الكويت: تكريم معهد محمد السادس للقراءات والدراسات القرآنية كأفضل جهة قرآنية بالعالم الإسلامي
اعتادت كل المنابر الإعلامية المغربية، المرئية والمسموعة الورقية والرقمية، خلال السنة الماضية والسنة الجارية نشر الحصيلة الأسبوعية وتقريبا نصف الأسبوعية لتدخلات الأمن لمكافحة كل أنواع الجريمة، بالمغرب، وكان النشر ولا يزال يعزز بأرقام.
واستنادا إلى هذه الإحصائيات تم توقيف أزيد من 256 ألف شخص للاشتباه في تورطهم في قضايا إجرامية خلال النصف الأول من2016…
وخلال الأسبوعين الماضيين، أورد بلاغ للمديرية العامة للأمن الوطني أن
مصالح ولاية الأمن بمكناس تمكنت، في إطار الاستراتيجية الأمنية التي اعتمدتها لمكافحة الجريمة ومحاربة مختلف مظاهر الإخلال بالأمن العام، من معالجة 799 قضية خلال الأسبوعين الماضيين نتج عنها توقيف 827 شخصا من ضمنهم 164 شخصا كانوا موضوع مذكرات بحث لارتكابهم عدة جنح وجنايات.
وبالنظر إلى توقيف أزيد من 256 ألف شخص للاشتباه في تورطهم في قضايا إجرامية خلال النصف الأول من 2016، يحق التساؤل: ألا يدل هذا الرقم ولو نظريا على مجهود مبذول في مكافحة الجريمة؟ ومن تمة وجب طرح السؤال ما حكاية حملة “زيرو كريساج” التي تم إطلاقها عبر الفيسبوك هذه الأيام؟
والمؤكد أنه قبل بدء هذه الحملة على الفيسبوك، فقد تم الترويج بقوة وبشكل منتظم لفيديوهات تصوّر وقائع عمليات سرقة بالسلاح الأبيض ببعض المدن، والمثير في كل هذا أنه تمت فبركة فيديوهات تخص بلدان أخرى وتم توضيبها لتظهر على أنها تخص المغرب.
موقع جماعة “العدل والإحسان”، مثلا، أورد أن “ناشطون فيسبوكيون أطلقوا حملة “زيرو كريساج” بعد ارتفاع وتيرة الجرائم التي شهدتها كثير من المدن المغربية مؤخرا. حملة الغرض منها إثارة انتباه السلطات المنشغلة الساكتة عن مظاهر العنف والإحرام التي تصاعدت في السنوات الأخيرة بشكل ينذر بما لا تحمد عقباه. وعزز النشطاء الفيسبوكيون حملتهم بنشر صور وفيدويهات تفضح التردي الأمني المزري”.
وختم الموقع نفسه برأيه في هذه الحملة وكتب: ” وتتناسل الأسئلة في أرجاء المواقع الاجتماعية وفي غيرها عن سر مظاهر العنف والجريمة التي تزرع الهلع والخوف في المواطنين، ولا يمكن تفسير هذه المظاهر إلا أنها أعراض طبيعية من أعراض الاستبداد، وثمرة مسمومة من ثمار غرسه، وانعكاس لأولويات اهتمامه التي تجعل مصالح الناس في آخر جدول اهتماماته”.
يا لها من غيرة على أحوال الناس تتبناها هذه الجماعة. لكن المؤكد أن كلمة “الفيسبوكيون” سقطت هي الأخرى في فخ “العدل والإحسان”، مثلها مثل “شقيقتها” “الشعب”. عبر هاتين الضحيتين “الفيسبوكيون” و”الشعب”، يتم ترويج أحلام هذه الفئة التي لا تمثل قطعا “الشعب”.
والمؤكد أيضا أن الجماعة نفسها اعتادت اختيار شعارات من كلمات تصبّ في خانة “الحق”. و”الشعب” و”الفيسبوكيون” لا ينتبهون إلى أن هذا “الحق” هو حق أريد به باطل.
تُرفع الحملات باسم “ناشطون فيسبوكيون” وباسم “الشعب”، من قبيل حملة “زيرو كّريساج”، يتفاعل معها مواطنون عاينوا حالة أو حالتين من السرقة العادية أو السرقة باستعمال السلاح الأبيض، يتماهى معها صحافيون الذين ليس في قلوبهم مرض، وآخرون في قلوبهم مرض، وبين هذا وذاك تتوارى الجماعة ضانة أنها حققت المبتغى، ولكن الواقع لا يرتفع فالحق حق والباطل باطل.