يومية بريطانية تسلط الضوء على المؤهلات التي تجعل من المغرب الوجهة السياحية الأولى في إفريقيا
بقلم: علي مسعاد
عادة ما تتصدر الصفحات الأولى لمعظم الصحف الورقية منها و الإلكترونية ، الحرب التي تعلنها الجهات المعنية ، على العديد من المظاهر التي أصبحت تشكل خطرا على صحة الناس ك” البناء العشوائي ” ، ” مقاهي الشيشة ” ، و باعة ” القرقوبي ” أو التي تتعلق ب”البناء العشوائي ” أو ” أوكار الدعارة و الفساد ” أو الباعة الجائلين و الفراشة و أصحاب المحلات التجارية و المقاهي الذين يحتلون الملك العمومي ، لكن قلما ، سمعنا أن حربا ضروسا ، قد قامت لمحاربة ” المحلات التجارية ” التي تستغل لبيع الأعشاب الطبيعية و التي يدعي أصحابها القدرة ، على علاج كل الأمراض البسيطة منها و المستعصية على الطب الحديث ، ففي صمت تام ، من نقابة الأطباء و الجهة المعنية ، أنتشرت المعشبات الطبيعية ، في الأحياء الراقية كما الشعبية ، في الأسواق الأسبوعية كما في المواسم الدينية ، على الرغم من أنها من الآفات الخطيرة التي تهدد صحة المواطنين ، وتشكل خطرا قاتلا للعديد منهم .
فكم من مرة ، تفجرت فضائح كان أبطالها مشعوذون و عشابة ، يبيعون الوهم و الموت للناس في واضحة النهار ، بدعوى قدرتهم الخارقة على علاج أمراض مثل ” العقم ،الصرع ، البهاق –البرص،علاج السرطان بالرقية الشرعية ، أمراض الجلد والملاريا والتهاب العيون وامراض المفاصل والتهابات ، البرد ، الضعف الجنسي وعدم الانتصاب والحساسية ، دون إحساس بالخجل ، ففي الوقت الذي يقضي فيه الأطباء أحلى سنوات عمرهم في الدراسة و البحث و الحصول على الشواهد و الدبلومات ، يأتي هؤلاء في غفلة من الزمن ، لإدعاء ما ليس فيهم و “ هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون” .
إنهم يستغلون ، ضيق ذات اليد و الفقر و الحاجة و قلة الوعي ، لبث سمومهم ، بين الناس ، و الحصول على أموال طائلة بالتحايل تارة و بالنصب تارة أخرى ، لدرجة أنه ، لم يعد عملهم يقتصر على الأسواق بل تعداه إلى شبكة الأنترنيت وتوزيع منشورات في المقاهي ، للدعاية لأنفسهم و قدرتهم الخارقة على علاج الامراض المستعصية و العلاج الروحاني و الرقية الشرعية و غيرها من الوسائل التي يعتمدها ، هؤلاء للإيقاع بمزيد من الضحايا بتواطؤ مع الصحف الصفراء الرخيصة ، التي تقوم بالدعاية لهم ، عبر اجراء مقابلات مدفوعة الثمن .
فإذا كانت ” الشواهد و الدبلومات ” شرطا أساسيا لمزاولة أي نشاط مهني ، فإن مهنة عشاب ، يدخلها من يشاء و قتما شاء دون حسيب أو رقيب .
لذا، أصبح من الضروري بما كان ،في مغرب اليوم ، تقننين المهنة و تأطيرها و تكوين الشباب في مجال الطب البديل ، في مؤسسات و معاهد خاصة ، حتى لا يتسبب البعض ، في تشويه المجال ، بالإدعاء و الشعوذة و الضحك على الناس و بيع الوهم لهم ، باسم ” معشبات طبيعية ” تشتغل في واضحة ، خارج إطار القانون .