وفي بلد كالمغرب، معروف أهله بالحشمة وبعدم حبهم للتباهي والمراآة، لم يكن لعمليات التجميل أن يسمع لها حس في هذا البلد الأمين. لولا الانفجار المهول في قنوات التواصل، فأصبح الحديث عن هذه العمليات يجد له مكانا بين الفتيات والنساء وحتى بين الرجال، فالإحصائيات أبانت على أنه مقابل كل ثلاث عمليات تجميل للنساء، هناك عملية واحدة للرجال.
وفي حوار سابق لـ “منارة”، مع الدكتور فهد بن سليمان طبيب اختصاصي في جراحات التجميل والتقويم، أكد على أن الفتيات المغربيات يقبلن بكثرة على إجراء عمليات التجميل، وربما بنسبة أكبر من اللبنانيات أو الخليجيات، وبحكم أن تربيتنا يغلب عليها طابع الحشمة والتستر وعدم البوح والتباهي يضيف بنسليمان، فإنه لا نسمع عنها كثيرا، بخلاف اللبنانيات فيكفي أن تجري الواحدة عملية جراحية تجميلية حتى يعلم الجميع نوع العملية والدكتور الذي أجراها والمصحة التي أجريت فيها…
هوس عمليات التجميل اجتاح فئة عريضة من المجتمع، وساهم في ذلك، سمعة الأطباء المغاربة وحنكتهم في هذا المجال. أضف إلى ذلك انخفاض أثمنة عمليات جراحات التجميل في المغرب مقارنة مع أوروبا و أمريكا وجودة العمليات والنتائج.
فتجميل الأنف مثلا، لا يتجاوز سعره الـ 25 ألفا، وتجميل الوجه (الليفتينغ) يتراوح بين 50 ألف و80 ألف درهم، وزراعة الشعر بين 6000 و30 ألف درهم. ومن هؤلاء الأطباء من يقبل التعامل بالتسهيلات في الأداء، وبأقساط شهرية.
البرفيسور أحمد بورة رئيس الجمعية المغربية لأطباء الجلد والتجميل (ديرماستيك) يفتخر بجودة المستوى الطبي للمغرب في هذا التخصص مقارنة ببلدان أوروبا والولايات المتحدة. ويقول في تصريح لـ “منارة”، بأن جراحة التجميل باتت تعرف ازدهارا كبيرا، والإقبال عليها يزداد يوما بعد آخر، فالهوس بالتجميل في تصاعد وكذلك العمليات، خصوصا وأن الأطباء المغاربة أبانوا عن قدرتهم وحنكتهم في هذا المجال الذي باتوا يتفوقون فيه على الأطباء في أوروبا وأمريكا.
بورا نعت هذا الهوس بعمليات التجميل والاقبال عليها بالانفجار، إذ يوما عن يوم تتصاعد النسبة والأرقام مرشحة للقفز. وعن أكثر عمليات التجميل التي يكثر الإقبال عليها، يأكد بورا، بأنها عمليات تقويم وتصغير الأنف، يليها تكبير الصدر والأرداف، ثم شفط الدهون وزرع الشعر.
أما عمليات إصلاح التشوهات سواء الخلقية أو المكتسبة فهي كثيرة وتجرى بنسب تكاد تكون ثابتة.
وعن سر شبه الغياب التام للنتائج العكسية أو الكارثية لعمليات التجميل في المغرب اللهم بعض الاستثناءات التي نادرا ما تحدث، قال بنسليمان، بأنها الدقة والكفاءة، فمثلا لا يمكن لبنسليمان أن يجري أية عملية دون التأكد التام من صحة المريض ومطالبته بالتحاليل والأشعة اللازمة، وإن تبين أن المريض يعاني ولو من سعال عابر، يرفض أن يجريها له حتى يشفى تماما.