فيديو: المفوض الأممي لحقوق الإنسان: المغرب نموذج يحتدى به في مكافحة التطرف
دعا زعيم المعارضة الفنزويلية خوان غوايدو من جديد إلى التظاهر “في كافة أنحاء البلاد” الثلاثاء، وهو اليوم الخامس للانقطاع الهائل في التيار الكهربائي الذي يشلّ فنزويلا التي تعاني أصلاً شحاً في الأغذية.
من جهته أطلق الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو مساء الاثنين دعوة للشعب إلى “مقاومة حيّة” ضدّ ما يقول إنها هجمات أعدتها “الولايات المتحدة” ضدّ الشبكة الكهربائية في فنزويلا بهدف التمهيد إلى تدخل عسكري.
وأقرّ البرلمان الاثنين حالة الإنذار الوطني بسبب الوضع الغذائي والصحي “السيئ جداً” بعد 100 ساعة من دون كهرباء، وذلك بطلب من خوان غوايدو الذي أعلن نفسه رئيساً بالوكالة واعترفت به 50 دولة.
بدوره أعلن مادورو في خطاب نقله التلفزيون الرسمي، “أطلق دعوة لكلّ القوى الاجتماعية والشعبية” إلى “مقاومة حية”، ذاكراً خصوصاً الـ”الكوليكتيفوس” وهي عبارة عن مجموعات من مواطنين، ينظمون خدمات اجتماعية على مستوى الأحياء، بعضها عنيف ويتصرف كمجموعة مسلحة.
ورأى مادورو أن الهجمات ضدّ شبكة الكهرباء مؤشر على رغبة خفية من الولايات المتحدة لدفع الشعب نحو “اليأس”، من أجل إعادة تحريك محاولات إدخال المساعدات الإنسانية بالقوة وتبرير تدخل عسكري أميركي.
وينصّ مرسوم الإنذار الوطني الذي أقرته الجمعية الوطنية على الدعوة إلى “تعاون دولي” لإخراج البلاد من الأزمة.
وعلى الرغم من عودة الكهرباء تدريجياً إلى معظم أحياء العاصمة، إلا أن الوضع يبقى فوضوياً بالنسبة للسكان، إذ يضطر هؤلاء إلى دفع أثمان باهظة مقابل الماء والغذاء. والدولار هي العملة الوحيدة التي يجري تداولها حالياً في كل ركن من أركان البلاد.
وأعلنت الحكومة عن يوم عطلة الثلاثاء أيضاً. والبلاد التي خرجت للتو من عطلة المهرجانات، متوقفة عن العمل منذ الجمعة صباحاً.
وشدد غوايدو على أن “الوضع ليس طبيعياً في فنزويلا ولن نسمح لأنفسنا بالتأقلم مع هذه المأساة”، داعياً مؤيديه إلى التظاهر ابتداء من الساعة 15,00 (19,00 ت غ) في كلّ البلاد وفي كراكاس.
وأمر غوايدو أيضاً بتعليق شحنات النفط إلى كوبا، مدافعاً عن حاجة فنزويلا “توفير الطاقة” في وقت تواجه فيه البلاد أسوأ أزمة طاقة في تاريخها على الرغم من أنها تملك أكبر احتياطي نفطي في العالم.
وتابع غوايدو “لا مزيد من النفط إلى كوبا” التي تستقبل يومياً 90 ألف برميل من نفط حليفتها فنزويلا تنفيذاً لاتفاقات ثنائية وقعها الرئيس الراحل هوغو تشافيز مع كوبا.
لكن من غير المحتمل أن ينفّذ تعليق تصدير النفط إلى كوبا، لطالما يحظى مادورو بدعم الجيش الذي يدير قطاع النفط. وأثار موقف غوايدو استياء هافانا التي استنكرت في بيان ما وصفته بأنه “أكاذيب”.
من جهته، انتقد وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو “الدور المركزي لكوبا وروسيا” في “تقويض الأحلام بالديموقراطية والازدهار لدى الفنزويليين”. وأعلن عن سحب كل الممثلين الدبلوماسيين المتبقين في فنزويلا.
وبحسب الدستور الفنزويلي، فإن حالة الإنذار الوطني – وهي مرحلة تمهيدية لحالة الطوارئ- تفتح الباب نظرياً أمام إدخال 250 طناً من المساعدات الإنسانية المكدسة على حدود البلاد والتي تمنع الحكومة إدخالها وتعتبرها محاولة أميركية لتبرير تدخل عسكري في فنزويلا.
وعزا مادورو العطل الكهربائي إلى هجمات “إلكترونية” أعدتها الولايات المتحدة مع المعارضة ضدّ المحطة الكهرومائية الأساسية في البلاد.
ويرى غوايدو أن الأسباب التي طرحها مادورو هي عبارة عن “سيناريو هوليوودي”، مستنكراً أمام النواب “فساد وعدم كفاءة” المؤسسات العامة للكهرباء.
وبحسب جمعيات غير حكومية، تسبب العطل الكهربائي حتى الآن بوفاة 15 مريضاً في المستشفيات غير المزودة بغالبيتها بمولدات كهربائية. ونفى وزير الصحة كارلوس ألفارادو الأحد وقوع حالات الوفاة تلك.
لكن من الصعب معرفة ما يحصل حقاً في البلاد بسبب انقطاع وسائل الاتصال.
وأعلنت حكومة دونالد ترامب بالفعل عن سلسلة عقوبات اقتصادية خصوصاً ضد شركة النفط العامة بديفيسا.
والمواجهة بين غوايدو ومادورو متواصلة منذ 23 كانون الثاني/يناير. وقال بومبيو إن الولايات المتحدة “تفضّل لو أن الأمور تتطور بسرعة أكبر”، مضيفاً “لكن لدي إيماناً تاماً”، فالأمور “تسير بالاتجاه الذي يريده الفنزويليون وستستمر كذلك”.
وعبر الاثنين أكثر من خمسة آلاف فنزويلي غلى كولومبيا عبر “ممر إنساني” فتحته سلطات كراكاس مؤقتا بعد أسبوعين من إعلاق الحدود، وفق سلطة الجمارك الكولومبية.
وأتاح ذلك لأكثر من 3300 طالب فنزويلي العودة إلى المدرسة ولنحو 1800 من الكبار بالحصول على علاج طبي.