شهدت العاصمة الكونغولية كنشاسا خلال الفترة الممتدة من فاتح يونيو إلى 4 يونيو الجاري، أشغال المؤتمر 21 للمجموعة الإفريقية للقضاة التابعة للاتحاد الدولي للقضاة، والذي انعقد هذه السنة حول موضوع:” آليات مكافحة اللاعقاب في الجرائم الجنسية”.
هذا المؤتمر عرف دعوة رئيس الودادية الحسنية للقضاة عبد الحق العياسي للمشاركة، باعتبارها أحد المؤسسين الثلاث الأوائل للمجموعة الإفريقية بالاتحاد الدولي في إطار تفاعلها الدائم مع التزامات المملكة الدستورية والتاريخية والأخلاقية مع البلدان الإفريقية وسيرا على الخطى الرشيدة لجلالة الملك محمد السادس ورؤيته المستنيرة لمستقبل أفضل للقارة الإفريقية في أبعادها الإنسانية والحقوقية والقانونية والتنموية.
وقد تميزت مشاركة الوفد المغربي الذي تكون من الدكتور محمد الخضراوي نائب رئيس الودادية الحسنية والأستاذ رشيد تومي رئيس المكتب الجهوي بالرشيدية والأستاذ خليل بوبحي ممثل لجنة الشباب بالودادية الحسنية للقضاة، بإلقاء مداخلة تركيبية أبرزت موقف القضاء المغربي من الجرائم الجنسية سواء على مستوى الإشكاليات المسطرية أو الموضوعية أو على مستوى فلسفة التجريم والعقاب مذكرا بالعديد من الاجتهادات القضائية الهامة التي صدرت في قضايا أثارت اهتمام الرأي العام الوطني ومنها القرار الذي أصدرته محكمة النقض المغربية ونشر بافتتاح السنة القضائية الأخيرة وكان موضوع تفاعل إعلامي واسع حيث اعتبرت فيه محكمة النقض الاعتداءات الجنسية ضد الأطفال جناية وليس جنحة لاستحالة تصور وجود رضا من طرف ضحية يبلغ عمره 8 سنوات، وهو ما سيحقق مقاربة قضائية ردعية ناجعة.
كما شكل هذا المؤتمر فرصة لدق ناقوس الخطر بخصوص الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان التي تطال المحتجزين بمخيمات تندوف والتي تتطلب حماية قانونية وقضائية وإنسانية.
كما ركز نائب رئيس الودادية الحسنية للقضاة الدكتور محمد الخضراوي أمام المؤتمرين الذين يمثلون حوالي 15 بلدا إفريقيا إضافة إلى بلدان أوروبية حضرت هذا اللقاء، على حجم التغييرات الإيجابية التي تعرفها المملكة المغربية في كل المجالات بفضل الأوراش الإصلاحية الكبرى التي يقودها جلالة الملك مشددا على الانخراط التام للودادية الحسنية للقضاة وتفاعلها مع كل القضايا الأساسية ومنها القضية الوطنية مشيرا إلى الندوات واللقاءات المتعددة الوطنية والدولية التي نظمتها هذه السنة بشراكة مع عدد من الفعاليات الحقوقية والمدنية والمهنية بعدة مدن وجهات ومنها خاصة في حاضرة الصحراء المغربية مدينة العيون وجوهرة الجنوب مدينة الداخلة الأبية، والتي تؤكد وحدة المملكة من خلال قضائها.
كما أكدت الودادية الحسنية للقضاة موقفها المندد بتقرير وزارة الخارجية الأمريكية حول وضعية حقوق الإنسان واتهاماتها الباطلة غير الموضوعية التي تدخل في باب التأثير على استقلال القضاء الذي يبقى مبدأ عالميا يناضل من أجله كل قضاة العالم من خلال تأطيراتهم الوطنية والدولية وعلى رأسها الاتحاد الدولي للقضاة، مطالبا بضرورة التصدي الجماعي لمثل هذه المزايدات التي تبخس مجهودات المؤسسات الوطنية ومنها المؤسسة القضائية.
وقد شهدت فعاليات هذا اللقاء الدولي الهام، استقبال رئيس الوزراء الكونغولي للوفود المشاركة الذي نوه بأشغال هذا المؤتمر الذي يعتبر دعما كبيرا لدولة افريقية تسعى إلى تحقيق الأمن القانوني والاستقرار والتنمية، كما حظي الوفد الممثل للودادية الحسنية للقضاة بشرف تسلم درع الزعيم الإفريقي باتريس لومومبا.