فيديو: المفوض الأممي لحقوق الإنسان: المغرب نموذج يحتدى به في مكافحة التطرف
Agora.ma
يبدو أن الإعلام الإسباني، ماض في شطحاته وترنحه، وبدأ يفقد البوصلة، ويخبط خبط عشواء، ذات اليمين وذات الشمال، مستغلا ترويج معطيات غير صحيحة وأخبارا زائفة، تثبت بما لا يدع مجالا للشك، استمرار هذا الإعلام في التحرش بالمصالح العليا للمملكة، مستعينا ببعض الأصوات النشاز التي باتت محسوبة على رموز “الطابور الخامس”، الذين باعوا أنفسهم للشيطان، مقابل خدمة أجندة أجنبية، تعمل ليل نهار من أجل محاولة نسف كل الجهود و الانتصارات الديبلوماسية التي حققها المغرب بفضل تشبثه بمواقفه القوية أمام خصوم وحدته الترابية ومصالحه السيادية.
ففي مقال جديد مطول نشرته جريدة الباييس الإسبانية، اعترفت هذه الأخيرة وهي تحاول التحرش إعلاميا بالمملكة، أن المغرب بات يحظى بمكانة متميزة بشمال إفريقيا وقوة واعدة، ومسار نموه التنموي بدأ يستعيد عافيته بعد تأثير وباء كورونا على اقتصاده.
الجريدة الإسبانية، وهي تحاول ممارسة تحرشها الإعلامي وممارسة التغليط المفضوح، عملت على إدراج بعض التصريحات النشاز لصحفيين ولأفراد محسوبين على جماعة “العدل والإحسان” فضلوا عدم ذكر أسمائهم، للتقليل من أهمية الدينامية الاقتصادية والتنموية التي تشهدها المملكة ولجهوده في تدبير جائحة كورونا والحد من تداعياتها الاجتماعية والاقتصادية، لكنها وهي تفعل فعلتها، أقرت واعترفت بأهمية المشاريع الهامة التي تم إنجازها بالمغرب، مثل المشاريع المميزة التي أنجزت على طول ضفتي نهر أبي رقراق، بعاصمة المملكة، ومن أهمها برج محمد السادس، الذي يبلغ طوله 250 مترا ويمكن رؤيته من محيط 50 كيلومترا حوله، وهو أمر اعترفت آلباييس الإسبانية، بأنه إنجاز غير مسبوق في المنطقة المغاربية ككل، واصفة البرج بأنه بالفعل “رمز لقوة الدولة التي تحب الرموز العظيمة”، والذي من المتوقع افتتاحه بداية عام 2023، وهو الموعد الذي أكده المهندس المعماري الإسباني رافائيل دي لا هوز، المسؤول عن تصميم البرج مع زميله المغربي حكيم بنجلون.
المهندس الاسباني صرح للجريدة، من مدريد بقوله: “أعلم أن الكثير من الناس لديهم شكوك حول ما إذا كان سيتم القيام بذلك ، ولكن هذا صحيح. إنه استثمار هائل يهدف إلى تطوير تلك المنطقة من نهر أبي رقراق، الرابط بين ضفتي مدينتي الرباط وسلا “.
وقالت آلباييس وهي تعترف بمنجزات المملكة، “لقد اعتاد المغرب على تنفيذ مشاريع لم يسبق أن تم القيام بها في المنطقة المغاربية. في عام 2007 افتتح ميناء طنجة المتوسط وكسر احتكار الجزيرة الخضراء في معبر المضيق.
كما كشفت الجريدة أنه في نفس العام، قامت شركة رينو-نيسان باحداث مصنع ضخم في المنطقة الحرة بالميناء أفضت إلى توليد 6000 وظيفة مباشرة و 30 ألف وظيفة أخرى غير مباشرة.
وأوردت الجريدة ذاتها، أنه وفي عام 2016 ، بدأ تشغيل محطة نور للطاقة الشمسية الضخمة في الصحراء المغربية؛ وفي عام 2018 ، تم إطلاق أول قطار فائق السرعة في شمال إفريقيا، والأسرع في القارة، من صنع مجموعة ألستوم الفرنسية، في عام 2019 وسعت الميناء الشمالي بمحطة طنجة المتوسط الثانية. وفي العام التالي ، كان الميناء قد تجاوز بالفعل الجزيرة الخضراء في حركة الحاويات. لتؤكد آلباييس، في مقالها المطول عن المملكة، أن المغرب التزم أيضا بإنجاز المشاريع الكبيرة كبناء ميناء في مدينة الداخلة وميناء آخر في الناظور.
ومن ضمن الاعترافات التي أوردتها آلباييس، كشفت أن المخابرات المغربية سجلت هدفًا رائعًا ضد إسبانيا والجزائر ، عندما اكتشفوا أن زعيم البوليساريو الانفصالية المدعو إبراهيم غالي، قد تم إدخاله إلى مستشفى في Logroño بهوية مزيفة. وهو الأمر الذي دفع المسؤولين عن الشؤون الخارجية المغربية بتفسيرات من إسبانيا.
واستمرت جريدة آلباييس، في اعترافاتها لتكشف أيضا أن منظمة الصحة العالمية، هنأت الرباط في مارس الماضي على كونها من بين الدول العشر الأولى التي تغلبت على تحدي التطعيم ضد كوفيد -19، وهو سبب آخر لتغذية الكبرياء الوطني للمغرب تضيف الجريدة.
وقالت آلباييس إن ما يسمح لدبلوماسية المغرب بأن تكون آمنة ومتحدية لكل أعدائها وخصومها، هو التكريم الذي منحه الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب للمملكة من خلال الاعتراف بسيادتها الكاملة على الصحراء المغربية، وهو ما دفع الرباط إلى الضغط على الحكومة الإسبانية للاعتراف بدعم ترامب. ووسعت الضغط على ألمانيا ، وهي مدركة لمواقع هذه الدول في المؤسسات الأوروبية، ولأن المغرب يعرف أيضا تضيف الجريدة الاسبانية، أن الاتحاد الأوروبي هو شريكه الرئيسي، وهو المكان الذي يأتي منه 53.1٪ من وارداته ويخصص 66.7٪ من كل شيء يصدره، في مقابل الدور الهام الذي باتت تلعبه الرباط، لكل ما يحتاجه الاتحاد الأوروبي – وخاصة إسبانيا وفرنسا – لمكافحة الهجرة غير النظامية والإرهاب الإسلامي المتطرف.
واستشهدت الجريدة في مقالها، بما كتبه الكاتب المغربي المقيم في فرنسا، الطاهر بن جلون، في 3 ماي على الموقع الرقمي Le360: “رغبة إسبانيا في الانضمام إلى الجزائر هي منع المغرب من أن يصبح قوة صاعدة يمكن أن تحرجها. إن الإنجازات التي حققها المغرب في السنوات الأخيرة ، وخاصة نجاح ميناء طنجة المتوسطي والمشروع من نفس النوع بالداخلة ، تزعج إسبانيا التي استهانت بالقدرات المغربية ”. وهو الأمر الذي اعترفت به آلباييس، وقالت في مقالها: “صحيح أن الحكومة الإسبانية لا تنوي ازدراء الجزائر ، الحامي الكبير لجبهة البوليساريو، البلد الذي يأتي منه ثلث الغاز الذي يستهلكه الإسبان والذي يأتي منه عدد أقل بكثير من المهاجرين غير الشرعيين”.
وكشفت آلباييس الإسبانية في مقالها، أنه خلال عقدين من حكم الملك محمد السادس، نمت البلاد بمعدل 4 ٪ سنويًا، كما نجح المغرب حتى الآن في اجتياز الوباء دون الوقوع في تداعيات اجتماعية.
لكن في مقابل هذا الاعتراف من الجريدة الإسبانية الذائعة الصيت، بأهمية المنجزات المغربية، حاولت هذه الأخيرة التقليل من شأن هذه الإجراءات الناجحة التي واجه بها المغرب التداعيات الخطيرة لجائحة كورونا، وأكسبته مصداقية عالمية باعتراف دولي، تصريحا لأحد أعضاء جماعة العدل والإحسان التي وصفتها ب”أنها جماعة إسلامية معارضة لا تعترف بالشرعية الدينية للملك”، وهو تصريح فضل صاحبه عدم الكشف عن اسمه، قال فيه بنبرة كلها مغالطات تقلل من شأن القرارات الهامة للمملكة، “إن مساعدة الدولة للمحرومين كانت محدودة للغاية و قصيرة الأمد”. مشيرا إلى أن جماعته مع ذلك، لم تدخر أي وسيلة لمساعدة أولئك الذين هم في أمس الحاجة إليها. موردا على حد زعمه بأن “هناك نموا في التسول، وتزايد في الجريمة، والله وحده يعلم ما سيحدث على المدى الطويل”.