فيديو: المفوض الأممي لحقوق الإنسان: المغرب نموذج يحتدى به في مكافحة التطرف
اعتبر تقرير نشرته صحيفة لوموند الفرنسية، أنّ استراتيجية الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الحربية دمجت مسرح البحر الأبيض المتوسط في الجبهة الأوروبية من ضمن خطته الحربية، مشيرًا إلى إرسال تعزيزات إلى شرق البحر الأبيض المتوسط منذ بداية الهجوم الحالي على أوكرانيا.
وقالت الصحيفة، قي تقرير لها نشر أمس الأحد “إن التحليلات الخاصة بالهجوم الروسي الجاري في أوكرانيا تضعه عمومًا على أنه امتداد لمخططات الكرملين في بيئة ما بعد الاتحاد السوفيتي”.
وأشار التقرير إلى أنه من الممكن توسيع هذه الاستراتيجية لتشمل المسرح السوري أو حتى المسرح المتوسطي، حيث يستفيد فلاديمير بوتين أقصى استفادة من افتقار الولايات المتحدة وحلفائها الأوروبيين إلى العزيمة، الأمر الذي كان شجعه على تبني موقف حربي تجاه كييف، وفق تأكيدها.
وأضافت أنه “لا شيء يمنعنا من التفكير في أن تصعيد الأزمة الأوكرانية يمكن أن تكون له الآن تداعيات في البحر الأبيض المتوسط، حيث تعتزم موسكو الاستفادة من قدرتها على دمج مسارح العمليات، في مواجهة القادة الغربيين الذين يتباطؤون في اتخاذ الإجراءات والتعاطي مع هذا الوضع الجديد”.
ويشرح التقرير الفرنسي هذا التوجه الروسي اليوم الذي يمثل ثمرة سنوات من التراجع أو سوء الفهم الأمريكي للقضايا المتشابكة في المنطقة، قائلا، إنّ الرئيس الأمريكي الأسبق باراك أوباما لم يفهم أنه خسر في سوريا جزءًا كبيرًا من ردع الولايات المتحدة ضد روسيا، لأنه ظل أسير رؤية تميز المسرح الأوروبي “الاستراتيجي” عن “التكتيكي” الشرق أوسطي، ومن ثمة تشجع بوتين وأيقن بأن واشنطن لن ترد بجدية على غزو القرم سنة 2014.
وأكّد التقرير أنه “بمجرد أن تم ضم هذه المحافظة الأوكرانية تحول الكرملين إلى المسرح السوري وهذه المرة بتدخل مباشر لدعم نظام بشار الأسد، اعتبارًا من سبتمبر 2015، في حين استغل الكرملين هذا الهجوم لتوسيع تنظيمه في سوريا في شرق البحر الأبيض المتوسط، حيث يجري دعم القاعدة البحرية السابقة في طرطوس بقاعدة جوية بالقرب من اللاذقية.
ووفق التقرير، فإنّ الرئيس الروسي استفاد أيضًا من التوترات المتزايدة بشأن سوريا بين تركيا وبقية دول الناتو، ونجح في إقامة تفاهمات مع تركيا لتقاسم النفوذ في سوريا وأيضا في ليبيا، وكل ذلك على حساب واشنطن وحلفائها.
وحذّر التقرير من أنّ الطابع المنهجي للتقدم الروسي هو الذي يلفت الانتباه في وجه العجز الواضح لواشنطن والقوى الأوروبية للتكيف مع مثل هذا السياق العدواني، فقد طورت موسكو بالفعل وتعلمت إتقان المناورات في سوريا.
ولفت إلى أنها مناورات غير معقدة، إلا أنها تضمن إبقاء المبادرة في يدها ضد المعسكر الغربي الذي يكون دائمًا في موقف دفاعي وغالبًا ما يكون منقسمًا، مضيفاً: من الواضح أن بوتين راسخ بقوة على قدميه إحداهما أوروبية والأخرى متوسطية في حين أن خصومه يحافظون على انفصام الشخصية المتمثلة في التمييز العملياتي بين أوكرانيا والبحر الأبيض المتوسط.
وفي إشارة إلى تلازم المسارات، أكد التقرير أن بوتين قد أرسل وزير دفاعه إلى سوريا قبل تسعة أيام فقط من غزو أوكرانيا، مبيناً أنه من الواضح أن هذه الرحلة كانت تهدف إلى ضمان صلابة النظام الروسي في شرق البحر الأبيض المتوسط، قبل وقت قصير من الهجوم الذي خططت له هيئة الأركان العامة بالفعل على الجبهة الأوروبية، كما هنأ بشار الأسد في 25 فبراير، نظيره الروسي على تصحيح التاريخ وإعادة التوازن الدولي بعد سقوط الاتحاد السوفيتي، مع بدء العملية العسكرية في أوكرانيا.