الرباط: عبد اللطيف حموشي يستقبل المديرة العامة لأمن الدولة بمملكة بلجيكا
أكد رئيس مجلس إدارة الوكالة المغربية للطاقة الشمسية (مازن) السيد مصطفى البكوري، أن محطة “نور 1” بمركب نور ورزازات للطاقة الشمسية، تعد محطة الطاقة الشمسية المركزة ذات المولد الأحادي الأكبر في العالم، بطاقة إنتاجية تبلغ 160 ميغاواط وبطاقة تخزين تبلغ 3 ساعات.
وأضاف السيد البكوري في كلمة بين يدي صاحب الجلالة الملك محمد السادس، اليوم الخميس بمدينة ورزازات، بمناسبة إعطاء الانطلاقة الرسمية للشروع في استغلال هذه المحطة، أن “نور1″، ستسمح بإمداد عشرات الآلاف من مستعملي الكهرباء لأغراض منزلية أو إنتاجية، بفضل قدرتها على تغذية الشبكة الوطنية للكهرباء، بما في ذلك في فترات أفول الشمس.
وشدد على أن نجاح هذا المشروع الوازن هو شهادة عن تعاون نموذجي والتزام حازم وتعبئة تامة لمختلف المتدخلين والفاعلين في سلسلة الخبرة الطاقية التي اشتغلت على هذا المشروع .
وقال إن هذا المشروع، هو جزء من الاستراتيجية الطاقية الوطنية التي يتم تفعليها “عملا بالتوجيهات السامية لجلالة الملك، الداعية إلى الإعمال الإرادي والحازم لاستراتيجية ناجعة للطاقة المتجددة، النابعة من صلب النظر المولوي السديد بضرورة إدراج المملكة المغربية ضمن دينامية راسخة للتنمية المستدامة في تفاعل تام مع التنمية البشرية على نحو يجعلها نموذجا متميزا على الصعيد العالمي”.
وأوضح أن هذا المشروع يأتي أيضا تنفيذا للتعليمات الملكية السامية بإعطاء نفس أعلى وأكثر جودة لحكامة قطاع الطاقات المتجددة عبر الرفع من طموح المغرب لتجاوز سقف 50 بالمائة في أفق 2030 .
وتجسيدا لهذه الرؤية على أرض الواقع، يقول السيد البكوري، يأتي إعطاء انطلاقة العمل للشروع في استغلال محطة “نور ورززات 1” باعتبارها تمثل المشروع الوازن المندمج لمركب الطاقة الشمسية “نور” الذي تفضل جلالة الملك فأعطى انطلاقة أشغاله في يناير من سنة 2013 .
وبخصوص ورش “نور ورزازات 2 “، سجل السيد البكوري أنه ستستخدم فيه نفس التقنية الطاقية المنتهجة في “نور 1” القائمة على المرايا المركزة مع الرفع من القدرة الاجمالية لتبلغ 200 ميغاواط ومدة تخزين تقارب 8 ساعات بعد غروب الشمس.
أما بالنسبة ل “نور 3” فأكد أنه ورش سيعتمد تكنولوجيا البرج الشمسي بعلو يصل إلى 143 مترا وبطاقة تبلغ 150 ميغاوات وقدرة تخزين تتجاوز 8 ساعات بعد غروب الشمس.
وقال إن هذه التكنولوجيا المتميزة بنجاعة أكبر، تعتبر واعدة وستجعل من المغرب بالتأكيد بلدا طبيعيا في مجال تكنولوجيا الطاقة.
وشدد على أن هذين المشروعين، سيكونان أكثر اقتصادا في استهلاك الماء بما أنهما سيوظفان تقنية التبريد الجافة، مما سيمكن من حصر الحاجيات من استهلاك المركب للماء في حدود مليوني متر مكعب، أي اقل من 1 بالمائة فقط من القدرة الاجمالية لسد المنصور الذهبي عوض 6 ملايين متر مكعب التي كانت مرصودة من قبل وكالة الحوض المائي إبان الدراسات الأولية.
وسجل أن هذه المشاريع الثلاثة، ستعزز بمحطة رابعة تعتمد الألواح الضوئية، ستجعل من “نور ورزازات” أكبر مركب لإنتاج الطاقة الشمسية متعددة التقنيات على الصعيد العالمي، يمتد على 3 آلاف هكتار بطاقة إجمالية تناهز 580 ميغاوات وباستثمار إجمالي يفوق 24 مليار درهم.
وذكر السيد البكوري أنه منذ إطلاق استراتيجية الطاقة الشمسية سنة 2009، تم الحرص على التطبيق السليم لهذه الاستراتيجية بتحقيق خمسة أهداف ذات أولوية لخصها في إقامة مركبات للطاقة الشمسية تأوي محطات من العيار العالمي، ونهج هيكلة ناجعة وتعبئة مالية مبتكرة وهي مقاربة أتاحت الاستفادة من الدعم غير المشروط للمانحين الدوليين كما مكنت بفضل الدعم الموصول للدولة من الحصول على تمويلات فاقت 22 مليار درهم عبارة عن قروض بشروط جد مسيرة ومنح من قبل اللجنة الاوروبية والحكومة الالمانية، وإطلاق دينامية واعدة في التصنيع والخدمات والانتاج والبحث المرتبط بالتنمية والابتكار، وجعل المشاريع رافعة للتنمية الاقتصادية والاجتماعية للمناطق التي تحتضنها من خلال العمل بتعاون مع الشركاء نحو إرساء آلية للتضامن متعددة الأبعاد ومستدامة في خدمة الرفاه والعيش الكريم، وأخيرا ترسيخ مقومات نموذج مبتكر يتيح للمغرب التموقع كنموذج يحتذى، وهو النجاح الذي نال اعترافا دوليا.
وسجل أن “هناك رهانات جديدة تندرج ضمن طموح واعد يفرض علينا أن نكون في حجم الخيارات التي عبر عنها جلالة الملك في مؤتمر باريس حول المناخ في دجنبر الفارط ، ولاسيما الإسهام في الرفع من حجم استعمال الطاقات المتجددة من 42 بالمائة سنة 2020 إلى 52 بالمائة سنة 2030” .
ويتعلق الرهان الأول بحسب السيد البكوري، بالإرساء التدريجي، بناء على مقاربة استباقية واستشرافية، لمواقع جديدة من جهات مختلفة من المملكة، فعلاوة على “نور ورزازات”، هناك مشاريع “نور العيون” و “نور بوجدور” بطاقة إجمالية تناهز 12 ميغاوات و”نور ميدلت”، وهو مشروع وازن وأكثر اتساعا مقارنة مع “نور ورزازات”، حيث سيحفز على إنتاجية اكثر، وأخيرا مركب نور طاطا الذي سيحدث ابتداء من السنة الموالية.
ويتمثل الرهان الثاني في التفعيل الناجع للأوراش المتعلقة بمختلف أنواع الطاقات المتجددة، سواء منها الريحية أو الشمسية أو الكهرمائية، في ما يتمثل الرهان الثالث في تعزيز حضور المغرب عالميا، وذلك بالإسهام الفاعل في إنجاح مؤتمر مراكش حول المناخ في نونبر 2016، وبالتالي ترسيخ التموقع الجيو استراتيجي للمغرب على نحو يتيح له القيام بدور نوعي وبناء في التعاون.
وشدد على أهمية تجسيد الطموح المتقاسم في جعل المغرب قطبا إشعاعيا للطاقات المتجددة، يمثل صلة وصل بين الضفتين، وهو الخيار الذي يحظى بتجاوب جيران المملكة وشركائها ويستدعي القيام على الخصوص بترسيخ اندماج جنوب شمال بهدف تبادل الكهرباء بشروط تفضيلية بالنسبة للأطراف الشريكة، وإتاحة تعامل عادل ومتوازن مع إشكاليات المناخ والطاقة والاقتصاد، وتقوية اندماج جنوب-جنوب على أساس تنمية مشتركة يكون هدفها الرفع من معدل الولوج إلى الكهرباء والاستخدام الأمثل للموارد المحلية.
وخلص إلى أن “الأمل الذي يحذونا يتمثل في الإسهام في الارتقاء بمكانة المغرب وتموقعه ضمن بلدان الاقتصاديات الصاعدة كما تريد له جلالتكم، مغرب نافع بامتداد مجموع تراب المملكة في ظل ورش الجهوية المتقدمة وباعتماد نموذج اقتصادي مبتكر كذلك الذي أرادته جلالتكم للأقاليم الجنوبية، ويستقي نوره من توجيهاتكم النيرة والسديدة الهادفة إلى ترسيخ مغرب التنمية المستدامة والبشرية والتضامن والعيش الكريم والاشعاع على الصعيد العالمي”.