كد وزير الطاقة والمعادن والتنمية المستدامة السيد عزيز رباح، اليوم الأربعاء بالدار البيضاء، أن استثمارات المغرب في القطاع الطاقي ستفوق أزيد من 40 مليار دولار بحلول سنة 2030، في إطار سياسته الرامية إلى تشجيع الاستثمار الطاقي، وفي الطاقات المتجددة بالخصوص.
وقال السيد رباح، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء في ختام زيارته لأروقة العرض المقامة في إطار لنسخة ال24 للمؤتمر الدولي لهندسة الطاقة الشمسية المركزة والعمليات الكيميائية ( سولير بيس) ، إن 30 مليار دولار من تلك الاستثمارات ستخصص لمشاريع الرفع من الإنتاج الطاقي انطلاقا من الطاقات المتجددة، وهو ما يشكل،برأيه، فرصا كبيرة للقطاع الخاص الوطني والإقليمي والدولي.
وأشار إلى أن المغرب يبذل جهودا كبيرة في هذا المجال، من خلال اتخاذ عدة تدابير وتطوير ترسانته التشريعية، لتحسين مناخ الأعمال وتوفير إطار لاستقطاب المستثمرين الخواص من داخل المغرب وخارجه، مؤكدا أهمية الرأسمال المخصص من طرف المملكة للنهوض بالبيئة وتنمية قطاع الطاقات المتجددة.
وأضاف أن هذه الاستراتيجية الطاقية تنسجم والتوجهات السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس والتزامه الشخصي في إطار مختلف المشاريع والمبادرات التي أطلقتها المملكة في الميدان الطاقي، مسجلا أن المغرب يتطلع إلى رفع حصة الطاقات المتجددة إلى 42 في المائة بحلول سنة 2020 و52 في المائة في أفق 2030.
وأبرز أن الاستهلاك الطاقي في المغرب في تزايد مستمر، وأن تلبية الطلب الداخلي على الطاقة يعتمد بشكل شبه كلي على الاستيراد، مشيرا إلى أن الاستهلاك الوطني الإجمالي للطاقة الأولية وصل إلى 8ر20 مليون طن سنة 2017 (9ر55 في المائة من النفط، 5ر25 في المائة من الفحم).
وذكر السيد رباح أن حوالي 80 مجموعة اقتصادية أبدت اهتمامها بمشروع الغاز المسال بميناء الجرف الأصفر، والذي تبلغ كلفته الاستثمارية الإجمالية حوالي 5ر4 مليار دولار، منوها إلى أن الوزارة بصدد وضع اللمسات الأخيرة للإعلان عن طلبات عروض خاصة بالمشروع.
وشدد بالمناسبة على أن المغرب يمتلك كل الوسائل اللازمة لكي يضطلع بدور ريادي في مجال الانتقال الطاقي العالمي، من خلال تحوله إلى مركز طاقي لتبادل الكهرباء المستدامة، مذكرا بالتدابير والأوراش التي انخرطت فيها المملكة، وخاصة في مجالات التكوين والبحث والتنمية، والاندماج الصناعي في مجال الطاقات المتجددة.
وترأس السيد رباح، عقب جولته بمختلف الأروقة، حفل توقيع اتفاقية بين معهد البحث في الطاقة والطاقات المتجددة ومركز البحث التابع لجامعة أديلاييد، إضافة إلى حضوره توقيع اتفاق تعاون بين الشركة الألمانية (إس سي سيرفس) والمقاولة المغربية الناشئة (فراشة سيستم).
ويشار إلى أن هذه المقاولة الشابة كانت من بين المقاولات المتوجة بجوائز برنامج الابتكار في التكنولوجيا النظيفة( كلين تيك ) في نسخته الثالثة، المنظمة في إطار الدورة العاشرة للمعرض الدولي للتكنولوجيا والتجهيز في مجال الخدمات البيئية والتنمية المستدامة، التي افتتحت مساء أمس الثلاثاء بالمكتب الدولي للمعارض بالدار البيضاء.
وحاز المشروع الذي قدمته “فراشة سيستم ” على الجائزة الكبرى، ويتعلق بالبحث ورصد الحقول الشمسية، حيث يقدم حلولا للكشف عن جميع العيوب الخفية وغير المرئية للعين، في وقت أسرع 10 مرات، وأكثر دقة بفضل الكاميرات الحرارية والبصرية المضمنة في طائرة بدون طيار أو مركبة أرضية.
ويعرف هذا المؤتمر، الذي يعقد على مدى أربعة أيام، مشاركة أكثر من 500 من الشخصيات والخبراء يمثلون أزيد من 40 بلدا، بمن فيهم خبراء معروفين، وأصحاب القرار وفاعلين سياسيين واقتصاديين على أعلى مستوى، حيث يشكل هذا المؤتمر فرصة سانحة لتبادل الخبرات والمعارف من أجل تطوير قطاع الطاقة الشمسية خاصة حول محطة الطاقة الشمسية الديناميكية المركزة.