— إعداد: إيمان بروجي — (و م ع)
الرباط – بموسيقاها التي تخاطب الروح وتضفي السكينة والسلام الداخليين، قدمت فرقة باليه فلامينكو دي أندلوسيا، مساء أمس الجمعة بالمسرح الوطني محمد الخامس بالرباط، حفلا فنيا استثنائيا بنكهات أندلسية، يجمع بين الحيوية والانسجام والفخر والإحساس، وذلك في إطار فعاليات الدورة الـ 18 لمهرجان “موازين.. إيقاعات العالم” (21- 29 يونيو الجاري).
فخلال هذا الحفل الذي يحتفي بـ “الغناء الكلاسيكي”، عاش الجمهور الذي توافد بأعداد غفيرة، تجربة موسيقية وإنسانية رائعة تمس أعماق القلب وتوقظ الحواس، حيث تفاعل الجميع مع المشاعر المنبعثة من هذه الأمسية المتميزة التي يمكن اعتبارها من دون شك إحدى أبرز حفلات الدورة الـ 18 للمهرجان.
وبين أسلوبين معاصر وآخر كلاسيكي، قدمت فرقة باليه فلامنكو دي أندلوسيا، أداء جذابا يتيح استكشاف سحر وعالمية هذا النمط الموسيقي الذي يروي القصة من خلال الموسيقى والفنون، والذي يجسد القيم الإنسانية الكونية للانفتاح والتشارك والاحترام المتبادل.
وقد حظي هذا الاكتشاف الرائع من الغناء والرقص والإخراج وتصميم الرقصات والإيقاعات الإسبانية، بتصفيق عشاق هذا التعبير الفني الشعبي ذي التقاليد العريقة الذي يوجد ضمن قائمة التراث الثقافي اللامادي لليونيسكو.
فبفساتينهم الملونة الجميلة وأزياء الفلامنكو، برع الراقصون في أداء رقصاتهم، التي تعكس العلاقة العجيبة الموجودة بين النعومة والقوة. فوراء كل حركة وخطوة، قصة وحياة، فالأمر يتعلق برحلة عاطفية عبر مختلف الذكريات.
وبتركيزها على أدق التفاصل من أجل إرضاء جمهورها، قدمت فرقة باليه فلامينكو دي أندلوسيا، باقة متنوعة من أعمالها التي تنهل من رصيدها الفني الغني والمتنوع.
وفي ختام هذا الحفل المتميز، أدت فرقة باليه فلامينكو دي أندلوسيا ببراعة الأغنية المغربية “يابنت بلادي” للفنان الكبير الراحل عبد الصادق شقارة، والتي تفاعل معها الجمهور بالغناء والرقص والاحتفاء بالتعدد الثقافي في جو احتفالي وحماسي.
ومنذ إنشاء فرقة باليه فلامنكو دي أندلوسيا، المؤسسة الرمزية لفن الأندلس، وهي بمثابة سفيرة للفلامنكو في جميع أنحاء العالم.
ومنذ أزيد من 20 عاما وهذه الفرقة تجوب مسارح العالم، وتحتضن أروع المواهب وألمع أسماء راقصي الفلامنكو: مثل اسريل غالفن وإيزابيل بايون ورافايل كامباليو وبلين مايا وباتريسيا غريرو ورافايلا كاراسكو، وآخرون.
ومن النادر أن يحتضن مكان هذا العدد من الحفلات الوازنة. لذلك يعد المسرح الوطني محمد الخامس رمزا للحياة الثقافية في الرباط، حيث كان شاهدا على لحظات فريدة في تاريخ مهرجان موازين.
وبفضل ديكورها المميز، وجوها الحميمي وجمال الأصوات التي تنبعث منها، أصبحت منصته من الأماكن المفضلة للنجوم المغاربة والمشاهير العالميين الذين يزورون العاصمة.
ويحتل مهرجان موازين، الذي ينظم تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، المركز الثاني من بين أكبر التظاهرات الموسيقية العالمية، كما يظل وفيا للدورات السابقة، من خلال اقتراح برامج انتقائية ومجانية لفائدة 90 في المائة من جمهور المهرجان.
ويعد مهرجان موازين من أكثر المهرجانات الراسخة في تاريخ المغرب، وذلك بفضل برنامجه الغني والمتنوع، وذلك خلال كل طبعة، والذي يصل به إلى أكبر عدد ممكن من الجماهير بشتى أطيافها، مع حضور أكثر من 2.5 مليون من رواد المهرجانات على مدار 9 أيام من الحفلات الموسيقية و7 منصات موزعة على مدينتي الرباط وسلا.
ومن خلال تقديم برنامج غني ومميز يجمع بين الفنانين المشهورين دوليا من هنا وفي أماكن أخرى، يجعل موازين من مدينتيه المضيفتين ملتقى طرق حقيقي للإيقاعات والتقاليد الموسيقية في العالم.