agora.ma
في سياق مرافعته أمام الغرفة الجنائية الإستئنافية بالدار البيضاء، في جلسة محاكمة توفيق بوعشرين الثلاثاء 21 ماي الجاري، تحدث ممثل النيابة العامة لدى محكمة الاستئناف بالبيضاء، عن حالات ضحايا بوعشرين كل على حدة، وذلك في سياق تبيان حقيقة الأمور منذ البحث الأولي في هذه القضية، وكذلك في سياق الرد على تقرير لجنة العمل حول الاعتقال التعسفي.
ووقف ممثل النيابة العامة عند حالتي الضحيتين عفاف برناني وامال الهواري، اللتين اتضح أنهما يعانيان من ما اسمته النيابة العامة “متلازمة ستوكهولم”، وهي حالة نفسية تجعل الضحية متعاطفة مع الطرف المسيء إليها، بل وتدافع عنه، وتعمل على تبرئته من الأفعال التي ارتكبها في حقها.
واستدل ممثل النيابة العامة، في هذا السياق، بحادثة “ستوكهولم بالسويد”، حيث سطا مجموعة من اللصوص على بنك كريديتبانكين Kreditbanken هناك في عام 1973، واتخذوا بعضاً من موظفي البنك رهائن لمدة ستة أيام، وخلال تلك المدة صار الرهائن يرتبطون عاطفياً مع الجناة، بل ذهبوا بعيدا في تعاطفهم، حين دافعوا عنهم أثناء المحاكمة، وطالبوا بتبرئهم وإطلاق سراحهم. إنها متلازمة ستوكهولم التي تجعل الضحية تتعاطف مع جلادها.
ورأى ممثل النيابة العامة أن هذه الحالة النفسية ومشاعرها غير منطقية ولا عقلانية، لأن الضحية لا تريد أن تفهم أن النيابة العامة بجانبها، لضمان حقوقها ولانصافها من الضرر الذي لحقها.
إلى ذلك أكد ممثل النيابة العامة أن جميع الضحايا والمشتكيات اقررن باحترام حقوقهن، سواء أمام الفرقة الوطنية للشرطة القضائية، أو أمام المحكمة، وانهم وقعن على بمحض ارادتهن على ما ادلين به من تصريحات، وأن عفاف برناني التي طعنت في محضر الاستماع إليها، واتهمت أحد ضباط الشرطة بتزوير محضر الاستماع إليها، ووجهت لدى مقاضاتها من طرف الضابط، بقرص مدمج يؤكد بالصوت والصورة أنها قبلت ما ورد في محضر الاستماع إليها، ووقعته بمحض ارادتها. وحسب النيابة العامة، فإن حالة عفاف برناني وامال الهواري، تدخل في سياق التعاطف مع الجاني، ومحاولة تقديم الولاء له والدفاع والتضامن معه، وهي الحالة النفسية التي اسمتها النيابة العامة”متلازمة ستوكهولم”، التي جعلتهما يدخلان في حالة تناقض كبير، إذ كانا اعترفا علانية، عبر وسائل التواصل الإجتماعي بالمعاملة الحسنة اثناء البحث معهن من طرف ضباط الشرطة القضائية، ونفي ذلك أمام المحكمة.