استعرضت وزيرة الانتقال الطاقي والتنمية المستدامة، ليلى بنعلي، التجربة المغربية في قطاع التعدين، بمناسبة النسخة الثالثة من “مؤتمر التعدين الدولي” الذي انعقد بالعاصمة الرياض بالمملكة العربية السعودية خلال الفترة الممتدة من 9 إلى 11 يناير الجاري.
وذكر بلاغ لوزارة الانتقال الطاقي والتنمية المستدامة، قطاع الانتقال الطاقي، أن الوزيرة سلطت، خلال كلمتها في أشغال المائدة الوزارية المستديرة المنظمة في إطار هذا المؤتمر، الضوء على التجربة المغربية في قطاع التعدين، مشيرة إلى الإكراهات والتحديات التي يعرفها القطاع على الصعيد العالمي لاسيما تلك المتعلقة بآليات التمويل والاستثمارات الضخمة من أجل الاستكشاف والإنتاج وتحقيق الدخل من الموارد فضلا عن إعادة التدوير والتي يتطلبها ميدان المعادن من أجل الرفع من أداءه وتحقيق أهداف التنمية المستدامة.
وأورد المصدر ذاته أنه تزامنا مع انعقاد فعاليات “مؤتمر التعدين الدولي”، شاركت الوزيرة في أشغال الاجتماع التشاوري التاسع للوزراء العرب المعنيين بالثروة المعدنية، مضيفا أن هذا الاجتماع، شكل مناسبة للوقوف على الدور الهام الذي تلعبه الصناعة المعدنية في التنمية الاقتصادية والاجتماعية بالبلدان العربية، ولتبادل الرأي وتدارس القضايا ذات الاهتمام المشترك لتعزيز التشاور الذي من شأنه الدفع بالتعاون والارتقاء به لتأمين تنمية مستدامة للقطاع المعدني بالأقطار العربية.
وقد خصص هذا الاجتماع أيضا لمناقشة مجموعة من المواضيع الفنية لاسيما الإطلاق الرسمي للمنصة العربية لمعادن المستقبل، التي أعدتها المنظمة العربية للتنمية الصناعية والتقييس والتعدين.
وفي هذا السياق، أشار المصدر نفسه إلى تأكيد السيدة بنعلي على ضرورة التوفر على منصة عربية تشتمل على البيانات المعدنية لكافة الدول العربية وذلك من أجل مواكبة الصناعة المعدنية بها، مبرزة أهمية إدراج البيانات المتعلقة بإعادة تأهيل المناجم والمحاجر القديمة بهذه المنصة نظرا لما تكتسيه من أهمية في تحقيق أهداف التنمية المستدامة بالقطاع.
كما ركزت على أهمية القطاع غير المهيكل والتعدين الحرفي والتقليدي، مستشهدة بالتجربة المغربية كمثال ناجح من خلال نموذج التعاونيات.
وعلى هامش أشغال مؤتمر التعدين الدولي، يضيف البلاغ،جرى التوقيع على مذكرة تفاهم بين وزارة الانتقال الطاقي والتنمية المستدامة ووزارة الصناعة والثروة المعدنية بالمملكة السعودية الممثلة بالسيد بندر بن إبراهيم الخريف، وزير الصناعة والثروة المعدنية.
وأوضح أن مذكرة التفاهم هذه تهدف إلى تطوير التعاون في مجال الثروة المعدنية بين المغرب والسعودية، فضلا عن الرفع من مستوى المشاريع ذات الاهتمام المشترك وتعزيز الاستثمارات في هذا المجال. كما تم عقد اجتماع ثنائي بين الوزيرة والسيد جيفري بيات، مساعد وزير الخارجية للولايات المتحدة الأمريكية المكلف بموارد الطاقة، كان مناسبة لمناقشة مجموعة من المواضيع التي تهم مجالي الانتقال الطاقي والمعادن الاستراتيجية، وكذا الفرص المتاحة لتعزيز التعاون الثنائي بين البلدين في هذه المجالات.
وخلص البلاغ إلى أن “مؤتمر التعدين الدولي” يعتبر منصة دولية تجمع أصحاب القرار من وزراء وممثلي المنظمات الدولية وشركات عالمية ومستثمرين أجانب من أجل الحوار حول مستقبل المعادن والاستثمار في التعدين.
واستهدفت النسخة الثالثة من هذا المؤتمر بحث السبل الكفيلة بتطوير التعاون في مجال المعادن في المنطقة الناشئة التي تمتد من إفريقيا إلى غرب ووسط آسيا، من خلال جذب الاستثمارات المباشرة إليها في سلسلة القيمة المعدنية بأكملها، ودعوة الدول المنتجة للمعادن من جميع أنحاء العالم والعملاء وموردي التكنولوجيا للانضمام للحوار وبناء علاقات شراكة كفيلة لإبراز أهمية المعادن وأدوارها المستقبلية في تنمية المجتمعات.