“البيجيدي” يدق ناقوس الخطر بشأن صفقة تحلية مياه البحر وشبهات تنازع المصالح
بعد عامين من هجومه على المغاربة ووصفه لهم بــ "أتباع الإخوان المنافقين"، وبــ "الصهاينة"، عاد الإعلامي المصري "وائل الأبراشي" إلى هوايته المفضلة، عبر "تحويره" لمضمون الفيديو الذي سجلته "أكورا" مع الفنان المصري "صبري عبد المنعم" على هامش الندوة الصحفية التي عقدت مساء الجمعة 14 غشت الجاري، بالعاصمة الرباط، لتقديم فيلم المرسي أبو العباس، والذي سبّ من خلاله (الفيديو) مفجر الثورة التونسية "محمد البوعزيزي."
"الأبراشي" استعمل مقدمة "مؤثرة"، قبل أن يعرض فيديو "أكورا" على قناة دريم المصرية في برنامجه العاشرة مساء، محذرا مما وصفه بــ "التصيّد الشديد" لعدد من الفنانين والشخصيات العامة المصرية، مضيفا أن جماعة الإخوان المسلمين تريد أن تشعل الفتن بين مصر ودول المغرب العربي تحديدا، واعتبر أن هذه التصريحات أو "السقطات" التي تصدر عن فناني بلده تنتشر في مواقع الإخوان بدول المغرب العربي !!؟؟ وقال: "انتبهوا فإن بعض الفنانين بيكونو قاعدين في قعدة خاصة والبعض يلتقط له كلمة"، مشيرا إلى أن "من يتحدث في جلسات خاصة وبيكون قاعد مريّح هو كلام غير معتد به، ومع ذلك يؤخذ على محمل الجد ويفسر تفسيرات مختلفة."
لم تكن إذن مقدمة "الأبراشي" مفاجأة، فقد تعود المتتبع لبرنامجه أن كل من "يعطس" أو يصاب بنزلة برد فبسبب الإخوان، ولأن ما تعيشه مصر هو شأن داخلي، ولا يسمح لغير الإخوة في مصر إلا بالتعاطف والتضامن الإنساني مع كل قطرة دم تسقط على أرض مصر الشقيقة أيا كان صاحبها وأيا كانت ديانته أو انتماؤه أو موقفه، فمن هذا المبدأ انطلقنا في "أكورا" عندما حاول الفنان المصري أن يدخلنا في حديث عن "البوعزيزي"، وكنا نحن من رفضنا الدخول في جدال حول سؤاله الصريح والعلني عن مفجر الثورة التونسية عندما قال: "حرق نفسه ليه ابن الوسخة"، قبل أن يتمادى في طرح نفس السؤال، وكان بإمكاننا – إن كنا حقا متآمرين – أن نترك الفنان "ياخذ" راحته وينطلق في الحديث عن البوعزيزي ونفتح معه باب الثورة في مصر ووصول "السيسي" إلى الحكم وغير ذلك، حتى نفوز بــ "غنيمة" دسماء.
وهكذا عوض أن يحمل "الأبراشي" مواطنه مسؤولية الإساءة للأشقاء في تونس، حمل لنا في "أكورا" جريمة المؤامرة و"اقتطاع" حديثه "الجميل" عن "البوعزيزي"، وعوض أن يُحمّل المسؤولية لبعض فناني بلده ممن تطاول بعضهم على المغرب، وبعضهم الآخر على بلدان عربية أخرى كتونس مؤخرا، قال مدافعا عن مواطنه الفنان "عبد المنعم"، إن الأخير كان يتحدث عن البوعزيزي فاقتطعوا هذا الكلام؟؟ والحال أن الفيديو يكذب هذا التحليل "العبقري"، فصلب الموضوع وجوهره لم يكن "البوعزيزي"، بل كان مرور الفنانة المغربية "إلهام واعزيز" من أمامه وتعريفنا بلقبها، وهو الذي أحاله على اسم بوعزيزي تونس، قبل أن يهاجم الأخير بشكل مفاجئ، فعن أي "اقتطاع" يتحدث "الأبراشي"؟؟
ما لم ينتبه له "الأبراشي"، أن الفنان "صبري عبد المنعم"، لم يكن في جلسة خاصة، بل كان يعرف تماما، ويعي تماما وهو بكامل قواه العقلية والذهنية، أننا نسجل معه دردشة قصيرة، أردنا أن تكون خفيفة الدم، والفيديو يظهر أن الحديث كان فقط عن زيارته الأولى للمغرب، وعن الأكل المغربي، واللهجة المغربية، ولم يكن عن الفن ولا عن مشاركته في فيلم المرسي أبو العباس، ولا عن موقفه من الثورات العربية، ولم نطالبه بالتعليق أو وصف مفجر الثورة التونسية، بل هو من بادر، وهو من تحدث، وهو من شتم، دون سبق أو ترصد منّا.
يذكر أن "الأبراشي" كان قد دافع أيضا عن مواطنته المغنية "شيرين عبد الوهاب"، على خلفية الأحداث التي شهدها حفلها بمناسبة مشاركته ضمن مهرجان أصوات نسائية بمدينة تطوان (2013)، حيث كان قد هاجم المغاربة الذين طردوا "شيرين" ووصفهم بأتباع الإخوان المنافقين، كما وصف من استهزأ بمواطنته بالصهاينة.