وفي هذا السياق، تم التوقيع على اتفاق يهم التبادل المستدام للكهرباء بين البلدان الخمسة في إطار اشغال مؤتمر المناخ كوب22، الذي ينظم من 7 إلى 18 نونبر بالمدينة الحمراء.
وفي كلمة له بالمناسبة، أشاد وزير الصناعة والتجارة والاستثمار والاقتصاد الرقمي، مولاي حفيظ العلمي، بالتوقيع على هذا الاتفاق “الاستراتيجي” الذي يعطي دفعة جديدة للشراكة بين المغرب وأوروبا في مجال الطاقات المتجددة، مبرزا أهمية المضي قدما في تطوير الموارد الطاقية الخضراء لتقليص انبعاثات الغازات الدفيئة والمساهمة في التنمية المستدامة.
وذكر العلمي بأن المغرب سينتج 40 بالمائة من الطاقة النظيفة في أفق 2020 وسيرفع مساهمة الطاقة المتجددة في الباقة الطاقية الكهربائية إلى 52 بالمائة سنة 2030 وذلك بفضل مقاربة شاملة وفعالة.
من جهته، اعتبر كاتب الدولة الألماني المكلف بالشؤون الاقتصادية والطاقة، راينير باك، أن المغرب يعد “رائدا” في مجال الطاقات المتجددة في إفريقيا وفي العالم، مضيفا أن المملكة أصبحت بفضل مشاريعها ومبادراتها “نموذجا” في هذا المجال.
وشدد المسؤول الألماني في هذا الصدد على أهمية الربط بين ضفتي المتوسط، مشيرا إلى أن هذا الاتفاق الذي يكتسي أهمية “قصوى” سيكون في صالح المغرب وأوروبا.
وفي نفس السياق، أبرز وزير الطاقة والسياحة الإسباني، ألبارو نادال، أهمية التوقيع على هذا الاتفاق “الاستراتيجي” بهدف تحقيق التنمية المستدامة للبلدان الموقعة، مضيفا أن الربط الكهربائي هو آلية لا غنى عنها من أجل وضع استراتيجيات للتنمية في مجالات متعددة.
وقال إن المغرب، الذي يعد فاعلا “مهما” في المنطقة المتوسطية، يعتبر شريكا “استراتيجيا” لأوروبا وهذا الاتفاق لا يمكنه سوى ترسيخ الشراكة بين الطرفين.
أما كاتب الدولة البرتغالي للطاقة، خوسي سيغورو سانتشيس، فأشار إلى أن هذا الاتفاق يعد آلية “مجددة” من أجل إنتاج واستعمال الطاقات الخضراء في المغرب وأوروبا، ولكن أيضا في إفريقيا بالنظر للحضور القوي الذي يحظى به المغرب في هذه القارة.
وقال إن الربط بين إفريقيا وأوروبا سيتعزز من خلال هذه الاتفاقية التي تشكل خارطة طريق حقيقية من أجل المضي قدما في التعاون الثنائي.
بدورها، أشادت وزيرة البيئة والطاقة والبحر الفرنسية، سيغولين روايال، بهذه المبادرة التي أقدم عليها المغرب، الذي يعد “نموذجا” في مجال تطوير الطاقات المتجددة في المنطقة المتوسطية.
وأوضحت خلال كلمة تليت باسمها أن هذا الاتفاق يشكل “الية مهمة من أجل تطوير اقتصاداتنا” وسيسمح بتبادل الكهرباء بين بلدان ضفتي المتوسط.
أما المفوض الأوروبي للطاقة والتغير المناخي، ارياس كانيتي، فأبرز أن المغرب “رائد” في المجال الطاقي بفضل وضع وتطوير عدة مشاريع في مجال الطاقات الريحية والشمسية، مضيف أن تجربة المملكة تعد مثالا يحتذي به.
من جهته، أعرب الأمين العام للاتحاد من أجل المتوسط، السيد فتح الله السجلماسي، عن دعم الاتحاد لهذه المبادرة التي تتماشى مع منطق كوب22، مشيرا إلى أن هذا الاتفاق يعد ترجمة للاندماج العملياتي بين ضفتي المتوسط.
وأشار رئيس اللجنة العلمية لكوب22، نزار بركة، إلى أن هذا الاتفاق الذي وقعته الدول الخمس يساهم بشكل فعلي في تحقيق اهداف كوب22 والاندماج الطاقي بين أوروبا وافريقيا.
وفي له عقب التوقيع على هذا الاتفاق، أكد رئيس مجلس إدارة الوكالة المغربية للطاقة المستدامة “مازن” ، مصطفي الباكوري، ان الاتفاق الذي تم توقيعه اليوم يكتسي “أهمية كبري، و يفتح “مرحلة جديدة للاندماج الاقليمي مع أوروبا من خلال عمليات الربط وتنمية الطاقات المتجددة كأفق لتعزيز هذا الاندماج الجهوي”
وأوضح أن هذه الاتفاق “لا يعكس فقط تطابق وجهات النظر بل أيضا اتفاقا حول الخطوات الضرورية لإطلاق مسار يسمح بتعزيز الربط الكهربائي بين جنوب المتوسط وشماله عبر المغرب”، مبرز أن الامر يتعلق “بمرحلة ستفتح افاق جديدة لاندماج أكبر لأنها ستشجعنا أيضا على تسريع وتيرة العمل من أجل الربط مع موريتانيا وبالتالي مع كامل افريقيا الغربية”.
وجرت مراسيم توقيع هذا الاتفاق بحضور عدد من المسؤولين، من بينهم على الخصوص سفير الاتحاد الأوروبي بالمغرب، روبرت جوي، والمدير العام للمكتب الوطني للكهرباء والماء الصالح للشرب، علي الفاسي الفهري.