في سياق مزجه المعهود بين الكلام الصادق والعمل الملموس، استهل جلالة الملك محمد السادس خطاب العرش، الذي ألقاه، اليوم الثلاثاء 30 يوليوز، بمناسبة الذكرى 14 لتربعه على عرش أسلافه الميامين، بالقول أن احتفال الشعب المغربي بذكرى عيد العرش المجيد “سيرا على تقاليدك العريقة، لا ينحصر مغزاه فقط في تجسيد ولائك الدائم لخديمك الأول، المؤتمن على قيادتك، وصيانة وحدتك. إنه يؤكد أيضا، وبصورة متجددة، رسوخ البيعة المتبادلة بيني وبينك، للمضي بالمغرب في طريق التقدم والازدهار، والتنمية والاستقرار. كما يجسد وفاءك لثوابت الأمة ومقدساتها”. وفي سياق فلسفة جلالته المتمثلة في مواصلة تحقيق النمو الاقتصادي المستمر والتنمية المستدامة والتضامن الاجتماعي والحكامة الجيدة، وهي فلسفة يجسدها الإشراف الشخصي لجلالته على المشاريع الكبرى الرامية إلى تحقيق الأهداف المتوخاة من الرؤية الملكية إلى النمو الإقتصادي والتنمية المستدامة، (في سياق هذه الفلسفة والرؤية) أكد الملك محمد السادس مخاطبا الشعب المغربي: “لقد عملنا منذ اعتلائنا العرش، على إطلاق العديد من الأوراش الاقتصادية والاجتماعية، في موازاة مع الإصلاحات السياسية والمؤسساتية، في تجاوب مع تطلعاتك. وقد جعلنا كرامة المواطن المغربي وازدهاره، في صلب اهتمامنا. إنها مسيرة متواصلة، قوامها مبادرات جريئة، وأعمال حازمة، ومقاربات تشاركية، مع الاستغلال الأنجع لكل الإمكانات المتاحة.
وخلال هذه المسيرة، عملت كل الحكومات السابقة، وبتوجيهاتنا، على تكريس جهودها المشكورة، لبلورة رؤيتنا التنموية والإصلاحية. وهكذا وجدت حكومتنا الحالية، بين يديها، في المجال الاقتصادي والاجتماعي، إرثاً سليماً وإيجابيا، من العمل البناء، والمنجزات الملموسة. ومن ثم لا يسعنا إلا أن نشجعها على المضي قدما، بنفس الإرادة والعزم، لتحقيق المزيد من التقدم، وفق المسار القويم، الذي نسهر عليه”.