وأنت تبلغ مدخل قرية عين اللوح، التابعة لإقليم إفران، خلال أيام المهرجان الذي يمتد من 8 إلى 10 غشت، تشعر أن القرية تحتضن حدثا استثنائيا، حيث يصطف رجال الدرك الملكي في مدخل القرية على مسافات متساوية إلى حين الوصول إلى ملعب كرة القدم الذي يحتضن فعاليات النسخة 15 من مهرجان أحيدوس. وقد سهر رجال الدرك الملكي ومعهم عناصر القوات المساعدة على تنظيم حركة السير بشكل جيد، لتفادي الازدحام وبعض الحوادث التي قد تخلقها أزمة المرور، خصوصا أن المهرجان قبلة لفناني وعاشقي فن أحيدوس من مختلف ربوع التراب الوطني.
إيقاعات من نوع آخر
كثيرون هم الشعراء والفنانون والباحثون الذين يؤثثون فضاءات المهرجان، حيث اختارت كل مجموعة فنية أن تنصب لها خيمة تعكس موروثها الثقافي وتشكل عنوان لها، فبمجرّد أن يرى العارفون بتراث أحيدوس خيمة حتى يقول لك "هذه خيمة المجموعة القادمة من إفران أو الخميسات أو كرسيف…"وبعيدا عن إيقاعات أحيدوس وأهازيج الشعراء، تعيش الخيام خلال أيام المهرجان صباحا وبعد الزوال على إيقاع الندوات الفكرية وتوقيع بعض الإصدارات، وهي ندوات يشرف على تأطيرها أساتذة باحثون من المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية.
مرحبا بيكم عندنا
خلال جولة قصيرة عبر الخيام المتراصة داخل الخيام المتراصة داخل وخارج المكان المخصص للعروض، تتعرف على العديد من قيم سكان جبال الأطلس وسكان قرية عين اللوح بالخصوص، حيث الجميع يدعوك إلى خيمته لمشاركته لحظة فنية أو لتقاسم وجبة دجاج أو لحم مشوي…لا يقتصر هذا الكرم على أصحاب الخيام، بل إن امرأة تدبّر مطعما متواضعا يبيع الشاي والحرشة وبعض المأكولات الأخرى دعتنا إلى "برّاد أتاي" و"الحرشة"، وطلبت منا البقاء إلى غاية فترة الغذاء لنتذوق "طعامها" خاتمة حديثا بالجملة المغربية التي تعكس روح الكرم "مرحبا بيكم عندنا".
السباق نحو الربح
على الطريق المؤدية لمكان العروض، ظهرت العديد من المحلات التجارية "العشوائية" وبعض "الفرّاشات" التي تعرض مختلف أنواع السلع: أحذية رياضية، جواهر، مصنوعات تقليدية…إذ أن أيام المهرجان فرصة مواتية لتحقيق ربح مهم، خصوصا مع توافد الزوار على قرية عين اللوح. إضافة إلى المحلات التجارية، وحين يأتي المساء، تتسابق العربات لأخذ مكان مناسب قريب من الجمهور، وهي العربات التي تقدم سندويتشات النقانق والطحال إضافة إلى أخرى تبيع عصير الليمون أو الفشار (الكلية). يقول بائع سندويتشات النقانق إنه يبدو ، وبوضوح، لكل زائر أن الفرصة مواتية لأي نشاط تجاري في تحقيق ربح مرتفع عن أرباح الأيام العادية، وهذه "هميزة" لا يجب تفويتها حسب تعبيره.
وأنت تغادر قرية عين اللوح بعد نهاية العروض، تقف مرّة أخرى على التنظيم المحكم لحركة السير والعمل الدؤوب الذي يقوم به رجال الدرك الملكي والقوات المساعدة لتعود قرية عين اللوح إلى هدوءها الطبيعي، الذي لم يكسره سوى رقصات وأهازيج وأشعار الفنانين الذين يُمتعون سكان القرية وزوارها بلوحات فنية تجعلهم يسافرون عبر عوالم قرى الأطلس.