مجلس الأمن: بلينكن يشيد بالشراكة مع المغرب في مجال الذكاء الاصطناعي
ملصق إعلان عن تظاهرة بروكسيل
ذ.محمد بدران/بروكسيل
منذ انطلاق عملية “عمود السحاب” الإسرائيلية الوحشية ضد قطاع غزّة والعشرات من المسيرات التضامنية والمظاهرات الشعبية متواصلة في ساحات عواصم ومدن مختلف بلدان المعمور. كانت وراءها كثير من التنظيمات الديمقراطية المطالبة بالحرية والسلام والمساواة، ومختلف الفعاليات السياسية والحقوقية ومسلمين وعرب مهاجرين والأحزاب اليسارية، وجمعيات وهيئات ومنظمات التضامن مع الشعب الفلسطيني ومنظمة يهود من أجل العدالة للفلسطينيين، وعدد كبير من المنظمات والاتحادات والنقابات بتنظيم مع تجمّعات وكتل فلسطينيو الخارج وغيرها.. تجمهر بالآلاف بمختلف أجناسهم وأعمارهم في الشوارع رافعين أعلام فلسطينية ولا فتات وصور ضحايا القصف الهمجي، صارخين بأصوات الوعيد والتنديد أمام مقر القنصليات والسفارات الإسرائيلية لوضع حدّ للانتهاكات المتواصلة على الشعب الفلسطيني الأعزل .
محاكات مع الشرطة في مظاهرة روما
غضب شعبي عالمي كبير لم يترك ساحة إلاّ وطرقها،ولا جملة تنديدية أو تضامنية إلا وقد أطلقها .فمن تل أبيب وحيفا إلى لبنان ومصر، ومن تركيا واليمن إلى إندونيسيا وماليزيا،ومن سيدني ونيويورك إلى باريس وبريطانيا،ومن أمستردام وهولندا إلى ألمانيا وبروكسل والقائمة تتزايد ولا حصر لها من كل شعوب العالم. لأوّل مرّة تنْظَمّ فيها الشعوب الأوروبية بكثرة إلى الشعوب العربية والإسلامية الثائرة، معبّرة عن رفضها القاطع للعدوان الإسرائيلي، ومطالبتها بوقف حمام الدم في غزّة فورا وإلا فلن تتوقف المسيرات ولن تهدأ ساحات عواصم ومدن بلدانها.
صورة لمظاهرة وسط بروكسيل
كما شهدت العاصمة البلجيكية والأوروبية- بروكسيل- مظاهرة كبيرة غاضبة من أجل الضغط على السياسات الأوروبية لتغيير مواقفها المنحازة إلى إسرائيل وإجبارها على وقف القصف العدواني على أهلهم بغزّة،متوعّدين باستمرار تصاعد الحراك الشعبي والوقفات التنديدية ما لم تتوقّف الحملات العسكرية وينتهي القصف.
إيطاليا هي الأخرى لم تكن بمنأى عن هذه التحرّكات الشعبية ،حيث عرفت انطلاق عدّة مظاهرات ومسيرات كبيرة بقدر مستوى هذا الحدث، في عاصمتها وكبرى مدنها يومي السبت والأحد بِكل من:(رُوما – طورينو- بولونيا- بارما- بيزا- فولونيكا- فابريانو- بادوفا- بولونيا- جينوفا- كطانيا- برينديزي- آوسطا- فياريدجو-باري-ميلانو وغيرها من المدن الأخرى…) ،بينما ستخرج مظاهرة كبرى يوم الثلاثاء 20 نونبر القادم بمدينة (فيرينس). كما تظاهر خلال هذه المسيرات الآلاف من المهاجرين من عرب ومسلمين وشبكة الشيوعيين وأحزاب من اليسار وراء الجالية الفلسطينية المتواجدة بإيطاليا.
انطلقت مسيرات كبيرة أدّت إلى مصادمات عنيفة بين الجماهير الغاضبة وشرطة محاربة الشغب ،التي كانت تحاول منعهم من الاقتراب من مناطق حساسة كالقنصليات والسفارات الإسرائيلية والأمريكية والمعابد اليهودية في كل أقطاب البلاد. رفع المتظاهرون أثناءها الأعلام الفلسطينية وهتفوا ضد إسرائيل معبّرين عن تضامنهم مع أهالي غزة ،ومعلنين احتجاجهم على الدعم الأميركي الغير محدود للمدلّلة إسرائيل.وتواطؤ الحكومة الإيطالية ومساندتها لإسرائيل وتبرير عدوانها على غزة،كما جاء على لسان رئيس الحكومة ووزير الخارجية باعتباره هذا الهجوم دفاعا عن النفس. كما احتجّوا من ناحية أخرى على استعمال أمريكا حق ّ الفيتو في مجلس الأمس لمنع قيام دولة فلسطينية، وطالبوا بالعدل والإنصاف واسترجاع الحقّ في الحياة لشعب غزّة وتحرير كامل فلسطين.كما طالبوا بالوقف الفوري لعمليات القصف التي ما زالت تمطرها قنابل وصواريخ من الجوّ والأرض والبحر، ورفع الحصار والتجويع عن شعب يئنّ تحت وطأة الاحتلال منذ سنوات. كما صرّح رئيس لجنة حقوق الإنسان بمجلس الشيوخ الإيطالي (بيترو مارتشينارو) أنّ على المجتمع الدولي أن لا يبق واقفا يتفرّج على المأساة التي تجري في غزة،والتي خلّفت لحدّ الآن ضحايا بالعشرات من الأطفال والنساء وأزهقت أرواح مدنيين أبرياء. كما طالبوا بثورة كل شعوب العالم الحرّ ضد هذا الاعتداء المسكوت عنه والغطرسة المبرمجة الإسرائيلية،بتأييد أمريكا ومباركة حكومات الغرب لإرهاب الدولة العبرية.
كما طالبوا من رئيس الجمهورية (نابوليطانو) ورئيس الحكومة (مونتي) ووزير الخارجية(تيرتسي) أن لا يتحدّثون باسم الشعب الإيطالي لما يعلنون تضامنهم مع إسرائيل، ويبرّرون جرائم اعتدائها العسكري بمصطلح (الدفاع عن النفس) . كما ندّدوا ضد تصريحات رئيس البرلمان الإيطالي، جان فرانكو فيني، الذي حاول تبرير الهجوم الإسرائيلي على أنه دفاع عن النفس هو الآخر والذي اعتبر حركة حماس منظمة إرهابية. كما طالبوا باحترام جميع الحكومات والدوّل للقانون الدولي والإنساني بما فيهم إسرائيل، وأن يتحمّلوا جميعا كامل مسؤولياتهم القانونية والأخلاقية باعتبارهم سواسية أمام القانون ولا قوة تعلو على قوّته أو تنقص من هيبته مهما تكن هذه الدولة أو الحكومة.