أكد الخبير الإسباني، غييرمو طابوادا، أن المحور الذي يشكله المغرب وإسبانيا والبرتغال يلعب “دورا حاسما” في الجغرافيا السياسية الأوروبية والعالمية ويضمن أمن وازدهار منطقة البحر الأبيض المتوسط والمحيط الأطلسي وشمال إفريقيا.
وكتب طابوادا في مقال نشر، الثلاثاء، في صحيفة “إيكونوميديا ديجيتال” الإلكترونية الإسبانية، أن الاستقرار والتعاون بين البلدان الثلاثة، التي تتقاسم علاقة متعددة الأوجه تتجاوز الجغرافيا، ضروريان لأمن وازدهار البحر الأبيض المتوسط والمحيط الأطلسي وشمال إفريقيا.
ووفقا للمحلل الإسباني، فإن القرب الجغرافي بين الدول الثلاث يخلق “ترابطا” طبيعيا” بينها، مشيرا إلى أن هذا “الجوار الاستراتيجي يضع الدول الثلاث في موقع فريد لمواجهة التحديات المشتركة” و”اغتنام الفرص المتاحة للتنمية الاقتصادية والاجتماعية”.
بالإضافة إلى ذلك، يضيف السيد طابوادا، “ترك التاريخ المشترك للدول الثلاث بصمة لا يمكن محوها على علاقاتها الحالية. فعلى مدى قرون، تعايشت التأثيرات الثقافية واللغوية والدينية لتشكل هويتها. ولذلك، هناك روابط تاريخية وثقافية عميقة تعزز التعاون والتفاهم المتبادل”.
على الصعيد الاقتصادي، يؤكد كاتب المقال، أن إسبانيا والبرتغال والمغرب تحافظ على علاقات تجارية “ديناميكية ومتنامية باستمرار”، مؤكدا أن المغرب يشكل “شريكا تجاريا مهما بالنسبة لإسبانيا والبرتغال، خاصة في قطاعات مثل الطاقة والفلاحة والصيد البحري والسياحة، في حين أن إسبانيا والبرتغال من أهم المستثمرين الأجانب في المغرب، حيث يشاركان في مشاريع البنية التحتية والصناعية والخدماتية”.
ومن منظور جيوسياسي أوسع، يتابع الخبير الإسباني، فإن الاستقرار والتعاون بين هذه الدول أساسيان لأمن وازدهار منطقة البحر الأبيض المتوسط والمحيط الأطلسي وشمال إفريقيا، موضحا أن البلدان الثلاثة تتقاسم مصالح مشتركة في مكافحة الإرهاب والجريمة المنظمة، وأن التعاون في القضايا الأمنية والدفاعية، بما في ذلك التعاون في مكافحة تهريب المخدرات والإرهاب، أمر ضروري لضمان الاستقرار في المنطقة وحماية المصالح المتبادلة.
وسجل أنه “من منظور الاتحاد الأوروبي الأوسع، فإننا نتقاسم المصالح المشتركة مع المغرب في مجال التعاون الطاقي والبيئة، لاسيما في مجالات مثل الطاقة المتجددة ومكافحة تغير المناخ”، مشيرا إلى أن المغرب طور “مشاريع مهمة” للطاقة المتجددة بدعم من الاتحاد الأوروبي، مثل مزرعة الرياح بطرفاية ومحطة نور ورزازات للطاقة الشمسية”.
ولفت إلى أن إسبانيا والمغرب والبرتغال أسست محورا جيوسياسيا فريدا من نوعه يشمل، بالإضافة إلى السياسة والاقتصاد، الثقافة والرياضة. وقد تم تعزيز هذا الارتباط الثلاثي مؤخرا من خلال الترشح المشترك لتنظيم حدث بارز: كأس العالم لكرة القدم 2030″.
وقال كاتب المقال إن قرار التنظيم المشترك لكأس العالم 2030 من قبل إسبانيا والمغرب والبرتغال لا يعكس الشغف المشترك بكرة القدم فحسب، بل هو أيضا دليل على الوحدة والتعاون في وقت يواجه فيه العالم تحديات غير مسبوقة”، مضيفا أن هذا الحدث الرياضي العالمي “يوفر أيضا فرصة فريدة لتعزيز قيم مثل التنوع والاندماج والاحترام المتبادل”.