قدّم وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس اليوم السبت إلى المشاركين في قمة المناخ بباريس مشروع اتفاق للحد من التغير المناخي، مؤكدا أن النص النهائي عادل ومتوازن وملزم قانونيا.
وفي مؤتمر صحفي في قمة المناخ التي تعقد في لوبورجيه (شمال العاصمة الفرنسية)، قال فابيوس إن قمة المناخ سمحت لكافة الأطراف بأن تعبر عن وجهة نظرها، مشيرا إلى تشكيل هيئة تشاورية تحت مسمى لجنة باريس بشأن مشروع الاتفاق.
ومن جانبه، دعا الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند المشاركين إلى الموافقة على مشروع الاتفاق.
ولفت الوزير الفرنسي إلى أن جميع المشاركين في القمة خاضوا مفاوضات صعبة للتوصل إلى مشروع النص النهائي لاتفاق المناخ، وبيّن أن نص الاتفاق يشتمل على نقاط التقدّم الأساسية التي كان يعتقد الكثير من المشاركين أنه لا يمكن الوصول إلى تحقيقها.
وقال فابيوس إن مشروع الاتفاق عادل ومستدام ومتواصل وملزم من الناحية القانونية، كما يعترف أيضا بمفهوم العدالة المناخية، ويأخذ في الحسبان كافة المواضيع والمسؤوليات المختلفة للدول وقدراتها تماشيا مع الظروف الدولية.
أهداف ومحاور
وبيّن أن هذا النص يؤكد الهدف الأساسي والمحوري والمتمثل في احتواء درجات الحرارة المتوسطة إلى درجتين، ووقف هذه الزيادة إلى 1.5 درجة، وهو ما سيسمح بتقليص مهم لمخاطر التغيير المناخي.
وبحسب تصريحات فابيوس، فإن مشروع اتفاق التغيير المناخي يسعى إلى تعزيز الثقة بين كافة الأطراف وفي إطار من الشفافية، مشيرا إلى أن هذا المشروع يتضمن مراجعة كل خمس سنوات لمدى التقدّم الذي تحقق.
كما أعرب عن أمله أن يتبنى المشاركون المشروع الذي سيساعد في تحقيق تقدّم اقتصادي مع الحد من الانبعاثات الغازية، مضيفا ‘نحن أمام اتفاق تاريخي والعالم يعوّل علينا جميعا لإنجازه’.
من جهته، قال الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون إن المشاركين في قمة المناخ وصلوا إلى مرحلة مهمة في رحلة طويلة امتدت عقودا، مؤكدا أن وثيقة مشروع الاتفاق للحد من التأثير المناخي تعد تاريخية للحد من انبعاثات الغازات.
وأضاف أن العالم كله يراقب إنجاز مشروع الاتفاق، مشيرا إلى أن القادة يريدون اتفاقا دوليا مرنا لمواجهة تحدي التغيرات المناخية.
وبعد ستة أعوام على مؤتمر كوبنهاغن الذي باء بالفشل، توصل المؤتمر ليل الجمعة السبت إلى صيغة نهائية لمشروع اتفاق عالمي لمكافحة التغير المناخي.
مفاوضات صعبة
وقال مراسل الجزيرة في لوبورجيه محمد البقالي إن المشاركين في المؤتمر قضوا ليلة ‘بلا نوم’ وصعبة جدا من أجل التوصل إلى حلول وسطى، بالنظر إلى تباعد وجهات النظر بين المشاركين.
وبيّنت المصادر ذاتها أن كل دولة وضعت خطوطا حمراء، اعتبرت أنه لا يمكن تجاوزها، وحاولت الدفاع عنها.
ووفق المراسل، فإنه رغم الخلافات فقد تم التوصل إلى صيغة نهائية مع وجود صعوبات كبيرة، أهمها مسألة التمويل بالنسبة للدول الغنية.
وأشارت أحدث مسودة للاتفاق إلى حل وسط بشأن ما كان مثار انقسام ضخم بشأن المدى الذي يجب أن يكون الاتفاق طامحا إليه في مجال محاولة التحكم في ارتفاع درجة حرارة سطح الأرض.
كما تحدثت المسودة عما يبدو أنه اتفاق على السعي إلى هدف أكبر طموحا، وهو وقف الارتفاع في درجات الحرارة عند أقل من درجتين فوق مستويات ما قبل حقبة الثورة الصناعية.
يُذكر أن الهدف من قمة المناخ هو الحد من ارتفاع ميزان الحرارة العالمي درجتين مئويتين أو أقل، بهدف تفادي التبعات الأكثر كارثية للاختلال المناخي الذي بات ملحوظا، مثل تزايد الفيضانات وموجات الجفاف وذوبان الكتل الجليدية، مما يشكل خطورة على الإنتاج الزراعي والثروات البحرية في العديد من المناطق.