الحصيلة السنوية للأمن الوطني: إحصائيات مكافحة الجريمة بكل أنواعها والتهديدات الإرهابية
(و م ع)
وجه المحامي الحبيب حاجي، بصفته أبا ومواطنا وناشطا حقوقيا، رسالة إلى الملك محمد السادس، استهلها بالتقدير والاحترام لجلالته، مضيفا أنه “أمام هول مايحدث في المغرب من مظاهر تقويض أسس استقرار المغرب وضرب للمؤسسسات من مؤسسات دستورية و قانونية وثقافية و انسانية والنظام العام، لم يعد مجديا، إلا التوجه إليكم مباشرة لكون ما يحدث يحتاج الى إجراء لن يقدر عليه إلا مسؤول في مستوى مكانتكم في هرم الدولة والمجتمع”.
وأوضح حاجي في رسالته، أن “هناك سياسيون من حزب العدالة والتنمية وباقي الإسلام السياسي يستغلون مناصبهم في مؤسسات الدولة ( الحكومة والبرلَمان و المؤسسات العمومية بمختلف اشكالها..) ينشرون الرعب في البلاد من سب القضاء وارهابه عندما خرج وزراء ومسؤولين حكوميين سابقين وحاليين بتصريحات اعلامية يهينون القضاء فيها، مثلا قضية ايت الجيد بنعيسى والمتهم بقتله البرلماني حامي الدين. وعندما خرج وزراء كذلك بنفس الأسلوب يمسون القضاء ويرهبونه في ملف ضحايا الصحفي بوعشرين”.
واكد الحبيب حاجي أنه “عندما خرج البرلماني علي العسري المنتمي لنفس الحزب بتدوينة فايسبوكية عابرة للافراد و الجماعات عالميا يتهم فيها متطوعات اوروبيات في اوراش باقليم تارودانت بانهن يظهرن بلباس السباحة ظلما وعدوانا، مما يعنيه من تحريض ضدهن لدفع المتطرفين الدينيين إلى الاعتداء عليهن فيما يوصف بالتحريض على الارهاب والحقد والكراهية والتمييز الديني والثقافي والحضاري، مستغلا منصبه في البرلمان وموقعه في الإسلام السياسي و الحزب ليعطي لموقفه قوة اكثر تأثيرا وسط المجتمع، مستغلا ايضا هجوم التمثلات الدينية الشرقية المتزمتة على بلدنا وتأثيرها عليه رغم غرابتها عنه”.
واردف الحبيب حاجي مخاطبا جلالة الملك أن “أشخاص كثيرون من مستوى تعليمي وتكويني سطحي أصبحوا خطرين على النظام العام والاستقرار والامن كحق من حقوق الانسان بجرائمهم الارهابية الترويعية للمجتمع والتي أصبحت تخدم المجتمع الذي يهدف اليه الإسلام السياسي، مما يعني التأسيس للانقلاب على المجتمع وحياته الطبيعية المبنية على التنوع والاختلاف و والتعايش وقبول الاخر”..واسترسل الحبيب حاجي في رسالته، ليقول “إن تداعيات تصريح البرلماني بمجلس المستشارين السيد علي العسري وصلت إلى الإعلام الأوروبي ومؤسسات المجتمع المدني وغيره باوروبا إلى درجة ان الجمعية البلجيكية الناشطة في العمل التطوعي غيرت وجهة تطوعها في الشطر المقبل إلى بلدان اخرى و أشارت على متطوعاتها ومتطوعيها بمغادرة المغرب.دون أن ننسى جريمة قتل الاروبيتين باقليم مراكش بشكل بشع فيما بات يعرف بجريمة شمهروش من طرف متطرفين تلقوا تكوينا دينيا في دور الإسلام السياسي المتطرف بمراكش. النواحي و الذي كان من أكبر شاحنيه وزير حقوق الانسان الحالي عندما كان وزيرا للعدل عندما القى خطابا اكثر تحريضا على الارهاب مما قاله البرلماني العسري”.
وأضاف أن “الأمر لم يقف عند هذا الحد جلالة الملك، بل قرأنا في الصحف _ وحملة التهريب هذه قائمة _على أن حركة التوحيد والإصلاح الدراع او الخلفية الدعوية والاستقطابية والتوسعية والتربوية والتأطيرية لحزب العدالة والتنمية، قد أقامت مخيما لها بشاطئ تارغة باقليم شفشاون بدون ترخيص ودون احترام القوانين الجاري بها العمل والادارات ذات الصلة في تقليد تام لما كانت تقوم به جماعة العدل والاحسان”.
واستنتج حاجي في رسالته أن “هذا السلوك إنما يعبر عن خطط لصناعة مجتميِّع ( تصغير مجتمع) بديل منغلق، منفصل عن المجتمع المغربي كما هو، من أجل الانقلاب عليه كلما سنحت الظروف، او على الاقل، إعاقة التحديث والتطوير والدمقرطة والعقلنة لاستمرار احتلال نفس الموقع الحالي خدمة لأهداف غير وطنية. أقول هذا وانا استحضر قوى اليسار والديمقراطية والحداثة وسلوكها السياسي وسط المجتمع الذي تذوب فيه و تنشط داخله في جميع الإطارات الجماهيرية وحيثما كان الفرد والجماعة دون تمييز ديني او عرقي او اجتماعي او سياسي، معترفة به في وحدته وكيانه من اجل ترسيخ قيم المحبة والتعايش والتعاون والإخاء والعمل على تطوير قدرات المغربي وترقيتها دون تمييز في التربية والتعليم والعمل والعيش والتقدم والازدهار وذلك بشكل يسير بالمجتمع نحو النهضة العامة وليس نحو أساليب الانقلاب والتمييز وخلق مجتمعات داخل المجتمع الواحد يكره بعضه البعض”.
وخلصت رسالة الحبيب حاجي إلى جلالة الملك، إلى أنه: “لا أحد يستطيع أن يقف في وجه هذا الظلام الغادر الداهم خاصة وان قادته يتواجدون بقوة في العديد من مراكز القرار سواء الإداري او السياسي او المالي، غيركم شخصيا ؛ بحماية السير العادي للمؤسسات والقانون والمجتمع ومتابعة الإصلاحات في هذا المجال عن كثب. ومن دون استنفار كل القوى الحية الحقوقية والمدنية و السياسية الوطنيةالحداثية والدمقراطية واليسارية والليبرالية لمواجهة هذا العائق الموضوعي للتقدم والاستقرار والامن لن ينجح اي نموذج تنموي بالمغرب.
ودامت جلالتكم ضامنة لحقوق الافراد والجماعات”.
رابط نص رسالة الحبيب حاجي إلى جلالة الملك: