الكويت: تكريم معهد محمد السادس للقراءات والدراسات القرآنية كأفضل جهة قرآنية بالعالم الإسلامي
بث التلفزيون الجزائري، أمس الأربعاء 12 يونيو الجاري، صورا “صامتة” لرئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة، لأول مرة منذ نقله للعلاج في فرنسا قبل ثمانية وأربعين يوما، وظهر بوتفليقة في الصور جالسا في مكان ثابت يستمع للوزير الأول عبد المالك سلال وقائد أركان الجيش أحمد ڤايد صالح، اللذين عاداه في مستشفى “ليزانفاليد” بباريس، وأظهرت المشاهد ما يبدو أنه صعوبة في تأدية بعض الوظائف الحركية قياسا لعدم القدرة على تحريك اليد اليسرى بشكل طبيعي.
أفرج التلفزيون الجزائري عن أول صور لرئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة منذ نقله للعلاج في باريس بدءا بـ “فال دوغراس” ثم “ليزانفاليد”. ورغم أن الصور التقطت أربعا وعشرين ساعة قبل عرضها (صورت الثلاثاء) إلا أن شقيق الرئيس الأصغر السعيد بوتفليقة طلب تأجيل البث حتى مساء الأربعاء وذلك بعد عملية تركيب “مونتاج” دقيقة أشرف عليها مختصون في الصورة والإضاءة. وفي النهاية، اقتصرت المشاهد التي ظهر فيها الرئيس على صورته دون صوت رغم أنه في بعض المقاطع كان يكلم رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي الفريق أحمد ڤايد صالح الذي كان يرتدي الزي المدني، وبرغم وجود ميكروفون لفريق التلفزيون الجزائري.
ونقلت الصور الرئيس عبد العزيز بوتفليقة جالسا على كرسي مرتديا لباسا منزليا، وجلس أحمد ڤايد صالح على يمينه وسلال إلى يساره، وذلك في غرفة استقبال فاخرة بمصحة “ليزانفاليد”. وأظهرت المقاطع المصورة الفريق ڤايد صالح تارة هو الذي يبادر بالحديث إلى الرئيس وتارة عبد المالك سلال، وقد تعمدت عملية الإخراج تصوير بوتفليقة وهو يؤدي نشاطا باستعمال يده اليمنى، فيرفع مرة فنجان قهوة ومرة بعض الحلويات الموضوعة فوق طاولة إلى يمينه.
وبدا في كثير من الأحيان أن رئيس الجمهورية لا يقوى إلى حد ما على تحريك يده اليسرى، ووجود آثار تعب وإرهاق كبيرة على وجهه بسبب الجلطة الدماغية وخضوعه لفترة تأهيل وظيفي لبعض أعضائه. وتترد أنباء أن “الجلطة الدماغية” قد أثرت على نشاطات بعض الأعضاء في الجزء الأيسر لجسم الرئيس، وهو ما يفسر أصلا تواجده في المعهد الفرنسي للمعطوبين “ليزانفاليد”. ومع ذلك فقد ظهر الرئيس بوتفليقة يرتشف القهوة ويأكل بعض قطع الحلوى، وحاول الوزير الأول عبد المالك سلال إضفاء طابع حميمي على الزيارة، حيث رفع طبقا من الحلوى ومد بوتفليقة يده لأخذ قطعة منها. والواضح أن كل هذه التفاصيل كانت مقصودة لإخفاء أي عيب صحي قد تبديه الصور، حيث تعمد فريق التقنيين، الذي اشتغل على عملية الإخراج، “التلاعب” بعملية الإضاءة وعدم تصوير الرئيس بوتفليقة واقفا على رجليه أو يتمشى نحو ضيوفه، والتركيز على المشاهد التي يظهر فيها نصفه الأيمن.
وقد استغرقت المشاهد التي بثها التلفزيون الرسمي دقيقتين و56 ثانية، وظهر المصور الفوتوغرافي الخاص بالرئيس بوتفليقة والمصور بالكاميرا في رئاسة الجمهورية في الفيديو، ما يعني وجود أكثر من كاميرا لتصوير هذه المشاهد. وأغلب المقاطع المصورة تمثل حديثا من سلال إلى الرئيس أو من ڤايد صالح، وجزء بسيط أظهر الرئيس بوتفليقة يحادث رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي. وحسب البيانات الرسمية، فإن المسؤولين اللذين اجتمعا بالرئيس مدة قاربت الساعتين، قدما عرضا شاملا عن الوضع السائد في البلاد فيما يخص نشاطات الحكومة وكذا الوضع السياسي والأمني.
وستمكن هذه الصور الأولى لرئيس الجمهورية من نفي أنباء فرنسية عن وفاته، كما أنها تبدي بوتفليقة في مرحلة “التعافي” من الجلطة الدماغية، لكنها بالمقابل ستبقي لا محالة السجال السياسي قائما إن كان الرئيس قادرا فعلا على مواصلة مهامه الرئاسية التي تتطلب حدا أدنى من الحضور البدني.