بلاغ للديوان الملكي حول ترؤس الملك محمد السادس لجلسة عمل خُصصت لموضوع مُراجعة مدونة الأسرة
في هذا الحوار الذي أجراه معه موقع demainonline.com، يتحدث الصحفي والكاتب المغربي علي عمار عن كتاب “الأمير المنبوذ” للأمير هشام الذي كان يعرفه على عمار جيدا حين كان من بين مسيري أسبوعية “لوجورنال”.
يقول الأمير هشام إنك تجمع بين الذكاء والمراوغة، ما ردك على ذلك؟
هذه طريقته لتصفية نزاع قديم معي، فقد وضعت له “بروفايلا” في كتابي الأول “سوء الفهم الكبير” الذي صدر سنة 2009، والذي لم يستسغه، حيث كشفت جوانب عدة من شخصيته خصوصا رغبته الجامحة في جذب وسائل الإعلام التي تحظى بثقة المتتبعين، إضافة إلى طريقة في التعامل مع الصحفيين. لقد كنا نمنحه منصة يوصل من خلالها صوته فيما كانت تتجاهله وسائل الإعلام الرسمية.
لكن علاقاتك به تطورت منذ تلك الفترة…
انقطع الاتصال بيننا منذ سنة 2009، تاريخ صدور كتابي الأول، كما أنه نشر مقالا في أسبوعية “الأيام” كال لي فيه السب ليس لأنه لا يتفق معي في آرائي ولكن لأنني شكرته في مقدمة الكتاب فيما أنّه لم يرد أن يكون طرفا في كتاب يوجه للملك للملكية. إنه لا يريد الابتعاد عن العائلة الملكية رغم عيشه في المنفى بالولايات المتحدة الأمريكية.
ما تعليقك عما قاله عن الصحافة المستقلة في كتابه؟
عبّر عن إحساسه بالفشل، لأنه عاتب الشبكة التي حاكها وخذلته من خلال عدم قيامها بالدور الذي كان ينتظره منها، لكنه يتدارك ذلك ويقول إنه لا يريد أن يكون ناكرا لجميل بعض الصحفيين الذين دافعوا عنه، دون أن ينسى الإشارة إلى أنه أخذ المسافة اللازمة التي تبعده عن بعض هؤلاء الصحفيين، ومن بينهم أنا. وأود هنا أن أشير إلى دفاعه عن علي لمرابط حين قرر هذا الأخير الدخول في إضراب عن الطعام-تابعت تفاصيله الدقيقة- وهو ما أعتبره محاولة لتحقير صحفي لم يقبل يوما أن يكون عميله، خصوصا أن التنافرات والصراعات كانت كثيرة بين الاثنين.
هل سبق وطلبتم من الأمير أن يمد يد العون لإنقاذ “لوجورنال”؟
هذا صحيح، وقد تطرقت لهذا الموضوع باختصار في كتابي الأول، حيث اقترح الأمير أن يدخل في رأسمال الشركة الناشرة لمجلة “لوجورنال إيبدو” ب14 مليون درهم خلال مفاوضات جرت بالمغرب ثم بسويسرا بوساطة من مكتب خبرة بالعاصمة السويسرية جنيف. ولم تتم هذه الصفقة لأنه أولا خفض المبلغ إلى 10 ملايين أورو كما لم يتم الاتفاق على الصيغة التي سيدخل من خلالها في رأسمال الشركة، حيث كان يود عدم الكشف عن هويته وهو ما لم يتماشى و رغبتنا في إطار الشفافية.
هل صحيح أن أول اتصال مع أسبوعية”لوجورنال” كان بناء على طلب من بوبكر الجامعي لإنقاذ بعض المجازين المعطلين كما يقول الأمير في كتابه؟
لا، إذا كانت ذاكرتي لا تخونني، بل إن أول اتصال تم حين كان الأمير في مهمة مع برنارد كوشنر بكوسوفو، حيث انتقل بوبكر الجامعي إلى البلقان لإنجاز روبورطاج حول الأمير. حقيقة أستغرب لماذا يقول الأمير إننا اتصلنا به أول مرة ليقوم بعمل خيري لفائدة المجازين المعطلين بعين عتيق الذين كانوا يهددون بإضرام النار في أنفسهم. وبالمقابل، يجب أن نقر بأنه منح 1.5 مليون درهم لإدماج هؤلاء المعطلين في عالم الشغل، وهي العملية التي سهر عليها فاضل العراقي، المساهم الرئيسي في “لوجورنال”.
هل كنت تعلم بمشاريع الأمير وطنيا ودوليا؟
أعلم القليل عن أعماله التي تحدث لي عنها، لكن الرواية التي حكاها ليها ليست تلك التي يتضمنها كتابه، خصوصا ما يتعلق بصفقات التسلح في الشرق الأوسط، والتي كان يلعب فيها دور الوسيط. لذا، فأنا لست على علم بحقيقة هذه الصفقات. كما أعلم أنه، وبسبب صفقاته المشبوهة، مُنع من دخول القصر الملكي منذ سنة 1993 إلى حين وفاة الحسن الثاني سنة 1999، وهو ما لم يدرجه الأمير في كتابه. إضافة إلى ذلك، فإن عدم استثماره بالمغرب يؤثر على سمعته كأمير حاقد على بلده رغم ما يقوله بشأن وضع العراقيل أمام استثماراته بالمملكة.
يقول الأمير إنه درس بالمدرسة المولوية، وهو ما يفندّه آخرون…
لم يسبق لي أن سمعته يتحدث عن دراسته بالمدرسة المولوية، بل إنه كان يتبجح بدراسته في المدرسة الأمريكية بالرباط ليُظهر الفرق بينه وبين بعض من محيط الملك الذين يشتغلون الآن بعالم المال والأعمال. وهذا كل ما يمكنني قوله.