فيديو: المفوض الأممي لحقوق الإنسان: المغرب نموذج يحتدى به في مكافحة التطرف
تعتبر وحدة الرسم التقريبي وحدة أمنية أساسية وحيوية في مسلسل فك ألغاز الجريمة، باعتبارها وحدة تدعم عمل الضابطة القضائية في القيام بالتحريات اللازمة للتعرف على مرتكبي الجنايات وتقديمهم إلى العدالة.
ولتسليط الضوء على عمل هذه الوحدة الحيوية، أعدت المديرية العامة للأمن الوطني رواقا خاصا بها، بمناسبة الدورة الثانية لأيام أبوابها المفتوحة، المنظمة بمراكش من 26 إلى 30 شتنبر الجاري، لتمكين المواطنين من الإلمام بمهامها والتعرف على التقنيات والمعدات التي تستعملها.
وفي هذا الصدد، أوضح مصدر بعين المكان أن الشرطة تلجأ إلى الرسم التقريبي عندما لا تكون آثار الجاني متوفرة، معتمدة فقط على ذاكرة الضحية التي احتفظت بصورة وأوصاف الجاني.
وأبرز المصدر ذاته، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء بالمناسبة، أن المهمة الرئيسية للوحدة هي ترجمة تلك الأوصاف الموجودة في ذاكرة الضحية إلى رسم تقريبي لملامح وجه الجاني، لمساعدة ضباط الشرطة القضائية على إنجاز أبحاثهم وتحرياتهم.
وبخصوص المدة التي يتطلبها إنجاز رسم تقريبي، أوضح أنها يمكن أن تتراوح بين بضعة أيام إلى بضعة أشهر، بحكم أن وحدة الرسم التقريبي هي وحدة متعددة الاختصاصات، وتناط إليها كذلك مهمة إعادة تكوين ملامح وجوه الجثث المتحللة التي لا يمكن التعرف عليها، مضيفا أن هذه العملية معقدة وتتطلب تدخل عدة أطراف، كالطب الشرعي ومختبر الشرطة العلمية والتقنية، لذلك قد تصل مدة إنجازها إلى قرابة الأربعة أشهر.
وفي ما يتعلق بالصعوبات التي تواجه عمل عناصر وحدات الرسم التقريبي، أوضح المصدر ذاته أنه من بين أهم الصعوبات هو عدم تمكن بعض المواطنين من وصف الجناة، لكن عناصر هذه الوحدات تتوفر على تقنيات تواصلية خاصة، وتتلاءم مع مستوى كل مواطن لمساعدته على تذكر ملامح الجناة ووصفها بكل دقة.
وبخصوص اهتمام زوار الدورة الثانية لأيام الأبواب المفتوحة للمديرية العامة للأمن الوطني برواق الرسم التقريبي، أبرز المصدر أن المواطنين يبدون اهتماما وفضولا كبيرين بكيفية عمل الوحدة، خصوصا الفئات الناشئة منهم، مضيفا أنه يغتنم فرصة زيارتهم للرواق لتقديم كل الشروحات الضرورية وكل النصائح اللازمة لكي يركز المواطن على تذكر ملامح وجوه الجناة في حالة وقوع جريمة.
ويأتي تنظيم هذه الأبواب المفتوحة تنفيذا للتعليمات الملكية السامية القاضية بتحديث المرفق العام الشرطي، وتجويد الخدمات الأمنية المقدمة لعموم المواطنين والأجانب المقيمين بالمغرب والسياح الزائرين.
وتطمح هذه التظاهرة التواصلية، التي تستمر فعاليتها إلى غاية 30 من الشهر الجاري بساحة باب الجديد بمراكش، أن تشكل تكريسا حقيقيا للمقاربة التواصلية التي اعتمدتها المديرية العامة للأمن الوطني، لتنفيذ مبدأ الشرطة المواطنة.
كما تهدف التظاهرة، بأبعادها التحسيسية ومقاصدها التوعوية، إلى دعم انفتاح المديرية العامة للأمن الوطني على محيطها المجتمعي، وإطلاع المواطن على كافة المهام التي تضطلع بها مختلف الوحدات والتشكيلات الأمنية المجندة لخدمته وضمان أمنه وسلامة ممتلكاته، وكذا استعراض جميع التجهيزات والمعدات والآليات المتطورة الموضوعة رهن إشارة مصالح الأمن الوطني.