تهدف شركة “أوبر” في مصر إلى توفير وسيلة نقل بالتاكسي أوقاتها مضبوطة. ويبدو أن ضرورة توفير الأمان للزبائن دفعها الى التعامل مع موضوع مواجهة التحرش ضد الفتيات والنساء، حيث عملت على تدريب السائقين على كيفية التعامل مع الزبائن في حالات التحرش.
ورغم ذلك هناك من يتساءل عن مدى قدرة مثل هذه الشركات في مواجهة هذه الظاهرة وتعاونها مع منظمات المجتمع المدني النشطة.
خطوة استباقية
يشير عبداللطيف واكد، مدير العمليات في شركة “أوبر” في لقاء مع DWإلى أسباب اهتمام الشركة بمشكلة التحرش الجنسي في مصر. قائلاً: “منذ تأسيس الشركة، وجدنا أن 90نسبة بالمائة من النساء في مصر يتعرضن للتحرش داخل المواصلات العامة”.
لذلك فكرنا في تبني خطوة إستباقية”. ومن هنا، جاء التفكير في إقامة شراكة مع مبادرة خريطة التحرش، والتي شملت دورات تدريبية للعاملين في الشركة حول أنواع التحرش وكيفية تجنبه وأيضا التعامل مع حالات التحرش في الشارع، وتعريفهم بالعقوبات التي قد تفرض عليهم في حالة عدم احترام التعليمات”.
وأوضح أن الشركة قامت أيضا بتوظيف سيدات كسائقات. مشيرًا إلى أن عدد السائقات ارتفع مؤخرًا بعد انتشار الشركة ونجاحها في كسب ثقة العديد من السيدات في مصر.
وتحدث عن الشراكة مع خريطة التحرش قائلا “إنها بداية لمعالجته، ونفكر في التعاون مستقبليًا مع منظمات المجتمع المدني والجامعات والمؤسسات الحكومية لنشر التوعية ضد التحرش”.
وتابع: “خاصة وأننا نجحنا في أن نغير ثقافة بعض السائقين، الذين كانوا لا يعلمون أن التحرش اللفظي على سبيل المثال يعتبر تحرشا، وكذلك توعية أقرانه بخطورة التحرش”.
ونفى المتحدث وجود حالات تحرش بين العاملين لدى شركته.
وجاءت مبادرة مثل هذه الشركات رغم الحملة التي قادها سائقو التاكسي الأبيض، حيث نظموا وقفات احتجاجية ورفعوا دعاوى قضائية ضد الشركات الخاصة واعتبروها غير قانونية، كما اعترضوا على أنشطة شركتي “أوبر” و”كريم”، اللتين استخدمتا تطبيقات الهواتف الذكية GPS
.ويرى سائقو التاكسي الأبيض أن هذه الشركات الجديدة غير قانونية وتعمل بسيارات الملاكين وليس الأجرة، كما أنها تقطع الطريق على كسب الرزق.
وأوضح عبد اللطيف أن “سبب الحملة التي شنها سائقو التاكسي الأبيض تعود إلي عدم اعتياد السائقين علي التطبيقات التكنولوجية الحديثة ورفضهم للتعامل معها”.
في الوقت الذي تتواجد فيه خدمات تاكسي شبيهة في عدد من دول العالم، حسب قوله.
سلامة الجميع
تسعى مبادرة خريطة التحرش التطوعية الى خلق بيئة عامة ورافضة للتحرش الجنسي في المجتمع. ويعرًف التحرش الجنسي وفقًا لخريطة التحرش على أنه أية صيغة كلامية غير مرغوب فيها أو تعديات ذات طابع جنسي تستهدف مشاعر شخص ما وتجعله يشعر بعدم الارتياح وبعدم الأمان أو بالتهديد.
عليا سليمان، مديرة الاتصال في مبادرة خريطة التحرش الجنسي، وهي مبادرة انطلقت عام 2010 توضًح لـDW: “نسعى إلى تحقيق هذا الهدف عبر دفع الشركات والمؤسسات إلى تبني سياسات عامة لتجريم التحرش وضمان سلامة الجميع”.
ومن هنا بدأت الشراكة مع “أوبر”، حسب سليمان. وترى المتحدثة أن التحرش في مصر مشكلة معقًدة ولايمكن حلها من خلال مثل هاتين الشركات، حيث إن النساء يعتمدن في تنقلهن على مواصلات عامة مثل الميكروباص والأتوبيس وهن غير قادرات على دفع مصاريف التاكسي.
ملاحظة أنه يجب العمل مستقبلاً للتواصل مع المواصلات العامة الأخرى وتوعيتها بخطورة موضوع التحرش.
شهادات نسائية
أبدى عدد من الفتيات والنساء في مصر إعجابهم بتجربة تاكسي “أوبر”، وهو ما أتضح من لقاءات لـDWعربية معهن وكان العنصر المشترك بينهن هو إحساسهن بالأمان.
وتقول رانيا مكرم، 35 سنة، صحفية في مؤسسة الأهرام، “بحس بأمان، فالبرنامج لديه رقم السائق وصورته وماركة السيارة، حيث يسمح البرنامج بإرسال مسار الرحلة لأي شخص أو المشاركة على موقع التواصل الاجتماعي فيس بوك”. وأضافت: “وأستطيع أبلاغ الشركة في أي وقت عن ارتكاب أي أخطاء من السائق”.
كما أبدت ريهام حمدي، محاسبة، 30 سنة، إعجابها الشديد بالتجربة وقالت إن السائق ” يأخذني من أمام الأماكن التي أتواجد فيها حتى لو كانت في حارات ضيقة حتى لا أتعرض لمضايقات”. وهو ما أكدته أيضا شروق عادل، 23 سنة، موظفة في البنك، التي أعتبرت أن تاكسي “أوبر” أصبح مصدر من مصادر سعادتها بسبب عنصر الأمان.
وعنصر الأمان دفع والدها لمنحها الحرية في الرجوع إلى المنزل في ساعات متأخرة دون خوف أوقلق عليها. أشرف محمد سعيد، سائق تاكسي “أوبر” أشار أيضا الى التدريبات التي يتلقاها السائقون لمواجهة التحرش وتجنبه، ملاحظا أن النساء يشكلن نسبة 80 حتى 85 بالمائة من الزبائن، بسبب ثقتهن في الشركة”.