوراش التنمية والتحديث بها، وخاصة من خلال المضي قدما في تفعيل النموذج التنموي لأقاليمنا الجنوبية، بما يقوم عليه من مقاربة تشاركية، وحكامة جيدة، ومن برامج متكاملة ومتعددة الأبعاد، كفيلة بتحقيق التنمية المندمجة. كما أننا مقبلون على إقامة الجهوية المتقدمة بمختلف مناطق المملكة، وفي مقدمتها أقاليمنا الجنوبية، بما تتيحه من احترام للخصوصيات الجهوية، ومن تدبير ديمقراطي من قبل سكان المنطقة لشؤونهم المحلية في إطار المغرب الموحد للجهات”.
وفي حتام خطابه السامي وجه الملك محمد السادس تحية تقدير
للقوات المسلحة الملكية، والدرك الملكي، والأمن الوطني، والإدارة الترابية، والقوات المساعدة، والوقاية المدنية، على تجندهم الدائم، تحت قيادته، للدفاع عن حوزة الوطن، وصيانة أمنه واستقراره.