بصوتها الساحر نجحت لاكيدارا في تطويع الألحان من خلال أسلوب فني يُبحر في ريبيرتوار الموسيقى الشعبية والتقليدية المشتركة لثقافة وحضارات شعوب البحر الأبيض المتوسط، راسمة لوحة كوريغرافية حافلة بالمعاني التاريخية والكونية.
حتى العصافير تحلقت على الشجر تتأمل معزوفات خلابة نسجها الصوت الذهبي للديفا الإيطالية، محفوفة بالقيثيارة الكلاسيكية لدانييل سانتيمون، وأنريكو تريانيولي على آلة الباس.
أمام جمهور عالي الحماسة، سافرت المغنية الإيطالية كثيرا، وأثرت في كل محطة خصائص ريبيرتوار وموسيقى البلد الذي تحط به الرحال، سفر كان في كل مرة مرآة عاكسة لموهبتها الفذة، ثقافتها الفنية الواسعة وقدراتها على الآداء، من خلال أغان ك “روز”، “سكامبيو”، “كانت غيت يو أوت أوف ماي هيد” للفنان الأسترالي الشهير كايلي مينيوغ، إلى جانب أغان قامت بترجمتها عن لغات عديدة.
بسحر فني عال تنبض به الفنانة الإيطالية، صدحت ثقافات عديدة متخمة بتراث ومشاعر وتعبيرات موسيقية وقيم مشتركة. تراث مشترك، ترجمته بروعة، وأكدت تجذرها في التاريخ المشترك في البحر الأبيض المتوسط.
وأتاحت ابنة جزيرة صقلية، الفرصة لجمهور مهرجان موازين (22-30 يونيو) للتمتع بإيقاعات آلات العازفين المتمرسين “دانييل سانتيمون” و”إنريكو تيرانغولي” تحت تصفيق الجمهور المولع بجمال الموقع، والصوت الإيطالي الساحر وعازفي القيثار.
في ثوبها العائم، تحركت الفنانة الإيطالية برشاقة على إيقاع أوتار القيثارات، وفسرت كل أغنياتها بكلمات مقتضبة، بشغف باد، قبالة جمهور متعطش، مولع بالصوت الملائكي أحيانا والطربي أحيانا أخرى.
ابنة صقلية تركت المجال أيضا لجمهور موازين (من 22 إلى 30 يونيو) للاستمتاع بالعزف الاحترافي دانييل سانتيمون وأنريكو تيرانيولي.
وعلى غرار الدورات السابقة، ستجعل الدورة السابعة عشر من مهرجان موازين إيقاعات العالم، التي تمتد لتسعة أيام (من 22 إلى 30 يونيو)، من مدينتي الرباط وسلا، منصة التقاء وتناغم، يتقاسم فيها ومن خلالها الجمهور والفنانين على السواء لحظات فرح واحتفال، في صورة تعبر عن أسمى وأرقى مشاعر التعايش والتسامح التي تبناها المهرجان كشعار له منذ انطلاقه.
ويخصص موازين، الذي يساهم في الترويج للموسيقى المغربية، أكثر من نصف برمجته للمواهب المحلية، كما تمكن هذه التظاهرة الفنية التي تحمل قيم السلام والانفتاح والتسامح والاحترام، من الولوج المجاني ل 90 في المائة من حفلاتها الموسيقية، مما يجعل الوصول إلى الجمهور مهمة أساسية، كما يعد داعما أساسيا للاقتصاد السياحي الإقليمي وفاعلا في خلق صناعة الفرجة بالمغرب.