هلال: تقييم دور الأمم المتحدة في الصحراء المغربية اختصاص حصري للأمين العام ولمجلس الأمن
بتعيين “بادو الزاكي” رمت الجامعة الملكية، الكرة للشارع المغربي الذي ظل يردد اسمه كإطار وطني لم يتحقق بعد الاستغناء عنه سوى النكسة تلو الأخرى، وبالرغم من أن رئيس الجامعة قدم الناخب الجديد كاختيار اعتمد على اعتبارات “تقنية تاريخية وموضوعية” وليس نزولا عند رغبة الشارع الذي نادى منذ حوالي 10 سنوات بعودة الزاكي، فإنه أعلنها صراحة، أن العامل الرئيسي في الاختيار ارتبط بالجانب المالي، فالناخب الجديد لم يقترح أي شرط يذكر، بل عرض خدماته بدون أي شرط مادي مقابل وعود على مستوى تحقيق النتائج الايجابية، وهو الشيء الذي لم يقدم عليه المدرب الأجنبي، فالأسماء التي جالسها “لقجع” قدمت شروطا خيالية، فمنهم من طلب طائرة خاصة، ومنها من أراد تسيير المنتخب من بلده هولندا، ومنه من اشترط مبلغا لا يقل عن 200 مليون سنتيم تقدم بالعملة الصعبة.
“لقجع” خلال ندوة تقديمه للطاقم التقني للمنتخب، أعلن أن المدربين الأجانب اشترطوا شروطا لا يقبلها العقل، وهو الشيء الذي رفضه، مشيرا إلى أن المغرب ليس منتجعا للاصطياف، خاصة وأن كرة القدم الوطنية لا تقبل بالمزيد من النكسات والتعثرات، رئيس الجامعة كشف أن من أهم الدوافع الذي جعلت “الزاكي” مرشحا فوق العادة لقيادة الأسود، هو حضور “الروح الوطنية”، وبين هذا الدافع وذاك فراتب “الزاكي” لا يتجاوز 500 ألف درهم (50 مليون سنتيم)، وهو المبلغ الذي لم ولن يقبل به أي مدرب أجنبي، خاصة وأن الجامعة السابقة رسمت صورة تسيل اللعاب لأي مدرب في العالم: فالراتب خيالي والامتيازات لا حصر لها والفيلا بمواصفات خاصة والتعويضات لا يعلمها إلا المتحكم في ميزانية الجامعة، صورة المغرب إذن كــ “بقرة حلوب”، تغري الكثير من الاسماء العالمية التي تعرض خدماتها بسابق علم ألا رقيب ولا حسيب على نتائجها، فأقصى ما تقوم به الجامعة هو أن تدفع ما تبقى من العقد، أو تجد صيغة لفسخ العقد بالتراضي، “لقجع” أكد بالمناسبة أنه حان الوقت للقطع مع ظاهرة انتداب مدربين “للسياحة” بالمغرب، لأن الشارع يغلي ولم يعد يقبل بانكسار جديد، خاصة وأن هذه المرة الكأس الإفريقية ستلعب على الأراضي المغربية، وسننتقل من مرحلة الانكسار إلى “الإهانة”، فالرعب من أن يقصى المنتخب المغربي من الدور الأول أو الثاني، قد يحول جامعة “لقجع” إلى جامعة مغضوب عنها كسابقتها، وهو الشيء الذي يتفادى “لقجع” الوقوع فيه، بالرغم من استعداده ترك منصبه الذي “لا يغريه” على حد تعبيره.
أهم ما قدمته ندوة تقديم “الزاكي” كناخب وطني، هو جدية الطاقم وتماسكه، بالرغم من إثارة بعض الخلافات السابقة، خاصة في تصريح سابق للدولي السابق “عزيز بودربالة”، وهو الشيء الذي قال عنه الناخب الوطني، أن الماضي لا مجال اليوم للحديث عنه، فمشروع الطاقم هو إنقاد كرة القدم الوطنية، والبحث عن بديل للنتائج السلبية الذي لن يكون سوى إدخال الفرحة إلى قلوب المغاربة، مضيفا: “أنا أول مغربي مؤمن بالتتويج، وأمامنا الوقت لتحقيق ذلك، ولدينا اللاعبين الذين بمقدورهم تحقيق المستحيل.”
ويبدو أن الناخب الوطني الجديد / القديم، أراد أن يقدم رسائل مشفرة “لمن يهمه الأمر”، وربما لمعارضيه ممن كانوا بالمكتب الجامعي السابق ورفضوا في أكثر من مناسبة عودته لقيادة الأسود، فهل يكسب “الزاكي” الرهان وينجح في هذا التحدي، أم ستتلقى الكرة المغربية الضربة القاضية في أمم إفريقيا 2015؟