تتجه الأنظار مساء اليوم الأربعاء (27 شباط/ فبراير 2019) إلى ملعب سانتياغو برنابيو، حيث ستقام مباراة إياب نصف نهائي كأس إسبانيا في كلاسيكو بين الغريمين برشلونة وريال مدريد. ويحمل هذا الكلاسيكو أهمية خاصة نظراً لاقتراب المتأهل من التتويج بلقب كأس الملك في وقت يحلق فيه برشلونة في صدارة الليغا.
وفي مثل هذه المباريات عادة ما تتجه الأنظار إلى النجم الأرجنتيني ليونيل ميسي، خصوصاً بعد أن أثبت استعداده الكامل لهذا الكلاسيكو في مباراة برشلونة السابقة بثلاثية رائعة في شباك أشبيلية لينقذ الفريق الكاتالوني من الخسارة في الأسبوع الـ25 من الدوري الإسباني. ولم يتوقف تألق البرغوث الأرجنتيني في هذا المباراة على تحقيق ثلاثيته الخمسين، بل وبصناعته للهدف الرابع لبرشلونة الذي سجله الأوروغوياني لويس سواريز.
لكن كيف سيكون الحال مساء اليوم في مباراة مصيرية تقرب بشكل كبير من حسم أولى ألقاب الموسم؟ هناك ثلاثة أسباب تجعل ميسي الأقرب للفوز بهذا الكلاسيكو المصيري.
ضحية ملكية مفضلة
يعد ريال مدريد من أحد أبرز الضحايا المفضلين لليونيل ميسي، فقد سجل في شباكه الملكية 26 هدفاً في 39 مواجهة جمعت بين برشلونة وريال مدريد. وأغلب هذه الأهداف كان سانتياغو برنابيو مسرحاً لها، ففي آخر ثلاث مباريات بين الغريمين العملاقين في مدريد تمكن ميسي من تسجيل ثلاثة أهداف وصناعة هدف واحد.
لكن النجم الأرجنتيني أخفق في رفع هذه الغلة في ذهاب كأس الملك بملعب كامب نو مطلع شباط/ فبراير الجاري. وبالتالي فإنه من المؤكد أن ميسي سيبذل كل ما في وسعه لرفع رصيده من الأهداف في المرمى الملكي.
تاريخ برشلونة في البرنابيو
منذ بدء حقبة مدربه الأسبق بيب غوارديولا في صيف 2008 لم يخسر النادي الكاتالوني أمام ريال مدريد على ملعب سانتياغو برنابيو سوى ثلاث مباريات. وفي الفترة ذاتها حقق برشلونة الفوز في عشر مباريات، أبرزها فوزه الأسطوري بـ6 أهداف مقابل هدفين بقيادة مدربه الأسبق غوارديولا، وبالرباعية النظيفة بقيادة مدربه السابق لويس إنريكي، وبثلاثية نظيفة بقيادة مدربه الحالي إرنستو فالفيردي في الموسم الماضي.
لكن يبقى من الغريب أن نتائج برشلونة تصبح أسوأ في المواجهات مع ريال مدريد على ملعبه وبين جمهوره مقارنة بتلك التي يخوضها على البرنابيو، فقد مُني بست هزائم أمام مدريد منذ بداية موسم 2008-2009.
مشاكل ريال مدريد
يبدو أن المدير الفني لريال مدريد الأرجنتيني سانتياغو سولاري لم يصل بعد إلى مرحلة من الاستقرار في مستوى النادي الملكي. فبعد فترة من النجاح النسبي بين يناير/ كانون الثاني وفبراير/ شباط 2019 خسر الملكي على أرضه مباراة أمام جيرونا في الدوري. كما لم يتمكن من الفوز على ليفانتي إلا بضربتي جزاء، ورافق الأمر جدل كبير على صحة قرار مساعدة تقنية الفيديو المساعد “الفار”.
وحين تكون قرارات “الفار” بالمستوى المطلوب في مباراة اليوم الأربعاء، سيكون من الصعب على ريال مدريد مواجهة الفريق الضيف الذي تشهد صفوفه انطلاقة قوية نحو تحقيق لقب الكأس الأكثر تتويجاً به.
وقبل بداية الموسم الحالي، اختص ميسي بطولة دوري أبطال أوروبا بأنها البطولة الأكثر من غيرها استحواذاً على تفكير الفريق. وفي ضوء هذا بدا في مرات عديدة أن برشلونة يميل إلى تفضيل بطولة على الأخرى في الموسم الحالي، ولكن الفريق يبدو الآن راغباً في تكرار إنجاز الثلاثية التاريخية للمرة الثالثة في تاريخه.
ويحتاج برشلونة إلى الفوز على مضيفه ومنافسه التقليدي العنيد أو التعادل بنتيجة أكبر من 1 / 1 ليتأهل إلى النهائي ويصبح على بعد خطوة من لقب البطولة.
من الجدير بالذكر، فإن النادي الملكي ومنذ فوزه بلقب كأس الملك عام 1993 لم يلعب في نهائي الكأس سوى خمس مرات، وكان ذلك في أعوام 2002 و2004 و2011 و2013 و2014، وفاز في اثنين منها عامي 2011 و2014.
بالمقابل فاز الكاتالوني في الفترة ذاتها بثمانية ألقاب ملكية في الأعوام 1997 و1998 و2009 و2012 و2015 و2016 و2017 و2018، ووصل إلى المباراة النهائية إحدى عشرة مرة، حيث نال الوصافة في الأعوام 1996 و2011 و2014.