كتب الرجاء البيضاوي المغربي تاريخا مجيدا له عندما تأهل لنصف نهائي كأس العالم للأندية المغرب، وذلك بعد أن تجاوز مونتيري المكسيكي صاحب الخبرة بنتيجة 2-1 بعد وقت إضافي في اللقاء الثاني من الدور ربع النهائي. وبذلك سيواجه الرجاء مستضيف البطولة نظيره أتلتيكو مينيرو البرازيل بطل أمريكا الجنوبية يوم الأربعاء، فيما يتعين على مونتيري المنافسة على المركز الخامس أمام الأهلي في ذات اليوم.
ضغط وهدف خاطف
تعامل الرجاء بحنكة مع البداية الهجومية التي نفذها مونتيري بغية تحييد الجمهور المحلي وتحويل الضغط على أصحاب الأرض، ولذلك كان طبيعيا أن تجد المحاولات الأولية من قبل المكسيكيين، حيث تعدد التواجد في المناطق المتقدمة، وسرعان ما استهلت التهديدات على مرمى العسكري، حيث بدأ دلجادو بتمريرة ذكية نحو لوكاس زافالا الذي سدد بجانب المرمى (4) ومن ثم أتبعه خواريز بتسديدة أقرب حاذت بجانب ذات القائم الأيسر خلال الدقيقة الخامسة.
وحافظ الرجاء على هدوءه وتركيزه وتكاتف لاعبوه في الدفاع، وكان الاعتماد الهجومي يتم عبر مرتدات سريعة لاستغلال المساحات الشاغرة، وبالفعل بدأ القائد محسن متولي صنع اللعب وتقدم ليمرر كرة بالعمق نحو الظهير زكريا الهاشمي داخل المنطقة لكن الأخير لم يحسن التعامل مع الكرة فضاعت عليه (9).
نجحت الدفاعات المغربية في منع الخطر وألغى الضغط الشديد على مفاتيح اللعب المكسيكية الكثير من الهجمات، وبالكاد مرت كرة أرضية من دلجادو خطفها لوكاس سيلفا قبل الدفاع لكن لم تقلق راحة الحارس (20). في المقابل تلّمس الهجومي المغربي خطواته بثقة في الثلث الأول من ملعب منافسه، وتقدم الهاشمي بسرعة وعكس كرة داخل المنطقة، أفلتت من يدي الحارس أوروزكو ليكون المندفع من الخلف شمس الدين شطيبي في المكان المناسب ليدكها في الشباك المشرعة، هدف الرجاء الأول (24)
احتاج لاعبو مونتيري لبعض الدقائق للخروج من “صدمة” الهدف المباغت، ولكن مع تكاتف الدفاع الرجاوي، لم يكن أمامهم سوى التسديد من مسافات متوسطة بغية تهديد العسكري، هذا الأخير سيطر على تسديدة أولى من دلجادو (35) ثم تعامل مع أخرى أطلقها كاردوزو من داخل المنطقة (38)، ثم تعملق مع تصدي “استعراضي” لتسديدة دلجادو الماكرة التي حولها للركنية (40).
وفي ظل الاعتماد على المرتدات، كادت مغامرة محسن ياجور في الثواني الأخيرة تجد ثمارها، حين اخترق الجزاء واقترب من الممرى منحرفا ولعب الكرة مغلاطا الحارس لتمر على باب المرمى دون أن تجد قدم متابع، لينتهي الشوط الأول على التقدم المغربي للرجاء بهدف نظيف.
تعديل وتوازن
كان طبيعيا أن يعود مونتيري بنوايا هجومية واضحة مطلع الشوط الثاني بغية تدارك الفارق، فأعلن سوازو عن تواجده، فسدد كرة ماكرة سيطر عليها العسكري (50)، لكن سوازو عاد بعدها وعكس كرة مباشرة من الجهة اليمنى ما كان على القائد باسنتا إلا أن يرتقي لها ويزرعها في الشباك، هدف التعادل (53). وقبل أن يستفيق الرجاء من صدمة الهدف، عاد دلجادو وأرسل كرة عالية من فوق الدفاع اندفع خلفها كاردوزو وتقدم لمواجهة الحارس، فكان العسكري عند حسن الظن وأفسد عليه فرصة التعزيز وأبعد الكرة للركنية (60).
أدرك الرجاء أن لا مجال لمنح الضيوف المزيد من الفرص، ولذلك فقد شددوا من ضغطهم الدفاعي، ومن ثم بدأوا بالخروج نحو الهجوم عبر متولي والكروشي ومع تحسن تحركات ياجور والصالحي، ولذلك غابت فرص التهديد الجدي، وفي الدقائق الأخيرة تصاعدت وتيرة الهجوم المغربي، ولاحت فرصة مناسبة أمام ياجور الذي توغل في المنطقة وسدد كرة قوية هزت الشباك الجانبية (84). وظلت النتيجة على حالها حتى نهاية الوقت الأصلي.
هدف قاتل
في الوقت الإضافي الأول، تقدم الرجاء للهجوم وسرعان ما حصل على ركنية، عكست داخل منطقة المرمى ارتقى لها كوكو جويهي ليحولها نحو الشباك، الهدف الثاني للرجاء (95). ليحافظ عليه حتى نهاية الـ15 دقيقة الأولى. ومع بداية الحصة الثانية، لاحت فرصة أمام البديل دي خيسوس حين اخترق المنطقة وسدد بقوة لكن العسكري كان بالمرصاد له (106).
مضت الدقائق التالية وسط “سيناريو” وحيد ومنتظر، هجوم مكسيكي متواصل ودفاع مستميت من لاعبي الرجاء، لذلك شدد المغاربة من ضغطهم في الوسط وتكاتفوا في الثلث الأخير لحماية مرمى العسكري، فيما كانت المرتدات الرجاوية خطيرة للغاية، حيث لاحت فرصة مثالية أمام ياسين الصالحي الذي سدد كرة ماكرة مرت بجانب القائم (117)، ثم رد عليه سوازو بكرة قوية مرت بجانب القائم بقليل (118)، وأعلنت الصافرة النهائية الأفراح المغربية.
عن الموقع الرسمي للفيفا