قال العقيد السابق في الجيش الإسباني بالصحراء وأحد العارفين بشؤون الصحراء ميغيل أنخيلس، إن جبهة البوليساريو تحولت إلى مقاولة تجارية تحت تصرف رئيسها محمد عبد العزيز المراكشي الذي حولها إلى جهاز لتقسيم المغانم على العائلة والأتباع.
وأضاف المتحدث في الملتقى الدولي الأول للبحث في آليات عمل الدبلوماسية الموازية دفاعا عن الوحدة الترابية الذي نظمه مؤخرا بمدينة تطوان مركز حقوق الإنسان بشمال المغرب بتنسيق مع المجلس الوطني لحقوق الإنسان وجامعة عبد المالك السعدي، أن رئيس جبهة البوليساريو أصبح يعتبر في عداد الحكام الخالدين، كما أنه يجمع بين منصبي رئيس الجبهة ورئيس ما يسمى بالجمهورية العربية الصحراوية لمدة تفوق الثلاثين سنة وهو محاط بزمرة من الأتباع والمنفذين الذين يساعدونه على ترسيخ حكمه المطلق في المخيمات وإسكات كل الصرخات والأصوات المناوئة له بقوة الحديد والنار.
من جهة ثانية، كشف الضابط الإسباني السابق والذي كان في نفس الوقت عضوا بالحكومة المحلية التي كانت مكلفة بإدارة الإقليم في عهد الحماية الإسبانية، أن هناك ترتيبات تجرى في السر من أجل إعداد ابن محمد عبد العزيز لخلافة والده وذلك بضغط من زوجته الجزائرية خديجة بن حمدي التي تشغل في نفس الوقت وزير الثقافة في حكومة زوجها ومسؤولة تدبير المساعدات الدولية التي ترصد لإعانة ساكنة المخيمات.
وأضاف أنخيلس في ذات الندوة التي عرفت مشاركة وفود من تونس وهولندا وإسبانيا، أن العلاقة التي تربط حاليا محمد عبد العزيز بابنه هي نفس العلاقة التي كانت تربط سيف الإسلام القذافي بأبيه العقيد معمر القذافي، فالتقارير تؤكد أن نجل محمد عبد العزيز أصبح يتعاظم نفوذه السياسي والعسكري داخل جبهة البوليساريو حيث تم تعيينه قائدا عاما لوحدات التدخل السريع وهي خطوة مهمة في اتجاه توريثه الحكم في حالة شغور منصب والده يقول ميغيل أنخيلس.
كما كشف العقيد الإسباني عن وجود حالة من الاحتقان داخل المخيمات وأن بعض الوحدات التابعة للجيش الجزائري هي التي تقوم بدور الحكم لفض الخلافات التي تنشأ بين الحين والآخر بسبب انفراد محمد عبد العزيز وعائلته بجميع مقدرات الجبهة والتحكم في الأرصدة والتحويلات المالية لفائدة المنكوبين بالمخيمات، وفي هذا الصدد قال العقيد الإسباني “لقد وقعت تسريبات نشرتها مجلة فوربيس الدولية المتخصصة في نشر الثروات والأصول المالية لبعض أغنياء العالم والمشاهير من نجوم الرياضة والسينما، والمفاجأة أن اسم زعيم الجبهة محمد عبد العزيز كان ضمن لائحة أغنياء العالم، كما تم رصد حسابات بنكية ضخمة باسمه في العديد من البنوك بسويسرا ولوكسمبورغ وغيرها من الجنان الضريبية paraisos fiscales .
أما عن الوضعية الأمنية بمنطقة تيندوف فقد حذر العقيد الإسباني من مغبة تحول المخيمات إلى بؤرة لصناعة التطرف والإرهاب على امتداد دول الساحل والصحراء، مستندا على تقارير جد دقيقة، وعلى تصريحات لوزير الدفاع بجبهة البوليساريو البوهالي الذي اعترف بنجاح تنظيم القاعدة في بلاد الغرب الإسلامي في اختراق مخيمات تندوف واستقطاب 20 شخصا للانضمام لهذا التنظيم الإرهابي الأمر الذي بات يشكل تهديدا جديا وخطيرا على أمن واستقرار المنطقة برمتها.