جدد رئيس مجلس المستشارين، السيد حكيم بن شماس، اليوم الأربعاء بالرباط، التأكيد على الرفض الجماعي لأي تغيير للوضع القانوني للقدس الشريف تحت أي ذريعة كانت، في انتظار تجسيد احترام الشرعية الدولية.
وشدد السيد بنشماس، في كلمة خلال افتتاح أشغال الدورة ال14 لمؤتمر اتحاد مجالس الدول الأعضاء في منظمة المؤتمر الإسلامي، الذي ينظم تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، على ضرورة التراجع عن القرارات المتخذة في الفترة الأخيرة من طرف عدد من الدول في هذا الشأن، داعيا في هذا السياق إلى مراجعة القرار الأمريكي المتعلق بوقف تمويل وكالة الأمم المتحدة لغوث اللاجئين.
واعتبر السيد بنشماس أن هذه الوضعية لم تعد تسمح بالتباطؤ أو التراخي، مما يستوجب التحرك على كل المستويات، جهويا وقاريا ودوليا من أجل استرداد الزخم الذي عرفته قضية فلسطين العادلة منذ سنوات خلت، بفضل تضحيات أبنائها وتضامن حلفائها الطبيعيين من الشعوب العربية والإسلامية وكل الأحرار ومحبي السلام في العالم.
ولفت الانتباه إلى أن العالم يشهد اليوم تقاطبات وتكتلات وتش كل تحالفات جديدة غير مسبوقة في تنوعها وكثافتها وتسارعها منذ منتصف القرن الماضي، مما يفرض على الاتحاد، بصفته أحد التعبيرات السيادية في البلدان الإسلامية، استحضار هذه التحولات من أجل سن الاستراتيجيات الطويلة الأمد بهدف الحفاظ على الكيانات الإسلامية في عالم اليوم.
وأضاف أن هذا الوضع يستوجب أكثر من أي وقت مضى دعم وتقوية وتطوير علاقات التنسيق والتعاون بين الدول الإسلامية على جميع مستويات التفكير والاستباق والقرار، درء لكل الآثار المحتملة لهذه التحولات التي تكون في الغالب نتيجة سياسات القوى الكبرى في عالم اليوم، مؤكدا على أهمية الأدوار المنوطة بهذه المجالس، “كتعبير عن الإرادات الشعبية في بلداننا، وكمؤسسات لتعزيز التلاحم الوطني فيها، وكأدوات فعالة في ترسيخ السياسات الكفيلة بحماية كياناتنا الوطنية واستقرار بلداننا وأمن شعوبنا الديني والروحي”.
وأكد بهذه المناسبة على ضرورة التصدي لكل دعاة التطرف والغلو والكراهية وما يترتب عن ممارساتهم وجرائمهم من تشويه لصورة الإسلام والمسلمين، داعيا في هذا السياق إلى العمل على تعزيز التعايش المبني على التسامح على أساس احترام القيم والمبادئ الإنسانية.
وفي هذا الصدد، سجل السيد بن شماس أن الطفرة الإعلامية الراهنة أبانت عن مدى الأهمية الاستراتيجية لكل وسائل ووسائط التواصل، داخل البلدان الإسلامية وبالعالم، إذ مكنت من تبديد حواجز عديدة بين بلدان العالم وبين الأشخاص والمجموعات، مؤكدا الحاجة إلى العمل على توفير المناخ الأمثل من أجل تيسير مشاركة المواطنين في التبادل المعلوماتي والمعرفي بين الشعوب الإسلامية وبين شعوب بقية العالم.
وشدد على ضرورة استثمار هذه الأدوات التي تتيحها الطفرة الإعلامية والمعلوماتية في إبراز صورة الشعوب الإسلامية باعتبارها فضاء تؤثثه قيم التسامح والتعايش والتكافل، والتوجه نحو الاضطلاع بالمهمات ذات الأولوية لهذه الشعوب، والمتمثلة في تحقيق التنمية والديمقراطية بالنسبة لجميع فئاتها، وفي مقدمتها المرأة باعتبارها نصف المجتمع.
وأضاف السيد بن شماس، خلال افتتاح أشغال هذا المؤتمر الذي ينظم على مدى يومين، أن هذه الدورة تنعقد في ظروف بالغة الدقة والحساسية سواء بالنسبة للدول الإسلامية أو للعالم ككل، مشيرا إلى أن هذا المؤتمر يشكل مناسبة لبلورة قرارات هامة، وذلك من خلال عمل اللجن أكان على المستوى السياسي أو الاقتصادي أو البيئي أو القانوني أو في مجال حقوق الإنسان أو ما يتعلق بحوار الأديان.
وتتضمن أشغال هذه الدورة بالخصوص، انتخاب هيئة المكتب، واعتماد تقرير الدورة الـ21 للجنة العامة للاتحاد، ودراسة واعتماد عدد من التقارير ومشاريع القرارات المقدمة في اجتماعات سابقة، فضلا عن ترشيح أعضاء اللجنة العامة للاتحاد لسنة 2019، وترشيح أعضاء اللجنة التنفيذية للاتحاد وأعضاء اللجان الدائمة المتخصصة لسنة 2019.