فيديو: المفوض الأممي لحقوق الإنسان: المغرب نموذج يحتدى به في مكافحة التطرف
جرت، بعد ظهر اليوم السبت بالرباط، مراسم تشييع جثمان المفكر المهدي المنجرة، الذي انتقل إلى عفو الله أمس الجمعة عن عمر يناهز 81 سنة بعد معاناة طويلة مع المرض.
وبعد صلاتي الظهر والجنازة بمسجد عبد الحكيم اكديرة بالرباط، نقل جثمان الراحل إلى مثواه الأخير بمقبرة سيدي مسعود بحي الرياض الرباط، في موكب جنائزي مهيب.
وحضر هذه المراسم رئيس الحكومة، عبد الإله ابن كيران، ووزير العدل والحريات، مصطفى الرميد، ووزير التعليم العالي والبحث العلمي وتكوين الأطر، الحسن الداودي، إضافة إلى أفراد من عائلة الراحل وثلة من رجالات الفكر والسياسة والمجتمع المدني وممثلين عن السلطة المحلية.
وبعد تلاوة آيات بينات من الذكر الحكيم، رفعت أكف الضراعة إلى الله عز وجل بأن يتغمد الفقيد بواسع رحمته ويجازيه خير الجزاء نظير ما قدمه من إسهامات في عالم الفكر والثقافة والبحث العلمي.
وفي تصريح للصحافة، أكد الحسن الداودي أن الراحل تمكن طيلة مساره الفكري والعلمي من “رفع راية المغرب في منابر علمية دولية متعددة”.
وأضاف أن المرحوم المهدي المنجرة، الذي كان “همه الأول هو العلم والبحث العلمي”، يمثل “رمزا للتضحية والوطنية”.
وكان صاحب الجلالة الملك محمد السادس قد بعث ببرقية تعزية إلى أفراد أسرة الفقيد، جاء فيها، بالخصوص، أن جلالته تلقى “بعميق التأثر والأسى نعي المشمول بعفو الله ورضوانه، المرحوم الأستاذ المهدي المنجرة، الذي بوفاته فقد المغرب أحد رجالات الفكر والمناضلين المخلصين عن حقوق الإنسان والمساهمين في تكوين الأجيال المغربية التي تتلمذت على يديه”.
وتجدر الإشارة إلى أن الراحل، الذي تولى مهمة مدير الإذاعة والتلفزيون سنة 1954، شغل عدة مناصب علمية رفيعة. وساهم في تأسيس أول أكاديمية لعلم المستقبليات. وحاز جوائز علمية وطنية ودولية كبرى.
كما تولى المنجرة رئاسة لجان وضع مخططات تعليمية لعدة دول أوروبية، وشغل عضوية العديد من المنظمات والأكاديميات الدولية، وعمل مستشارا ببعضها.
وقد ألف المهدي المنجرة، الذي ازداد بالرباط في 13 مارس 1933 والذي أتم دراسته بالولايات المتحدة الأمريكية، وحصل على إجازة في الكيمياء والعلوم السياسية، العديد من المقالات والدراسات في العلوم الاقتصادية والسوسيولوجيا ومختلف قضايا التنمية.
ومن أهم كتب الراحل “نظام الأمم المتحدة” (1973) و”من المهد إلى اللحد” (2003) و”الحرب الحضارية الأولى” (1991).