افتتحت مؤسسة البنك المغربي للتجارة الخارجية من أجل التربية والبيئة، الأربعاء، ست وحدات للتعليم الأولي بمدارس عمومية على صعيد إقليم الناظور.
وجرى افتتاح هذه الوحدات، بحضور وزير التربية الوطنية والتكوين المهني والتعليم العالي والبحث العلمي السيد سعيد أمزازي ووزير الثقافة والاتصال السيد محمد الأعرج ورئيسة مؤسسة البنك المغربي للتجارة الخارجية السيدة ليلى مزيان بنجلون، بكل من اولاد بوطيب والرجا في الله (الجماعة القروية بوعرك) ومدرسة عمرو بن العاص (الجماعة القروية إعزانن).
وتتوفر هذه الوحدات الجديدة، التي تم بناؤها وتجهيزها من طرف مؤسسة البنك المغربي للتجارة الخارجية، على وسائل رقمية وسبورات تفاعلية، وسيتم ربطها مستقبلا بالأنترنت.
وقال السيد أمزازي إن هذا العمل يندرج في إطار التعاون البناء الذي يجمع بين الوزارة ومؤسسة البنك المغربي للتجارة الخارجية لتفعيل البرنامج الوطني لتعميم وتطوير التعليم الأولي، والذي تجسده اتفاقية الشراكة الموقعة بمناسبة اليوم الوطني للتعليم الأولي المنظم بتاريخ 18 يوليوز 2018 بالصخيرات.
وجدد الوزير التأكيد على أن التعليم الأولي يحظى بأولوية الوزارة كمدخل من مداخل إصلاح منظومة التربية والتكوين وكآلية لتكريس المساواة وتكافؤ الفرص، لافتا إلى أن هذا الحدث يعكس العناية التي يتم إيلاؤها للوسط القروي من خلال تشجيع الإقبال على التمدرس وتوفير سبل النجاح.
كما أبرز السيد أمزازي الدور الذي تضطلع به مؤسسة البنك المغربي للتجارة الخارجية من أجل التربية والبيئة كشريك أساسي للوزارة من خلال العمل الجاد والبناء لأعضاء المؤسسة وانخراطهم في كل ما يهم القضايا الاجتماعية والإنسانية.
وأشار، في هذا الصدد، إلى برنامج “مدرسة.كوم”، الذي أطلقته المؤسسة، والذي يتوخى توفير التجهيزات والبنيات المدرسية، وتنظيم التكوينات لفائدة أطر التدريس، علاوة على توفير الأدوات البيداغوجية واستعمال التكنولوجيا الحديثة من أجل تعليم ذي جودة.
من جهتها، أكدت السيدة مزيان بنجلون أن التعليم الأولي يعد مرحلة أساسية في تنمية مهارات الأطفال وعاملا يساهم، بالتأكيد، في تحقيق النجاح الدراسي.
وأضافت أن عرض المؤسسة بهذا الخصوص يقترح نموذجا للتعليم الأولي المندمج في المنظومة التربوية، أبان عن أداء تعليمي جيد منذ إحداث أول مدرسة ضمن شبكة “مدرسة.كوم”، في العام 2000، ببوقانا (إقليم الناظور)، لافتة إلى أن المؤسسة تعتزم إطلاق أربع وحدات أخرى للتعليم الأولي في ماي المقبل.
وقالت إنه بداعي الانفتاح وتحقيق الجودة، جرى منذ إطلاق هذا المشروع، تبني مقاربة متعددة اللغات ومنهجية حديثة من خلال بلورة منظومة بيداغوجية تعزز الإدراك العلمي والوعي الفني وتعليم اللغات.
وأوضحت السيدة مزيان بنجلون أن الشراكة المبرمة مع الوزارة تمكن من توظيف الوسائل التكنولوجية، من قبيل الحواسيب والسبورات التفاعلية، في التدريس بأقسام التعليم الأولي، وذلك بغية تحسين جودة التعليم عبر إرساء آلية تربوية وبيداغوجية حديثة وفعالة.
من جهة أخرى، قام الوفد الرسمي، الذي تكون أيضا من عامل إقليم الناظور السيد علي خليل والمدير العام لوكالة تنمية جهة الشرق السيد محمد امباركي ومدير الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين السيد محمد ديب، بزيارة لمكتبة “تيرا” ببني انصار.
وتضع هذه المكتبة، التي تم تجديدها بمبادرة من مؤسسة البنك المغربي للتجارة الخارجية، رهن إشارة الجامعيين والباحثين والطلبة مجموعة وثائق تعالج موضوعات مختلفة.
وقال السيد محمد الأعرج، في تصريح للصحافة، إن هذه البنية الثقافية تضم 4000 مؤلف بشأن قضايا تتعلق، على الخصوص، بتاريخ المنطقة، علاوة على مواضيع ذات صلة بالعلوم الاجتماعية والإنسانية.
وأبرز أن هذه المكتبة تندرج في سياق الجهود المبذولة بشراكة مع القطاع الخاص، بغية النهوض بالحقل الثقافي وإحداث فضاءات ومراكز ثقافية وتعزيز التنمية الثقافية المرتكزة على مفهوم القرب.
ومن بين أهداف مؤسسة البنك المغربي للتجارة الخارجية، التي أحدثت في العام 1995 من طرف الرئيس المدير العام للبنك المغربي للتجارة الخارجية لإفريقيا السيد عثمان بنجلون، النهوض بالتعليم في الوسط القروي لفائدة الأطفال المعوزين، علاوة على الإسهام في المحافظة على البيئة.
وتعمل هذه المؤسسة، من خلال برنامجها “مدرسة.كوم”، على النهوض بجودة التعليم الابتدائي والأولي وإعداد التلاميذ ليكونوا مواطنين فاعلين ومسؤولين ومنفتحين وإفشاء قيم التسامح والحداثة والسلام والديمقراطية واحترام البيئة.