بقلم: الحسين يزي
كل ما يسمى الحركات الإسلامية تأسست من منطلق الرأي في الدين. لكل منها شيخ إلتهم كل الضلالة والتدليس التي لحقت الفكر الإسلامي وتعاليم الدين الحقة في القرن الأول الهجري، مباشرة بعد ممات الرسول الأعظم.
تناقل الشيوخ و”العلماء” عبر التاريخ تفاصيل هذا الانقلاب على الله ورسوله وعلى الكتاب المبين. اجتهد تلاميذتهم في التدليس وجعلوا من الرأي في الدين اهم أصول التشريع إن لم يكن الوحيد.
أفرغوا الدين من قيمه الإنسانية العالمية، وطوعوه ليبقى محليا خاصا بهم. أعطوا لأنفسهم حق حضانته وحق تأويله على مقاسهم ومقاس أتباعهم المغرر بهم.
كان طبيعي جدا أن تنتبه الدول العظمى، وعلى رأسها الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا إلى هذا الوضع، فبادرت الى تبني مظلوميات هذه الحركات الإسلامية عبر العالم، واحتضنتها من خلال برامج ومخططات خاصة تكلفت بتنفيذها منظمات فكرية وثقافية ممولة من طرف الخارجية الأمريكية تحديدا.
ما سمي الربيع العربي، كان خير شاهد على أن هذه الحركات كانت تنتظر تعليمات البيت الأبيض لتنفيذ جانب من نظرية “الفوضى الخلاقة”، وتفعيل المخططات السياسية للبيت الأبيض وحلفائه الكبار.
في المقابل، تكلف ما يسمى الإتحاد العالمي لعلماء المسلمين بشق الفتاوى. أباح وحرض على الاقتتال بين مكونات أمة محمد بدعوى مواجهة الظلم والفساد!! فيما أفتوا بعدم جواز الجهاد في إسرائيل بالشكل الذي أجازوه في ليبيا واليمن وسوريا. حتى أن كبيرهم الذي علمهم السحر، أفتى بعدم الحج وزيارة المسجد الأقصى والتبرع بمصاريفهما لصالح “الثورات العربية”.
انتهت مرحلة الربيع الدموي، واستفاد من استفاد من “الأحزاب الإسلامية” وحركاتها ، و”تكردع من تكردع”، خاصة وقت تراجع البيت الأبيض وحلفائه الكبار، عن الاصطفاف التام إلى جانب جانب هذه الأحزاب وهذه الحركات.
اليوم، بعد تسجيل تغير تاريخي في استراتيجية السياسة الأمريكية، خاصة اتجاه الوحدة الترابية للمغرب، استدارت الأحزاب الإسلامية وحركاتها الدعوية لتنفض الغبار عن “السجل التجاري بدمغة الدين” لتشهره وهي تقول “لا للتطبيع مع إسرائيل”، لا ل”خيانة القضية الفلسطينية”. ياك احنيني ياك..
هي الشعارات نفسها، التي سيرفعها أعداء المغرب، ليس حبا في فلسطين ولا غيرة على مصير القضية الفلسطينية، إنما طمعا في أن لا تكون للمغرب فرص حقيقية للإقلاع الاقتصادي والاجتماعي والدبلوماسي، ومكانة إقليمية ودولية هو أهل لها بحكم التاريخ والحاضر والمستقبل.