agora.ma
فلقاء لشكر وأخنوش وثلة من قياديي الحزبين دليل على أن نقاشا جادا، ومن نوعية خاصة، أصبح يطبع الساحة السياسية المغربية.
فتأخر تشكيل الحكومة، الذي وصفه البعض عنوة ب”البلوكاج” تارة وب”التحكم” تارة أخرى، ما هو في حقيقة الأمر إلا اختيار جاد من حزبي الاتحاد والأحرار لفرض المشاركة في الحكومة على أساس مبدأ فعاليتهما في هذه الحكومة، وليس على أساس المشاركة من أجل المشاركة. وهذا المعطى لم يستسغه حزب العدالة والتنمية ومعه حزب الإستقلال واعلامهما الموازي والمتعاطف.
لقاء زعيمي الحزبين، اليوم، كان الأول من نوعه، خاصة بعد تولي عزيز أخنوش رئاسة حزب التجمع الوطنى للأحرار، علما أنه سبق للحزبين أن عاشا تجارب إيجابية في إطار حكومات سابقة، خاصة تجربة حكومة التناوب التي خاضاها معا.
من جهة أخرى، يتضح أن لقاء لشكر وأخنوش كان فرصة لبحث تطورات المشهد السياسي المغربي، وتحديات المغرب على جميع المستويات، والدور الجاد المنتظر من الأحزاب.
وكل هذا فرض على الحزبين تعميق النقاش حول دورهما المرتقب في المشهد السياسي عموما، وفي المشهد الحكومي على وجه الخصوص. وهذا أيضا جعل الطرفين يستعرضان في لقائهما إمكانيات تعزيز التعاون بين الحزبين، والتنسيق بينهما للاستفادة من خبرات الجانبين والعمل المشترك، في ملفات تهم المستقبل.
والواضح أن استقبال إدريس لشكر وقياديين من حزب الاتحاد الإشتراكي لوفد من حزب الأحرار برئاسة عزيز أخنوش، يوضح أن حزب التجمع الوطنى للأحرار أحدث في الآونة الأخيرة تحولا كبيرا في سلوكه ومواقفه، خاصة بعد أن اختار التريث أثناء مشاوراته مع رئيس الحكومة المعين عبد الإله بنكيران لتشكيل الحكومة، وقرر الحزب المذكور عدم الهرولة نحو المشاركة بهدف الاستوزار. فالاهم هو خدمة المواطن والوطن سواء بالاستوزار أو بدونه.