ثم خرج علينا من “أدنى الأرض” عبدة “الريتم”، فقالوا إنا سمعنا قرآنا عجبا، فحشروا مع زمرة الشياطين.
تغنت لطيفة أحرار بقصيدة “رصيف القيامة” لياسين عدنان، فقال البعض إن الفنانة تغنت بالقرآن وأعطوا الدليل بالسورة والآية. وكتب أحد الأصدقاء مع كامل احترامي له: “لطيفة غنت آيات قرآنية بشكل أوبيرالي دون الإشارة إلى رقم الآية واسم السورة مع أنهما معروفتان، سورة “يس” وسورة الكهف”، ومع كامل احترامي لهذا الصديق أقول له: “كان عليك أن تسأل غوغل قبل أن ينزل عليك الوحي وتقحم قصيدة في القرآن”.
المهم، ماذا فعلت أحرار وقبلها كاتب القصيدة؟ لا شيء. أقول لا شيء. شاعر كتب قصيدة كباقي الشعراء، لكم أن تسألوه شرحها، ومسرحية غنتها بـ”ريتم” الموت. لا شيء غير هذا. نسيت، قالوا تغنت بالقرآن، وهل يوم أوحي بالقرآن أوحي معه بـ”الريتم”؟ ريتم الموت والحزن..
أكثر من هذا القراءة المغربية للقرآن تشبه قراءة اليهود لكتابهم السماوي. فهل الأمر له علاقة بالدين؟ لا.
هل القرآن يختزل في إيقاع؟ قطعا لا.
هل كلام الله صار عندكم طلعات وهبطات ورنات؟ لا أدري.
هل كل من قرأ شيئا ما بطريقة ما، فما يقوله قرآن منزل في دينهم؟ لا أعلم.
هل كلام الله أوحي باللحن؟ لا، فهم من حولوا الترتيل إلى موسيقى، فاستحدثتم البدع والظلالات..
هل يقدسون اليوم الريتم ولا يعرفون مضمون القرآن الكريم؟ نعم، وأبصم لكم بعشرين أصبع عوض عشرة.
هل هم حقا مسلمون؟ لا أعرف، والله لا أعرف.
لا تهمني لا أحرار ولا ما تقدمه أحرار في هذه السطور، فهي قادرة على أن تدافع عن نفسها كما تفعل دائما لتخرج من هذه الزوبعة، لكن ما أزعجني هو أن الناس، أو عبدة “الريتم” المقدس، اختلط عليهم كلام القرآن بكلام البشر. هذا حقا أمر خطير.