أكدت الجامعية الأسترالية، جسيكا سوان، أمس الجمعة، أن “نداء القدس” الذي وقعه صاحب الجلالة الملك محمد السادس، وقداسة البابا فرانسيس، يعتبر رسالة “واضحة” للعالم أجمع بشأن المكانة الروحية لهذه المدينة المقدسة، وطابعها المتفرد كمكان للقاء والتعايش السلمي.
وقالت الأستاذة الجامعية المتخصصة في مجال الإعلام ،والمدافعة الشرسة عن الحوار بين الديانات، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، إن هذا النداء يأتي في سياق جد حساس تحتاج فيه القضية الفلسطينية لدعم دولي قوي.
وأضافت أن “نداء القدس”، “يجسد التفرد والطابع المقدس لمدينة القدس، ويدعو الى حمايتها كتراث مشترك للإنسانية ،وبوصفها، قبل كل شيء، أرضا للقاء بالنسبة لأتباع الديانات التوحيدية”.
وتابعت جسيكا سوان، الصحافية السابقة في قناة “أ بي سي” الأسترالية “مبدئيا، اعتبرت القدس على الدوام مكانا للقاء ورمزا للتعايش السلمي للديانات الثلاث ،ومركزا لقيم الاحترام المتبادل والحوار، الذي يتعين على الجميع حمايته”.
وبخصوص التسامح الديني ،الذي يميز المملكة، أكدت السيدة سوان أن اليهود والمسيحيين والمسلمين يعيشون في سلام وفي إطار الاحترام المتبادل في هذا البلد المتشبع بقيم التسامح واحترام الآخر.
وفي هذا السياق، أكدت الجامعية الأسترالية على أهمية الإصلاحات التي أطلقها المغرب منذ سنة 2003، والتي “تبرهن على الحكمة والنضج الثقافي والايديولوجي للبلد ،وتمسكه العميق بمبدأ احترام الاختلافات”.
وقالت “كإمرأة أسترالية مسلمة، أشيد بدور المغرب لتمسكه بالحياد التقليدي في دبلوماسيته السياسية ،والدينية ،والثقافية في منطقة أصبحت أكثر تعقيدا ما بعد الربيع العربي”.
وفي معرض حديثها عن الزيارة التاريخية لقداسة البابا فرانسيس للمغرب يومي 30 و31 مارس ،أكدت أن هذه الزيارة بمثابة رسالة للوحدة تردد صداها في جميع أنحاء العالم، مشيرة الى أن ذلك يجسد اللقاء حول القيم الإنسانية المشتركة التي تشكل عاملا أساسيا “لإنسانيتنا”.
واعتبرت ان رسائل جلالة الملك والبابا فرانسيس تعتبر هامة جدا في وقت تثار فيه، على العديد من الجبهات، الشكوك في المسارت الجيوسياسية نحو السلام ،بالاضافة إلى أن الفراغ ولد انقسامات حيث توجد روابط إنسانية مشتركة ،مشيرة الى أن هذه الرسائل النبيلة تحظى بأهمية خاصة مع تزايد الإيديولوجيات الدينية والوطنية المتطرفة .
وفي السياق الأسترالي، تضيف الاستاذ الأسترالية، تم الإحساس بهذه الشرور عقب الاعتداءات الارهابية لمتطرف أسترالي على مسجدين ،الشهر الماضي ،في نيوزيلندا ،مما خلف مقتل 50 من المصلين وإصابة آخرين بجروح.