تشهد العلاقات بين الولايات المتحدة وتركيا توترا منذ نحو سنتين، إلا أن الأمر تفاقم كثيرا بعيد إعادة انتخاب الرئيس رجب طيب اردوغان في حزيران/يونيو.
وكان الخلاف يتمحور حول طريقة التعاطي مع الملف السوري، ورفض واشنطن تسليم أنقرة الداعية الإسلامي التركي فتح الله غولن لمحاكمته بشأن دوره المزعوم في المحاولة الانقلابية الفاشلة في تموز/يوليو 2016. وفي تموز/يوليو، توترت العلاقات مجددا بسبب احتجاز أنقرة القس الأميركي أندرو برانسون.
وقالت المتحدثة باسم البيت الأبيض ساره ساندرز في اليوم التالي لانتخابه “نشجع تركيا على اتخاذ خطوات لتعزيز الديموقراطية”.
وأضافت “نعمل على ترتيب مكالمة هاتفية بين الرئيس (دونالد ترامب) والرئيس التركي للتأكيد على الروابط القوية بيننا”.
واكتفت وزارة الخارجية بالقول أنها “تحترم” نتيجة الانتخابات.
ودعا ترامب اردوغان على تويتر إلى الإفراج عن القس، واصفا الاستمرار في احتجازه بأنه “عار كبير”.
ويتهم برانسون الذي يعيش في تركيا منذ 20 عاما والمعتقل منذ تشرين الأول/اكتوبر 2016 بمساعدة شبكة غولن وحزب العمال الكردستاني المحظور. وتعتبر أنقرة وواشنطن هذا الحزب “منظمة إرهابية”.
ويتهم برانسون كذلك بالتجسس لأغراض سياسية وعسكرية. ولكنه ينفي جميع التهم الموجهة إليه.
وقال وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو “نرحب بهذه الأنباء التي طال انتظارها .. ولكنها ليست كافية”.
وفي وقت لاحق، طالب ترامب تركيا بالافراج عن القس “فورا”، محذرا من أن الولايات المتحدة مستعدة لفرض “عقوبات هائلة” على تركيا.
بعد ذلك بأيام، اتهم اردوغان واشنطن بالتفكير بعقلية “تبشيرية صهيونية”.
وانخفض سعر الليرة التركية وخسرت 16% من قيمتها مقابل الدولار في يوم واحد.
وتحدث اردوغان عن “حرب اقتصادية” ودعا الاتراك الى دعم عملتهم من خلال استبدال أي أموال أجنبية لديهم بالليرة التركية. وقال “هذا نضال وطني”.
وقال “من الخطأ التجرؤ على تركيع تركيا من خلال التهديدات بسبب القس”.
وأضاف “عار عليك، عار عليك. انت تستبدل شريكا استراتيجيا في حلف شمال الاطلسي بقس”.
في الخامس عشر من الشهر نفسه، زادت تركيا بشكل كبير الرسوم الجمركية على العديد من البضائع القادمة من الولايات المتحدة مثل السيارات والتبغ. وقال نائب الرئيس التركي فؤاد اوكتاي إن هذا القرار هو “رد على الهجمات المتعمدة من الإدارة الاميركية على الاقتصاد التركي”.
واعتبر البيت الابيض أن “التعريفات الجمركية التركية الجديدة هي بالتأكيد مؤسفة وخطوة في الاتجاه الخطأ”.
ورفضت في اليوم نفسه محكمة تركية طلبا جديدا لرفع الإقامة الجبرية عن القس الأميركي.