الكويت: تكريم معهد محمد السادس للقراءات والدراسات القرآنية كأفضل جهة قرآنية بالعالم الإسلامي
يعاني البعض من مشاكل متعددة في الجهاز الهضمي، من أهمها عسر الهضم، الذي يتفاقم خلال أيام عيد الأضحى نتيجة تناول الكثير من اللحوم الحمراء، والوجبات الدسمة، التي يعجز الجسم عن التعامل معها، مما يؤدي إلى حدوث متاعب صحية متعددة وحالة من الخمول وسوء المزاج. وعموما تؤكد الدراسات على أهمية عدم تناول اللحوم الحمراء أكثر من مرتين أسبوعيا بما لا يزيد على 6 إلى 8 مرات شهريا لاحتوائها على مادة (الكارنيتين)، التي تتحول في الجسم إلى مركب (أكسيد ثلاثي ميثيل الأمين)، وهو المسبب لتصلب الشرايين، كما يؤدي إلى انسداد الشرايين الناتج عن تراكم الدهون والكوليسترول، وبالتالي الإصابة بالأمراض القلبية الخطيرة.
وينصح خبراء الصحة والتغذية خلال أيام العيد بعدم تناول وجبات عدة من اللحوم، فعند تناول إفطار يحتوي على الكبدة مثلا، يفضل أن يكون الغذاء خفيفا، ويؤجل الشواء لليوم التالي، أو يؤجل تناول الكبدة إلى الغداء. وإذا كان الإفطار والغداء من اللحوم، فليكن الإفطار مبكرا ثم الغداء متأخرا للسماح بهضم منتظم. ويفضل أن تكون وجبة العشاء خفيفة، وأن تحتوي على الزبادي واللبن الرائب، لمساعدتهما في الهضم، ولمساهمتهما بشكل فعال في إحساس الجسم بالراحة.
تصحيح الأفكار المغلوطة
من الأفكار المغلوطة في أيام العيد عدم تناول أي طعام خلال الصباح أو طوال النهار لإبقاء المعدة فارغة من أجل الطعام الذي يمكن تناوله في اللمة العائلية، وهذا مضر بالصحة لأننا نصل إلى وجبة العشاء جائعين ولا قدرة لنا على التحكم بكمية الطعام التي نلتهمها. علينا إذن أن نتناول وجبة فطور تتكون من شطيرة أو حبوب مع الحليب، وأن تتضمن وجبة الغذاء سلطة غنية بالخضار. هذه الوجبات تجعلنا نكسب القليل من السعرات الحرارية، وفي نفس الوقت تسهم في جعلنا نشعر بالشبع ولا نتناول الكثير من اللحوم والدهنيات.
وقبل الوليمة الرئيسية، يفضل تناول وجبة صغيرة مكونة من حبة فاكهة أو وجبة خفيفة أخرى قبل ساعة أو ساعتين.
وأثناء تناول الوجبة الرئيسية، نحاول أن تناول الماء فقط ولا نكثر من العصائر والمشروبات الغازية التي تزيد بشدة من نسبة السعرات الحرارية خلال الوجبات، إذ يحتوي كوب من العصير أو المشروبات الخفيفة على نحو 90 سعرة حرارية.
من المهم أيضا التنويع في الأطباق والأطعمة المختلفة المفضلة لدى الأسرة، ومن الأفضل لو كانت على شكل وجبات صغيرة أو لقيمات، بغرض التذوق. بهذه الطريقة لا يشعر المرء بأنه محروم من تذوق هذه الأطعمة، ومن جهة أخرى لن يبالغ في كمية الطعام التي يتناولها.
ومن العادات التي نجدها مغيبة عندنا في أسرنا، والتي تعد من أهم وسائل تفادي عسر الهضم، تعاون أفراد الأسرة في تقديم الطعام و إخلاء المائدة من الأطعمة والأطباق عند الانتهاء. فمعظمنا يفضل الجلوس لفترة مطولة حول مائدة الطعام وعدم إخلاء المائدة.. مما يجعلنا نأكل أكثر من اللازم، على الرغم من أننا لم نعد نشعر بالجوع. فالمساعدة في تقديم الطعام وإخلاء المائدة لاحقا يبعدنا عن إغراء الإسراف في الأكل.
وإذا كانت النساء في أسرنا ينشغلن في أيام العيد بكل ما يرتبط بالتدبير المنزلي وأشغال البيت واستقبال الضيوف وإعداد ما لذ وطاب من الأطباق الشهية، فإن معظم الرجال يخلدون، بعد الانتهاء من الصلاة وطقوس الذبح والاحتفال، إلى الراحة وتناول الطعام أمام التلفاز أو النوم، مما يزيد من مشاكل عسر الهضم. في حين يمكن استغلال عطلة العيد لممارسة الرياضة، أو المشي، أو السباحة، أو الرحلات، فضلا عن القيام بالزيارات العائلية.
الطبخ الصحي
ولربات البيوت وعموم المهتمين بطبخ وجبات العيد للأهل والأحباب، ينصح بأهمية التخلص من الدهون الموجودة في اللحوم قبل طهيها، حيث أنها تحتاج لمجهود كبير من الجهاز الهضمي ليكتمل هضمها. كما أنها تخزن في الجسم وتتسبب في حدوث بعض الأمراض مثل تصلب الشرايين وارتفاع ضغط الدم وأمراض القلب، بصفه خاصة إذا تم تناولها مع النشويات. وينصح بتناول اللحوم مسلوقة أو مشوية وليس محمرة، وذلك لأن عملية التحمير تجعلها تتشبع بالدهون لتصبح قطعة اللحم دسمه جدا وعالية السعرات، خاصة بالنسبة لمرضى القلب حيث تشكل تلك الدهون عبئا ثقيلا على عضلة القلب. ويراعي عند شي اللحم ألا يصل لونه إلى درجه عالية من القتامة، لأنها تسبب ارتباكا للجهاز الهضمي.
إلى ذلك ينصح عند تناول اللحم في عيد الأضحى بعدم شرب الماء وسط الأكل أو بعده، حتى لا يتسبب في إعاقة عملية الهضم بل يجب الانتظار ساعة على الأقل لشرب ما لا يزيد عن نصف كوب على أقصى تقدير.
ومن الضروري الحرص على عدم تناول قطعة اللحم بمفردها بل مع كميه كافية من النشويات كالأرز أو البطاطس، لكي يستفيد الجسم من الوظائف الحيوية المهمة لبروتين اللحوم بدلا من استخدامه لإنتاج الطاقة التي يجب، صحيا، الحصول عليها من النشويات .
وينصح كذلك بتناول الفجل مع وجبات عيد الأضحى، ودائما مع الأغذية النشوية لأنه هاضم طبيعي لها بسبب محتواه العالي من أنزيم الإميليز الضروري لهضمها، كما أنه غني بمواد مضادة لما يتكون في اللحوم المشوية والمحمرة من مركبات ضارة.
عادات يومية
وعموما ينصح خبراء التغذية بمراعاة عدد من العادات الصحية في الأكل بصفة دائمة لتفادي مشاكل عسر الهضم وحموضة المعدة، وعلى رأس هذه العادات مضغ الطعام بشكل جيد ، وعدم الإفراط في تناول الأطعمة الدسمة، وتجنب التدخين، وعدم تناول المشروبات الغازية بكثرة، والابتعاد عن الوجبات السريعة الغنية بالدهون والنشويات والأطعمة المقلية بالزيت الغزير.
كما يجب عدم تناول الطعام قبل النوم مباشرة وخاصة الأطعمة الدسمة وعدم الإكثار من تناول التوابل والمخللات والأطعمة الحريفة بكثرة، مع الحرص على الإكثار من شرب المياه خلال اليوم، وتناول الزبادي واللبن الرايب، وتناول وجبات صغيرة مقسمة على مدار اليوم، بدلا من تناول وجبة كبيرة الحجم مرة واحدة والإكثار من تناول الفواكه والخضار، سواء طرية أو مطهوة بطريقة خفيفة وبدون دهون.