مجلة إسبانية: المغرب في طريق ليصبح ‘وادي سيليكون فالي’ المستقبل
بروكسيل – لقد تم تقديم المغرب كنموذج في تدبيره لجائحة فيروس كورونا. والاتحاد الأوروبي يشاطر هذا المعطى بشكل كامل.
على لسان المتحدث باسمه، السيد بيتر ستانو، يشيد الاتحاد الأوروبي بمبادرة جلالة الملك اتجاه إفريقيا، ويعرب عن تضامنه مع القارة التي يعدها باستراتيجية جديدة للشراكة متعددة الأبعاد.
ويشرح السيد بيتر ستانو في إجابته على ثلاثة أسئلة لوكالة المغرب العربي للأنباء، هذه الاستراتيجية الإفريقية الجديدة ويعبر عن رد فعل الاتحاد الأوروبي إزاء التدبير النموذجي للمغرب.
– يوم الاثنين بالبرلمان الأوروبي، أكد السيد بوريل على ضرورة دعم إفريقيا في حربها ضد فيروس كورونا. هل يعتزم الاتحاد الأوروبي الانخراط بشكل أكبر في هذا الاتجاه ؟
بطبيعة الحال. إنها أولا مسألة تضامن، لكنها أيضا مسألة أمن بالنسبة لكل من أوروبا وإفريقيا. فالوباء ليس له حدود والتغلب عليه رهين بمحاربته في كل مكان.
الاتحاد الأوروبي أعلن حديثا عن حزمة من الإجراءات التي تبلغ قيمتها أزيد من 20 مليار يورو، من أجل دعم البحث، والمنظومات الصحية، وشبكات المياه في الدول الشريكة للاتحاد الأوروبي، والتخفيف من التداعيات السوسيو-اقتصادية للجائحة.
ومن بين هذه التمويلات، فإن أزيد من 3,25 مليار يورو مخصصة بشكل مباشر لدعم الجهود في إفريقيا، منها 2,06 مليار يورو بمنطقة إفريقيا جنوب الصحراء، و1,19 مليار يورو ببلدان شمال إفريقيا. من جهة أخرى، ستستفيد إفريقيا من ضمانات مهمة للصندوق الأوروبي للتنمية المستدامة وقروض البنك الأوروبي للاستثمار، إلى جانب مساهمات كبيرة من الدول الأعضاء والبنك الأوروبي لإعادة الإعمار والتنمية. وسيدعم الاتحاد الأوروبي، أيضا، الاستجابة العالمية المنسقة لإلغاء ديون البلدان الأكثر فقرا.
بشكل عام، قام الاتحاد الأوروبي بوضع أسس استراتيجية جديدة مع إفريقيا، من خلال مقترحات تروم تكثيف التعاون في جميع المجالات الرئيسية لشراكتنا (التحول الأخضر، التحول الرقمي، النمو المستدام ومناصب الشغل، السلم والحكامة، الهجرة والتنقل)، وذلك بغية العمل، بتشاور مع شركائنا، على بلورة استراتيجية موحدة جديدة بالنسبة لقمة الاتحاد الأوروبي- الاتحاد الإفريقي لأكتوبر 2020. وستمكننا هذه الإستراتيجية من التقدم نحو الأمام وجعل شراكتنا تنتقل إلى السرعة القصوى. فإفريقيا هي الجار والشريك الطبيعي للاتحاد الأوروبي، في الحرب ضد الفيروس كما هو الحال بالنسبة لباقي المجالات.
– قدمت بعض بلدان الضفة الجنوبية للحوض المتوسطي، مثل المغرب، مثالا جيدا في كفاحها ضد فيروس كورونا. هل سيحصل المغرب على دعم خاص باعتباره شريكا مهما للاتحاد الأوروبي في المنطقة؟
لقد عرف المغرب كيف يتصرف بسرعة وفعالية، من خلال الانكباب على معالجة مختلف جوانب محاربة فيروس كورونا بكيفية منسقة، وذلك على المستويات الطبية، الاقتصادية والاجتماعية.
أوروبا الوفية للشراكة الإستراتيجية والمتميزة التي تجمعنا وللروح الريادية التي تحفزها، كانت في الموعد خلال هذا الاختبار. حيث تمت إعادة تعبئة نحو 450 مليون يورو لهذه الغاية، قصد دعم جهود المغرب، لاسيما في شكل دعم مباشر للصندوق المحدث تحت رعاية صاحب الجلالة الملك محمد السادس، من أجل مكافحة تداعيات الفيروس، أو في شكل مدفوعات مسبقة.
على كلا الجانبين، كان الرد سريعا، منسقا ومتناغما. حيث يجسد هذا التفاعل والتضامن متانة علاقاتنا، وكذا الطموح الذي حددناه سويا حيال مستقبل شراكتنا أثناء مجلس الشراكة الأخير بين الاتحاد الأوروبي والمغرب.
– أطلق صاحب الجلالة الملك محمد السادس مبادرة مع رؤساء أفارقة آخرين بغية محاربة فيروس كورونا. كيف يمكن للاتحاد الأوروبي دعم هذه المبادرة؟
يبدو أن هذه المبادرة تنسجم، تمام الانسجام، مع الحركة الأوسع نطاقا لعودة المغرب إلى الأسرة الإفريقية، التي نتتبعها باهتمام بالغ منذ عدة سنوات، لاسيما في العديد من المجالات الأساسية بالنسبة للعلاقات بين الاتحاد الأوروبي وإفريقيا، من قبيل الهجرة، والبيئة، والتنمية، والاستقرار الإقليمي.
نحن على قناعة بأن المملكة المغربية ستكون قادرة على الاضطلاع بدورها كاملا في الجهود الجماعية للقارة ومؤسساتها من أجل محاربة الفيروس، وأنها ستوفر خبرتها والقيمة المضافة الخاصة بها. والاتحاد الأوروبي مستعد لدعم مثل هذه المبادرات في إطار استراتيجيته الشاملة المتجددة اتجاه القارة الإفريقية.