فيديو: المفوض الأممي لحقوق الإنسان: المغرب نموذج يحتدى به في مكافحة التطرف
عندما يبلغ “أي مهرجان” في العالم دورته العاشرة، معناه أوتوماتيكيا أنه بلغ سن النضج والخبرة والاستفادة من أخطاء 9 دورات سابقة، فما بالك بمهرجان يمنح اسمه لقب “الدولي”، وبنى نجاحه بدعم الاعلام المغربي، الحديث هنا يهمّ مهرجان الراي بوجدة الذي انطلقت فعالياته أمس السبت، بعد مسلسل من الارتجالية وانعدام تام للمهنية، بل انعدام لأي أسلوب “حضاري” في التواصل، إلا من رحم ربي.
ارتجالية ومهازل بألوان مختلفة
أن يتوصل الزملاء وعددهم كبير برسالة عبر بريدهم الالكتروني، مضمنة لبلاغ خاص بالمهرجان، ويطلب منهم بالمناسبة الدخول إلى صفحة المهرجان على الانترنيت لتسجيل طلب اعتمادهم لتغطية الدورة الــ 10، يستخلص” حتما أن المساواة قائمة بين مختلف الزملاء والمنابر، وأن السيدة “سلمى” التي أوكلت لها مهمة التواصل والتنسيق مع صحفيي محور الرباط – البيضاء، هي من تقدم ترشيحاتها بلائحة من الأسماء التي تختارها، التي أعتقد أنها تتم وفق معايير “تخصها”، ما حدث أن هذه السيدة أجرت اتصالا هاتفيا مع عدد من الزملاء تؤكد لهم قبول طلبهم، وأن “جهة ما” ستتصل بهم لمنحهم تذاكر الطائرة، ولأن الصحفي يلزمه وقتا لتحضير نفسه وللتنسيق مع إدارته، خاصة وأن موعد مهرجان وجدة تزامن مع مواعيد عدد من المهرجانات في المغرب وخارجه، كان لا بد أن تتوصل المنسقة باتصالات من الصحفيين للاستفسار حول عديد التفاصيل، لكن ما حدث أنها لا تجيب على الهاتف، وعندما تقرر الرد، تخبر أحدهم بضرورة الانتظار، وتخبر آخرين بصعوبة توفير تذاكر الطائرة، ثم تعود لتتصل وتخبرهم أن بإمكانهم استعمال القطار، ثم يستمر المسلسل البئيس فتخبر أحدهم بحقه فقط في “بادج” التغطية، ثم تعود وتخبر الآخر بتوفير الفندق فقط، ثم تخبر أحدهم أنها في اجتماع يصعب عليها التواصل وهكذا…
المهزلة والنكتة التي أتحفت بها المكلفة بالتواصل مسامع العديد من الزملاء، أن التذاكر تم توفيرها فقط للصحفيين الذين يصعب عليهم التنقل عبر القطار لأنهم مصحوبين بأجهزة ومعدات “ثقيلة الوزن”، وهذا يعني في لغة العارفين أن ممثلي القنوات التلفزية هم فقط المعنيين بالموضوع لأنهم يحملون كاميرات ضخمة، لكن سرعان ما كشف الكذب والتلاعب، فالزملاء الذين تم توفير تذاكر الطائرة لرحلتهم منهم ممثلين لإذاعات خاصة وصحف ورقية، فماذا سيحمل المذيع أو الصحفي بجريدة ورقية؟ أطنان من الورق “لزوم الكتابة” مثلا !!؟
ناهيك عن صحفية بجريدة يومية، وجدت اسمها ضمن لائحة الصحفيين الذين سيحضرون المهرجان، دون أن تضع طلب اعتمادها، حيث أكدت لــ “أكورا” أن السيدة الملكفة بالتواصل أخبرتها أنها ستصلها تذكرة الطائرة، وحدث هذا دون أن توافق على الحضور أو تقدم طلب التغطية، فما كان منها إلا أن واجهتها بعدم إدراج اسمها لأنها لن تحضر..
الإدارة تتهم المسؤولة ثم تسقط في نفس أخطائها !!
الزملاء عندما فقدوا الأمل في المنسقة الاعلامية، وباتوا تائهين في دوامة “مازال ماجاوبونيش”، قرروا التواصل بشكل مباشر مع إدارة المهرجان وتبليغهم بالتفاصيل، أحدهم برأ الإدارة تماما من أخطاء المنسقة الاعلامية، أما المسؤول الاعلامي بالمهرجان “العزوزي” الذي تكلف بالصحافة المحلية والجهوية، فقد أكد في حديثه أنه رفض منذ البداية انتداب مسؤولة للقيام بمهمة التنسيق مع صحفيي الرباط والبيضاء، مؤكدا أن الاستعانة بخدماتها جاء لمنح المهرجان دفعة جديدة، لكن ما حصل أنه توصل بالعشرات من الاتصالات تحمل شكايات ورفضا لأسلوب تواصلها معهم.
الغريب أن إدارة المهرجان التي أرادت أن تصلح ما عطبته المنسقة الاعلامية، سقطت في نفس الخطأ، ووعدت بعضهم بتوفير تذاكر الطائرة وحل مشكلتهم، إلا أن لا شيء من ذلك حدث.
بالمقابل، هناك مهرجانات تنظم في المغرب، ولا تبلغ دوراتها سوى 2 أو 4 ومع ذلك تشتغل بكثير من الحيادية والمهنية والوضوح، وتضع الصحفي في الصورة منذ الوهلة الأولى، سواء بعدم توفير وسيلة نقل أو بعدم توفير إمكانية الإقامة، وهي مهرجانات تدفعك إلى احترام القائمين عليها، على الاقل يشعر الاعلامي بالاحترام، لا كما تم التعامل معه من خلال مهرجان وجدة بكثير من السخرية والإهانة.
الخلاصة أن هناك 3 احتمالات تفسر ما حدث للصحفيين:
إدارة مهرجان وجدة تسخر من الإعلام الالكتروني تحديدا.
العملية فيها المعارف والمقربون ومن تم صحفيون مفضلون.
الاعتقاد بأن الصحفيين يفكرون في القيام بالسياحة على حساب المهرجان.