فيديو: المفوض الأممي لحقوق الإنسان: المغرب نموذج يحتدى به في مكافحة التطرف
agora.ma
أقدمت جماعة العدل والإحسان المغربية، صباح أمس الأربعاء 6 فبراير 2019، على إصدار بلاغ، لم تكتف فيه باستنكار إغلاق وتشميع ثلاث مقرات لا علاقة لها بتجمعات العائلات والأقارب، تخص ثلاثة من أعضاء الجماعة في الدار البيضاء والقنيطرة وأكادير، بل بادرت إلى اتهام منابر إعلامية بنشر “مغالطات واتهامات لتبرير ما اسمته الجماعة انتهاكا شنيعا”، بدعوى قربها من أجهزة الدولة.
وبادرت الجماعة إلى الترويج لمغالطات متهافتة بعد عملية إغلاق المقرات الثلاثة، استناد إلى قرار إداري، قابل للطعن أمام المحاكم الإدارية المغربية. وأصرت قيادة الجماعة وحواريوها في مواقع التواصل الإجتماعي على عدم التفريق بين البيت وحرمته وحرمة أهله وبين صالون الضيافة أو “النصرية”، وبين مقرات لا تمث بصلة بتجمعات الأسرة والأهل والأقارب.
ماذا تقصد الجماعة بكون السلطات تقتحم وتغلق بيوت بعض أعضائها في الدار البيضاء والقنيطرة وأكادير،؟هل يعني هذا أن عناصر السلطة تقتحم البيوت والمنازل وتخرج أهلها من آباء وأمهات وأطفال وشيوخ وترمي بهم في الشارع، ثم تغلقها، أم ماذا تحديدا؟!
هل تعني قيادة الجماعة، فعلا ما تقول وتروج له كذبا وبهتانا، ألا تريد التفريق بين بناية خاصة بالأسرة وتسمى بيتا أو منزلا، وبين بناية يختلط فيها أناس لا تجمع بينهم علاقة القرابة جميعهم، وتسمى مقرا لمزاولة نشاط دعوي أو نقابي أو سياسي أو جمعوي؟
إن كانت الجماعة تقصد بالبيت “صالون الضيافة” ويسميه بعض المغاربة “النصرية”، أو قاعة مخصصة للاجتماعات أو للحفلات، فلا شك أنها “اكسييوارات” ملحقة بالبيوت عن طريق الإحتيال، بعيدا عن أعين السلطات المختصة، ولا شك أيضا أن هذه “الإكسسوارات” معزولة فعلا عن حرمة البيت وحرمة من فيه، بهدف احتضان أنشطة خارج نطاق تجمعات الأسرة والأقارب. علما أن ما تسميه الجماعة بيوت أعضائها تضم أركانا للوضوء ولصلاة جماعة لا تشبه صلاة المغاربة.”
كيف يعقل أن تتخذ جماعة تدعو إلى “ الخلافة على منهاج النبوة”، الكذب سلاحا لمواجهة القانون والتحريض على عدم الامتثال له. يبدو أن الجماعة وقيادتها وأتباعها أقنعوا أنفسهم أن عرقهم وإيمانهم فوق عرق وإيمان المغاربة، فكأن حال لسانهم يقول “إننا نطل على الجنة ومن حقنا أن نجهز بيوتا تليق بنا نحن أحباء الله”. يصرون على تزكية أنفسهم، والله نهى نهيا قاطعا، في سورة “النجم”، عن تزكية المؤمنين لأنفسهم لأنه أعلم بالمتقين.