الحسين الوردي (تصوير: أكورا بريس)
إذا أردت أن تُزعج وزير الصحة “الحسين الوردي” كصحفي، عليك أن تحضر نشاطا ما، وتنتظر أن ينتهي الوزير من تقديم تصريحاته لكافة وسائل الإعلام، وأن تنطلق الندوة أو الملتقى أو المؤتمر، ثم تطلب منه تصريحا بدعوى أنك تأخرت “ومشى عليك الحالْ ما جيتيش بكري.”
هكذا فعل أحد الصحفيين خلال اليوم الدراسي حول داء السل، حيث وبعد عودة الوزير زوالا إلى مكان انعقاد اليوم الدراسي ليتابع باقي أشغال اليوم، وطلب منه أحد الصحفيين تصريحا لأنه لم يستطع الحضور صباحا “حِيتْ مشى عليه الحال”، فانزعج الوزير “الوردي” ولم يعجبه المبرر، لكنه في الأخير استسلم لإلحاح الصحفي وقدم تصريحا في ثواني معدودة.
نفس الموقف تكرر مع وزير الصحة، هذه المرة من مؤسسة إعلامية كبيرة، كان ذلك خلال فترة الاستراحة بمناسبة افتتاح الدورة الحادية عشر للمجلس الوزاري المغاربي للصحة الاسبوع الماضي بالرباط، حين طلب من الوزير تصريحا، فردّ عليه:”أنا عطيت تصريح في الاول للصحفيين، ماشي كل مرة غادي نعطي”، وما إن تفوه الصحفي بجملة ” السيد الوزير راه مشى عليا الحال”، حتى بدأ “الوردي” في تقديم سلسة من النصائح، بدأها بأن من واجبه كمسؤول في الحكومة أن يدلي لأي صحفي بتصريح، ومن حق الصحفي أيضا الحصول على تصريح أي مسؤول، وهذا الشيء يجب أن يتفق عليه، وتابع قوله، بالتأكيد على أنه عندما تنطلق الأشغال ومع ضيق الوقت، والالتزامات التي أمامه لا يمكنه أن يعطي لكل صحفي على حدى تصريحا وإلا سيستهلك كل الوقت في التصريحات.
وبعدها بدأ الوزير في تقديم سلسلة النصائح، وقال:”ماشي مبرر تقوليا مشى عليك الوقت، حيث خاصك تكون في الوقت، وبعدا أنت شاب خاصك تكون نشيط أكثر مني، أنا وصلت إلى الستينيات من العمر، ولعلمك أسكن في الدار البيضاء وأتواجد في مكتبي بالرباط ابتداء من الساعة السابعة صباحا من كل يوم، لذلك عليكم أنتم الشباب أن تجتهدوا في النهوض باكرا لقضاء مصالحكم وأعمالكم لأن ذلك جيدا من الناحية الصحية والمهنية أيضا.”
أكورا بريس/ خديجة بـــراق