هلال: تقييم دور الأمم المتحدة في الصحراء المغربية اختصاص حصري للأمين العام ولمجلس الأمن
كثرت في الآونة الأخيرة مقالات صحفية التزمت الإصطفاف جنبا للفريق الأول ” السيسي رئيس القوات العسكرية المصرية , مؤيدة تقتيل الأبرياء والمتظاهرين العزل من أطفال ونساء وشيوخ دون رحمة ولا شفقة ودون رفع صوت الحق الذي يتجلى في ممارسة كونية حقوق الإنسان وكرامته وحقه في الاحتجاج والتظاهر سلميا (…)
لقد استغربتٌ من مقالات كُيفت حسب التأويل (..) بمداد ساخط على الإسلام والمسلمين ومن المدافعين على صناديق الإقتراع وما أفرزته من نتائج ديمقراطية شرعية , فتوغلت هذه الأقلام في مستنقع دماء الأبرياء من خلال انحياز يطلق الرصاص الحي ويقصف المواطنين فتحولت البلاد إلى فوضى عارمة بزعامة ” الأوامر العسكرية ” وتناست أقلامنا ” التكسبية” أن كتاباتها بعيدة عن الواقع المغربي , ولاداعي لربط ما يجري في مصر بما يجري ويدور في المملكة المغربية لأن حكومة بن كيران ليست بحكومة ” الإخوان ” ومايربط المغاربة بمصر هو رباط الدين الإسلامي أما تلبيس إبليس للحكومة المغربية ونعثها بالإسلامية فهو أمر يدعو للتصحيح لكون الحكومة المغربية حكومة أحزاب وليست حكومة الحزب الواحد ويبقى حزب العدالة والتنمية الحزب الأول في الإنتخابات كلفته أصوات الناخبين دستوريا قيادة الحكومة .
فالأقلام التي سلطت مدادها الأسود في التهجم على حزب العدالة والتنمية , فإنها في نفس الوقت تمس بالأحزاب المكونة للحكومة الحالية لاعتبارها أحزاب مسلمة كذلك ولا علاقة لها بالإخوان في مصر أو في العالم الإسلامي (…) فأين أقلامكم ومدادكم وأوراقكم من إسلامكم وكثير منكم سجين الإكراميات وينتظر من سيؤدي عنه ثمن الجعة والقطعة ؟
ما تكتبونه من دعم للعلمانيين باسم الحريات الفردية والحقوق الكونية , نفاق أخلاق يعبر عن سمعة ساقطة (وأستسمح إذا انتحلت هذا التشبيه من الشيخ الفيزازي ) كعاهرة تحاضر في الشرف , ولي اليقين أن هذه الأقلام في حالة تغيير أسيادها للموقف المتدبدب ستغير موقفها كما يغير الثعبان جلدته لأنها – الاقلام – ليست عين الشعب بل عينها عليه وبالدارجة هي مع الجهة الغالبة ولو كان الأمر يسيء للأب والأم والأخت وحتى الزوجة , ولهذا تراهم يكشرون أنيابهم كلما كان الإناء دسما وإلا ما ظهرت صحافة أعداء الوطن وصحافة تصفية الحسابات وصحافة الإقصاء وصحافة التمويه.. لكن أمام هؤلاء , أشد على الأقلام النظيفة من الصحفيين المهنيين الذين يحبون هذا الوطن ويتشبتون بدينهم ويستميتون دفاعا عن وحدتهم الترابية بعيدا عن الإرتزاق والتملق والتدليس والمقايضة .
مقالات ” احنا معاكم ” لن تساهم في التنمية بل ستعيد عجلة التطور إلى الوراء وستعطل مسار الإعلام بجميع مكوناته , فالأحداث التي شهدتها مصر ويعيشها المصريون اليوم كشفت عن أقلام يتمتعون ببطاقة الصحافة المهنية ليس لأنهم صحفيون ولكن لأن منشآت إعلامية احتضنتهم مع العلم أنهم ينصبون الفاعل ويرفعون المفعول وينحنون (…)
القارئ ليس في حاجة لمن يغرد خارج السرب , فالشعب المغربي كان واضحا تجاه ما قام به ” العسكر ” من سفك للدماء , فاستقالة محمد البردعي نائب الرئيس تؤكد الجريمة التي أتت على الأخضر واليابس أتت على الأطفال والشيوخ والنساء إبادة لكل من يحاول إعلاء صوته أو التمرد ضد الجيش محرقة تاريخية لا تعترف بصناديق الإقتراع وما أفرزته من نتائج .
فأصحاب مقالات ” احنا معاكم ” لم يحللوا ما قاله الرئيس الأمريكي أوباما ” الإدارة الأمريكية بذلت جهودا دبلوماسية كبيرة لحث الجيش المصري للسير في طريق المصالحةغير أنهم لم يستغلوا الفرصة ” فالكلمة في حدذاتها تؤكد أن عبد الفتاح السيسي (جابها فراسو) وسيتحمل العواقب بمفرده ناهيك أن المنظمات الدولية والحقوقية أدانت فعل الجيش المصري من إقدامه على سفك دماء الابرياء من المواطنين فما الهدف من كتاب مقالات ” احنا معاكم ” ؟ .
فما وقع لايمكن ان يستغل للركوب على ” الإخوان ” وسحق المسلمين لأن القضية قضية شرعية فبغض النظر عن انتماء محمد مرسي فهو الرئيس المنتخب بعد سقوط حسني مبارك منتخب باسم الشعب ولا يمكن الإطاحة به بمجرد مظاهرات او احتجاجات مليون نسمة مع العلم ان مصر مجموع سكانها يفوق الثمانين مليون (…) وحتى الطريقة التي استخدمها الجيش فليست دستورية ولا تخضع لأي فصل من الفصول القانونية .