(و م ع)
واشنطن – أكد وزير الصحة والخدمات الاجتماعية الأمريكي ، أليكس عازار ، مساء أمس الثلاثاء في واشنطن، أن الاحتفال بالذكرى العشرين لاعتلاء صاحب الجلالة الملك محمد السادس العرش، يعد فرصة لتسليط الضوء على “الروابط المتينة” التي تجمع المغرب والولايات المتحدة الأمريكية.
وقال السيد عازار في كلمة خلال حفل استقبال بهيج أقامته سفيرة المغرب لدى الولايات المتحدة ، للا جمالة العلوي بمناسبة الاحتفال بعيد العرش “نحن عازمون على توطيد هذه العلاقة الحيوية للمستقبل”، مضيفا “تحت قيادة جلالة الملك، توطدت العلاقة التي تجمع بلدينا ، والمنصوص عليها رسميا في معاهدة السلام والصداقة التي يرجع تاريخها إلى سنة 1786”.
وأردف المسؤول الأمريكي: “الصداقة التي تجمعنا تشمل جوانب مختلفة ، بما في ذلك التعاون الأمني والتبادل التجاري والعلمي والثقافي”، مبرزا أنها “تستند إلى اتفاق التبادل الحر مع المغرب، الوحيد الذي أبرمناه مع بلد إفريقي، والذي يوفر تبادلات لا حصر لها وخاصة بين مؤسساتنا الثقافية والتعليمية”.
وذكر أيضا بأن المغرب يستضيف سنويا عملية “الأسد الأفريقي”، وهي أكبر مناورات عسكرية أمريكية في إفريقيا، حيث يتدرب الجنود المغاربة والأمريكيون جنبا إلى جنب بالتعاون مع “دول أفريقية وأوروبية أخرى”، مؤكدا أن “المغرب لا يزال أحد أقرب شركائنا في الحرب ضد الإرهاب”.
وشدد السيد عازار على أن تعزيز الاستقرار بالقارة الإفريقية “لا يمكن أن يتحقق بدون مساهمة أزيد من 2000 جندي يشارك بهم المغرب في مهام الأمم المتحدة لحفظ السلام في جمهورية إفريقيا الوسطى وجمهورية الكونغو الديمقراطية وجنوب السودان”.
وفي معرض تطرقه إلى وباء الإيبولا في جمهورية الكونغو الديمقراطية، قال وزير الصحة الأمريكي إن دعم بلاده لمحاربة هذا الوباء سيكون “مستحيلا بدون المساهمات التي تقدمها بلدان مثل المغرب لضمان الأمن في مثل هذه الأماكن”.
في الشق الاقتصادي، أكد المسؤول الأمريكي على أهمية اتفاق التبادل الحر بين المغرب والولايات المتحدة ، مشيرا إلى أن المبادلات التجارية بين البلدين ارتفعت بنسبة تزيد على 300 بالمائة منذ دخول الاتفاق حيز التنفيذ سنة 2006، مشيرا إلى “وجود أزيد من 150 شركة أمريكية تعمل حاليا في المغرب، وتستثمر في الطاقة والبنية التحتية والطيران والصناعة الصيدلانية وتكنولوجيات البيئة”.
كما أشار المسؤول الأمريكي إلى أن أزيد من 1200 طالب أمريكي ومغربي “يزورون سنويا بلدينا في إطار التعاون في مجال البحث الأكاديمي والتعرف على الموروث الثقافي الثري لبعضهم البعض وتعزيز التفاهم بين الثقافات والحرية الدينية”.
من جهتها، أبرزت سفيرة المغرب في الولايات المتحدة ، للا جمالة العلوي ، الدلالات الرمزية القوية لعيد العرش كونه “يعكس تجديد الروابط العريقة التي تجمع العرش والشعب المغربي حول رؤية مشتركة للمملكة وما تمثله كبلد متنوع ، فخور بتراثه الديني والعرقي المتعدد ، ومتشبث بعمق بتقاليده وخصوصياته ،ولكن أيضا منخرط في بناء دولة حديثة، تقدمية وحاضنة للجميع “.
وقالت خلال هذا الحفل الذي أقيم ب “هال أوف دو أميريكاس “، بحضور شخصيات بارزة من عالم السياسة والاقتصاد والفنون والإعلام والثقافة، “نحن ننتمي إلى عالم مترابط ومتداخل بشكل متزايد نحتاج فيه إلى أصدقائنا وحلفائنا. وباعتباره أقدم حليف للولايات المتحدة ، يمكن للمغرب أن يشهد بقيمة صداقات من هذا القبيل . إن الشراكة الاستراتيجية القائمة بين المملكة والولايات المتحدة ، والتي مافتئت تتطور وتتنوع لتشمل جميع القطاعات، هي جزء لا يتجزأ من نجاح المغرب”.