الحكامة الأمنية وترشيد النفقات وتطوير البنية التحتية المعلوماتية لمصالح الأمن
واصلت مصالح الأمن الوطني مسلسل عصرنة البنايات والمرافق الأمنية، حيث تفضل صاحب الجلالة الملك محمد السادس، نصره الله وأيده، وأعطى تعليماته السامية بالشروع في تشييد المقر الجديد للمديرية العامة للأمن الوطني على مساحة 20 هكتارا، بمواصفات هندسية وعمرانية تتوافر فيها معايير الأمن المفروضة في البنايات الحساسة، وتستجيب لتطلعات المرتفقين من قرب مجالي وولوجيات، وخصائص عمرانية حديثة. وهو المشروع المهيكل الذي تتواصل حاليا أشغال بنائه بمنطقة حي الرياض بالرباط. كما تميزت نفس السنة بالانتهاء من مشاريع بناء 21 مقرا أمنيا جديدا، من بينها مقر منطقة أمن السمارة، وثكنات مجموعات التدخل السريع بفاس ومراكش ومفوضية خاصة بميناء العرائش، فضلا عن إطلاق مشاريع موازية لبناء وتحديث مدرسة الشرطة بإفران ومدرسة التكوين بالفوارات بالقنيطرة، ومقر الأمن الجهوي بالحسيمة، وبناء مقر جديد لمنطقة إمزورن بني بوعياش، وبنايات جديدة لمصالح ودوائر أمنية في كل من الحسيمة والرباط وسطات وإفران وسلا وفاس وتمارة.
وفي نفس السياق، تم الشروع في مسطرة اقتناء 18 وعاءً عقاريا بغرض تخصيصها لبناء مقر جديد للأمن الجهوي بالرشيدية، ومفوضية جهوية بسيدي المختار بمدينة مراكش وعين عودة بضواحي الرباط، فضلا عن تشييد مقرات حديثة لتسعة دوائر شرطة وثلاث ثكنات لمجموعات المحافظة على النظام ومصلحة لحوادث السير بمدينة الدار البيضاء. كما تم أيضا إطلاق مجموعة من المشاريع البنيوية التي لها علاقة مباشرة بقضايا الأمن في مفهومه الواسع، إذ تم توفير المعدات التقنية والتطبيقات المعلوماتية الضرورية لإصدار الجيل الجديد من البطاقة الوطنية للتعريف الإلكترونية في نسختها المؤمنة والخدماتية، والتي هي بمثابة وثيقة تعريفية “تتيح هوية أقوى من أجل خدمة أفضل للمواطنين والمؤسسات”، وذلك بفضل خصائصها المادية والرقمية التي تجعلها أكثر أمنا وموثوقية، وتمنح ولوجا مبسطا ومؤمنا للخدمات الرقمية لعموم المواطنين. كما أن هذه البطاقة التعريفية الجديدة تتيح إمكانية قراءتها إلكترونيا والتحقق من هوية أصحابها، وهو ما سيسمح للمؤسسات العمومية والخاصة، لاسيما البنوك، من إطلاق جيل جديد من الخدمات الرقمية، مع التأكد التام من هوية المتعاملين عن بعد.
كما تميزت سنة 2019 بالرفع من الاعتمادات المالية المخصصة لمختبرات وتقنيي الشرطة العلمية والتقنية بزيادة كبيرة ناهزت 290 بالمائة مقارنة مع السنة المنصرمة، وذلك لمسايرة التطورات الحاصلة في مجال العلوم والتكنولوجيات الحديثة وتسخيرها لخدمة العدالة ودعم التحقيقات الجنائية. كما تم كذلك تعزيز حظيرة الكلاب البوليسية بثمانين كلبا جديدا مدربا في تخصصات أمنية مختلفة، من بينها تتبع ورصد العملات المهربة، علاوة على اقتناء ثمان مجموعات تقنية متكاملة للكشف عن المتفجرات، مع وضعها رهن إشارة تقنيي رصد المتفجرات التابعين للمديرية العامة للأمن الوطني.
وفي الجانب المتعلق بترشيد النفقات، واصلت مصالح الأمن الوطني إرساء تدابير الحكامة التي حققت نسبة انخفاض قدرها 45 بالمائة في مصاريف صيانة حظيرة المركبات مقارنة مع السنة المنصرمة، وفائض ادخار في حدود 100 بالمائة في اتفاقية التزود بأذونات الطرق السيارة بعدما تمت تغطية مصاريف هذه السنة بفائض سنة 2018، في حين تم تسجيل ثبات واستقرار في معدل نفقات استهلاك المحروقات رغم ارتفاع حظيرة المركبات الأمنية، التي تميزت هذه السنة باقتناء 1.095 مركبة أمنية جديدة من بينها 915 سيارة و180 دراجة نارية من الحجم الكبير، وهو ما سمح بتجديد حظيرة المركبات في حدود 62 بالمائة، وتعميم الهوية البصرية المميزة لمركبات الشرطة على 1.611 مركبة جديدة، ليصل مجموع المركبات التي خضعت لنظام الطلاء الجديد لأكثر من 95 بالمائة، علاوة على الرفع من عدد السيارات الموضوعة رهن إشارة مصالح الأمن الوطني على المستوى الجهوي إلى 3.502 مركبة خلال الأربع سنوات الأخيرة.