أكد باحثان مصريان أن الراحلة عائشة الخطابي، كريمة محمد بن عبد الكريم الخطابي، التي توفيت أمس الأربعاء بالدار البيضاء، سارت على نهج والدها في الولاء للعرش العلوي ولوطنه المغرب وفي الاهتمام بتنمية منطقة الريف التي انحدرت منها عائلتها.
وأبرزا في شهادات استقتها وكالة المغرب العربي للأنباء بالقاهرة حيث عاشت الراحلة جزءا من حياتها رفقة أفراد أسرتها، أن علاقات عائشة الخطابي وأسرتها الصغيرة بالمغرب لم تنقطع رغم بعد المسافة حيث ظلوا مغاربة في وجدانهم ومشاعرهم وفي ارتباطهم بالعرش العلوي.
وفي هذا الصدد، قال حسن بدوي، أستاذ التاريخ بجامعة القاهرة، وأحد أصدقاء أسرة الراحلة ، إن ارتباط أبناء محمد بن عبد الكريم الخطابي بوطنهم وبملكهم لم يكن في أي وقت موضع شك أو تساؤل.
وتابع حسن بدوي ، وهو صاحب دراسة تحليلية حول موضوع “محمد بن عبد الكريم الخطابي ودوره في تحرير شمال إفريقيا”، أن استقرار هذه الأسرة المقاومة بالقاهرة ” لم يحل دون تشبثهم بوطنهم وبملكهم”، مذكرا بأن “الراحل محمد بن عبد الكريم الخطابي ناضل بقوة، رغم وجوده في مصر، من أجل عودة السلطان الشرعي آنذاك محمد الخامس إلى وطنه بعد أن نفته سلطات الحماية خارج المملكة”.
وخلص إلى أن التاريخ سيظل شاهدا على مدى وطنية هذه الأسرة ودفاعها عن بلدها وارتباطها به حيث ظلوا يترددون على المغرب في كل المناسبات.
ومن جانبه، أكد الخبير المصري في الشأن العربي، نبيل نجم الدين أن “عائشة الخطابي إحدى بنات المجاهد المغربي العظيم محمد بن عبد الكريم الخطابي كانت حريصة على إحياء تراث والدها، وكانت تؤمن ببلدها وبجهود جلالة الملك محمد السادس الصادقة من أجل تنمية وازدهار المغرب عامة وتحديدا منطقة الريف”.
وذكر نبيل نجم الدين، وهو أحد أصدقاء أسرة الفقيدة، أن عائشة الخطابي، كانت وعلى غرار إخوتها ووالدها ” تؤمن بالمغرب وبمصالح المغرب ولم تكن لها قناعات أخرى سوى قناعة المغرب الموحد تحت قيادة جلالة الملك”.
وفي سياق تأكيده على المكانة التي كانت تحظى بها الراحلة لدى صاحب الجلالة، أشار الخبير المصري إلى أن عائشة الخطابي حظيت باستقبال ملكي في أسمى مناسبة وطنية بالمملكة حين استقبلها صاحب الجلالة الملك محمد السادس بمدينة طنجة في يوليوز من سنة 2018 بمناسبة عيد العرش.
وكانت الفقيدة عائشة الخطابي قد انتقلت إلى عفو الله أمس بالدار البيضاء عن سن ناهز 81 سنة، وذلك بعد معاناة مع المرض.
وللتذكير، كانت الراحلة قد انتقلت للعيش بالقاهرة والدراسة بها قبل أن تختار العودة إلى المغرب غداة وفاة والدها.